نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافيين تيم غريغ وماكس بيراك، ذكرا فيه أن والد المسلح الذي قام بمهاجمة ناد ليلي في
أورلاندو، قال إنه ما كان على ابنه القيام بارتكاب المذبحة؛ لأن "الله سيقوم بعقاب من يمارسون اللواط".
ويشير التقرير إلى أن صديق متين الذي يعيش في فلوريدا، وصف في فيديو نشره على "فيسبوك" بعد منتصف الليل، حادثة إطلاق النار بأنها "مأساوية"، لكنه قال إن ابنه
عمر متين "صالح ومتعلم".
ويورد الكاتبان أن صديق متين كتب بجانب صورته أمام علم مسقط رأسه أفغاستان: "كان عنده طفل وزوجة، وكان محترما، وكان يكن الاحترام لوالديه، لا أدري ما الذي جعله يقوم بإطلاق النار الليلة الماضية؟".
وتنقل الصحيفة عن صديق متين، قوله إن ابنه كان يستطيع الوصول إلى مسدس عن طريق وظيفته، وقد ذكرت كل من "واشنطن بوست" وغيرها من الصحف يوم الأحد أن عمر متين كان يعمل حارسا مع "جي 4 آي"، وهي شركة خدمات أمنية عالمية.
ويلفت التقرير إلى أن صديق متين كرر في التسجيل الذي نشره قوله إنه "حزين" بسبب المذبحة، وأضاف أن لديه "عقدة في قلبه"، منذ أن علم أن ابنه ذهب إلى "ناد للمثليين من الرجال والنساء، وقتل 50 منهم"، وقال: "أنا حزين جدا، وأعلن ذلك للشعب الأمريكي"، مشيرا إلى أن ابنه قام بالهجوم في شهر رمضان.
وينوه الكاتبان إلى أن صديق متين أنهى حديثه بلغة الداري "الفارسية المحكية في أفغانستان"، حيث أعرب عن عدم تصديقه أن يقوم ابنه بتحميل نفسه عبء معاقبة مجتمع المنحرفين، وقال: "الله هو من سيعاقب المتورطين في المثلية الجنسية، هذا ليس من شأن العباد".
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين في أفغانستان لا يزالون يحاولون تكوين صورة لخلفية العائلة، حيث قال المسؤولون الأفغان إنهم لا يعرفون متى غادر صديق متين أفغانستان، لكنهم أشاروا إلى أن الملايين غادروا البلاد بعد اجتياح قوات الاتحاد السوفييتي لأفغانستان عام 1979، أما عمر متين، البالغ من العمر 29 عاما، فولد في نيويورك، لكنه انتقل مع عائلته إلى فلوريدا وهو طفل.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن صديق متين بقيت له علاقة قوية مع أفغانستان، حيث يقدم برنامجا تلفزيونيا يبث من كاليفورنيا، وكان البرنامج يتحدث في الشؤون السياسية الأفغانية، كما نشر عشرات الأفلام التي صورها على "يوتيوب" التي تظهره بأنه محلل وقائد أفغاني مهم، مشيرا إلى أنه وإن لم يكن سجل سفر صديق متين واضحا، إلا أنه سافر إلى أفغانستان أحيانا على الأقل، حيث إنه في عام 2014 خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأفغانية، حصل على مقابلة مع الرئيس الأفغاني أشرف غني صورها في كابول.
وينقل الكاتبان عن المتحدث باسم الرئيس غني، محمد هارون تشاخونصوري، قوله إن الرئيس لا يعرف صديق متين، وإن المقابلة مجرد واحدة من مئات المقابلات، وأضاف تشاخونصوري: "إن فريق الحملة الإعلامي في وقتها بحث عن خلفية وسيلة الإعلام، وبناء عليه رد على طلب المقابلة، وفي وقت المقابلة قبل حوالي سنتين ونصف لم يكن ممكنا رؤية أي مؤشرات لهذه المأساة"، مشيرا إلى أن غني ساخط من آراء صديق متين المثيرة للجدل.
وتكشف الصحيفة عن أن متين أعرب في أحد تسجيلاته على "يوتيوب" عن امتنانه لحركة طالبان في أفغانستان، وشجب الحكومة الباكستانية في الوقت ذاته، حيث يقول: "إخواننا في وزيرستان، إخواننا المجاهدون في حركة طالبان وطالبان الوطنية الأفغانية ينتفضون، وقضية خط ديورند ستحل إن شاء الله قريبا".
وبحسب التقرير، فإن قضية خط ديورند قضية مهمة تاريخيا، خاصة بالنسبة للبشتون، الذين تمتد مناطقهم بين أفغانستان وباكستان، حيث إن خط ديورند هو خط الحدود الفاصل بين باكستان وأفغانستان، وليس واضحا إن كانت عائلة متين من البشتون، وحركة طالبان أفغانستان غالبا ما هي مؤلفة من البشتون.
ويفيد الكاتبان بأنه تم رسم الخط عام 1893؛ ليفصل حدود النفوذ الأفغاني عن النفوذ البريطاني، حيث كانت بريطانيا تسيطر على معظم شبه القارة الهندية في وقتها، وإن كانت سيطرة بريطانيا ضعيفة في أفغانستان وشمال غرب باكستان، لافتين إلى أن "باكستان ورثت الخط كونه حدا لها بعد الاستقلال، ولأن الخط يقسم الشعب البشتوني سياسيا، فإنه ينظر إليه على أنه أداة لتهميشهم، ويعد البشتون أكبر مجموعة إثنية في شرق أفغانستان وشمال باكستان".
وتبين الصحيفة أنه قبل وقوع إطلاق النار بساعات، قام صديق متين بنشر فيديو على صفحة "فيسبوك"، تحمل اسم الحكومة الأفغانية المؤقتة – صديق متين، يبدو فيها أنه يمثل دور الرئيس الأفغاني، ويأمر باعتقال مجموعة من السياسيين الأفغان، حيث قال وهو يرتدي زيا عسكريا: "أوجه أوامري للجيش الوطني والمخابرات للقيام مباشرة بسجن كارازاي وأشرف غني وزلماي خليل زاد وأتمار وسياف؛ لأنهم ضد أبناء بلدنا، وضد وطننا"،
ويشير التقرير إلى أن أحدث تسجيلاته على "يوتيوب" يظهر إعلانه عن ترشحه للرئاسة الأفغانية، لافتا إلى أن توقيت الفيديو كان غريبا، حيث جاء بعد عام من الانتخابات الرئاسية في أفغانستان.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن متين بدا مشتتا في الفيديو، حيث كان يقفز من موضوع إلى آخر، كما أن استخدامه للغة الداري بدلا من البوشتو "لغة البشتون" كان أمرا غريبا في تسجيلاته، خاصة أنه كان يناقش قضايا القومية البشتونية.