تحدث الشيخ يوسف
القرضاوي، في الحلقة الخامسة من حواره في برنامج مراجعات على قناة الحوار، عن كلية أصول الدين ودراسته فيها، وتثقيفه لنفسه، ومشاركاته في الدعايا الانتخابية والنشاط
الإخواني خلال مرحلة الجامعة، متناولا فترة انتخاب الفقيه الدستوري حسن الهضيبي مرشدا للجماعة، ومشاركة الإخوان في مقاومة الاحتلال البريطاني.
وذكر الشيخ القرضاوي في حديثه عدة انتقادات للمنهج الأزهري حينذاك، ومن ذلك اعتماده المنهج الأشعري، ونأيه عن تدريس كتب ابن تيمية، حتى جاء الشيخ المراغي وأرسى قيمة كتب ابن تيمية، مشيرا إلى انتقاده الأزهر مرارا؛ بسبب انحصاره في مدرسة فكرية واحدة.
ووصف القرضاوي النشاط الإخواني حينذاك بأنه لا حد له، وأنه لم يكن له حاجز أو قيود بعد خروجه من المعتقل وإلغاء وزارة إبراهيم عبد الهادي، وتشكيل حكومة جديدة تعد للانتخابات، حيث شارك حينها القرضاوي في الدعايا الانتخابية بقوة.
الدعاية الانتخابية
وضرب القرضاوي مثالا بالمحامي فهمي أبو بدير، الذي دخل الانتخابات في دائرتي الوسطى وأسيوط، والذي قال: "أريد أن أحيي الشعب في تلك المراكز"، مضيفا أنه شارك في الدعايا الانتخابية له، حيث كان يذهب إلى الأعراس والمآتم ويجذب الحضور بحديثه ورواياته من السيرة.
كما شارك في الدعايا الانتخابية في الشرقية وقرى فاقوس مع الشيخ معز عبد الستار، حيث كان القرضاوي يحث الأهالي على اختيار العالم الذي يكون له رسالة، والقوي الأمين.
وفي القاهرة، في دائرة القلعة مع الشيخ الباقوري، وفي دائرة شبرا علي شحاتة، وفي العباسية طاهر الخشاب، مضيفا: "قمنا بدور جيد، ولكن لم ينجح أي أحد من الإخوان"، وأرجع ذلك إلى أنه لم يكن لديهم خبرة كافية في التقرب من الناس والتعرف عليهم وقضاء مصالحهم.
حسن الهضيبي مرشدا للإخوان
وتناول الشيخ في مراجعاته تولي حسن الهضيبي منصب المرشد خلفا لحسن البنا، وأشار إلى تفاصيل حول الخلاف، الذي قام حينها بين النخبة في قيادات الإخوان المسلمين حينذاك، موضحا أنه "لم يكن هناك نائب للإمام البنا كي يقوم مقامه، فتطلع إليها الباقوري، وعبد الرحمن البنا شقيق الإمام، صالح عشماوي وكيل الإخوان، وكثيرون كل منهم يرى أنه أحق بها".
وقال: "أنا لم أكن أعرف الأستاذ الهضيبي إلا حينما قرأت عنه في مجلة الشهاب، التي أنشاها الإمام البنا في أواخر حياته، بعد تزايد أسفاره (البنا) في القطر
المصري، ليعطي الإخوان الدراسة الكافية ليكون العقلية العلمية الإسلامية التي يريدها هو، فأنشأ مجلة الشهاب لهذا السبب، ولكي تسد له ما عليه من ديون نتيجة تعدد أسفاره وضيوفه".
وأضاف: "كان في الشهاب سجل التعارف الإسلامي، صفحة أو صفحتين كان بها صور لرجال إسلاميين تعرف الناس بسيرتهم وأشكالهم، ومن بينهم كان عباس العقاد، ومعروف الدواليبي من سوريا، ومصطفى الزرقا الفقيه السوري، ومحمد المبارك المفكر السوري المعروف، وكان من هؤلاء الأستاذ حسن الهضيبي عضو في محكمة النقض وفقيه من فقهاء القانون والشريعة الإسلامية، فعرفناه من الشهاب، وحينما انتخبه الإخوان كان البعض مواليا له وكان البعض الآخر معارضا له، لكن بعد ذلك ألفوه، وجاء الهضيبي بسياسة جديدة، حيث اهتم بالإخوان من الداخل، وتأسيسهم جيدا".
كما استذكر الشيخ القرضاوي سعيه للبحث عن عمل؛ كي يكون له دخل مستمر، حيث كان حينذاك طالبا في الجامعة، مضيفا أنه اضطر إلى الذهاب إلى مدينة المحلة، حيث أصبح إماما لمسجد براتب 10 جنيهات، وظل به حتى تم اعتقاله لاحقا.
مقاومة للإنجليز
وتناول القرضاوي فترة مشاركة الإخوان في مقاومة الإنجليز في قناة السويس، مشيرا إلى أن الإخوان كان لهم مشاركات عدة، خاصة شباب الجامعة، مستذكرا عددا من شهداء الإخوان في ذلك الكفاح، متناولا فترة إنشاء معسكرات لطلاب الإخوان الأزهريين في القاهرة بجوار جامع الأزهر؛ للتدريب على السلاح.
وقال الشيخ إن ذلك التدريب استمر حتى جاء موعد سفر كتيبة الأزهر من مكان قرب الزقازيق يدعى "تل بسطة"، فتم عقد حفل كبير دعي إليه علماء من الأزهر وعلماء من خارج مصر، وأعضاء من الإخوان، وكان القرضاوي هو المتحدث الرئيسي بالحفل، حيث ألقى خطبة، وألحقها بقصيدة "دع المداد وسطر بالدم القاني.. وأسكت الفم واخطب بالفم الثاني".
وتناول القرضاوي مشاركته في اتحاد الطلاب ورئاسته له في كلية أصول الدين، وهو في السنة الرابعة، ثم ذكر مشاركاته في أقسام الجماعة المختلفة منها في قسم نشر الدعوة، والأسر، والاتصال بالعالم الإسلامي، والطلاب، وحتى في قسم "الأخوات"، حيث كان يتم انتدابه أحيانا لإلقاء بعض الدروس والخطب.