حرص رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، على أن يتصدر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، وزير الدفاع الأسبق، المشير محمد حسين
طنطاوي، حفل إفطار
الجيش المصري، الأربعاء، في حضور وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وصهر السيسي، رئيس الأركان، الفريق محمود حجازي، وقادة الجيش وأفرعه ومناطقه الرئيسة.
واحتفى السيسي بطنطاوي احتفاء شديدا، وأجلسه عن يمينه، يليه الرئيس المؤقت الذي عينه العسكر بعد الانقلاب، رئيس المحكمة الدستورية السابق، عدلي منصور، ثم رئيس وزرائه، شريف إسماعيل، فيما جلس عن يساره وزير الدفاع صدقي صبحي، يليه رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، بحسب الصور التي وزعتها إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، لحفل الإفطار، مساء الأربعاء، على الصحف ووسائل الإعلام المحلية.
وحضر الإفطار مستشار السيسي للشؤون الأمنية اللواء أحمد جمال الدين، ورئيس جامعة الدول العربية السابق نبيل العربي، ومحافظ البنك المركزي طارق عامر، والفريق عبد رب النبي حافظ، أحد قادة حرب أكتوبر، علاوة على الوزراء، ومستشاري السيسي، وعدد من الإعلاميين والصحفيين ونواب البرلمان.
وحرص صبحي، وحجازي، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع، وكبار قادة القوات المسلحة على مصافحة الحضور، والترحيب بهم، عقب انتهاء حفل الإفطار، بحسب صحيفة "الوطن"، الأربعاء.
وعانى طنطاوي من تدهور حالته الصحية، وترددت أنباء أكثر من مرة عن نقله للعلاج بمستشفيات تابعة للقوات المسلحة، بسبب متاعب في القلب، وارتفاع في ضغط الدم، وآلام في الظهر والقدم.
"الصندوق الأسود" للعسكر
وتولى طنطاوي، برئاسته للمجلس العسكري، مسؤولية إدارة شؤون البلاد بعد ثورة 25 يناير، التي أدت إلى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن الحكم، فيما يعتبره مراقبون "الصندوق الأسود للمجلس وتلك الحقبة"، وقد أحيل للتقاعد في آب/ أغسطس عام 2012، بقرار من الرئيس محمد مرسي، عقب حادث مقتل عدد من جنود الجيش بالمنطقة الحدودية في سيناء.
واعتبرت تقارير إعلامية المشير طنطاوي "مالك خزائن أسرار مصر في آخر 30 عاما"، باعتباره أمين سر الرئيس المخلوع حسني مبارك في الجيش، وخليفته بعد الإطاحة به بعد ثورة 25 يناير، كما أنه الأب الروحي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأشارت التقارير إلى أن المشير طنطاوي هو الوحيد الذي بقي من أعضاء المجلس العسكري التسعة عشر - الذي حكم مصر بعد ثورة 25 يناير - الذي يحضر العديد من المناسبات سواء العامة أو العسكرية، بطلب أو دعوة مباشرة من السيسي شخصيا، إذ كان الأخير دائم الثناء عليه.
ويتهم كثيرون طنطاوي بأنه المسؤول عما آلت إليه الأمور في الفترة التي كان يرأس فيها المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد في ما بعد الثورة.
ويتهمونه كذلك بتبديد قرابة عشرين مليار دولار من رصيد البنك المركزي، الذي ترك فيه مبارك قرابة 35.5 مليار دولار، فيما تركه طنطاوي لمحمد مرسي، الذي خلفه في إدارة البلاد، وفيه قرابة 15.5 مليار دولار فقط، دون أن يعرف الشعب المصري كيف تم إنفاق هذا المبلغ الكبير.
ويذكر أن طنطاوي، أصرَّ على زيارة المخلوع مبارك بالمستشفى في الأيام الأولى للثورة، في وقت كانت فيه الأصوات الغاضبة من مبارك مرتفعة، ثم زاره مرة ثانية في مستشفى المعادي العسكري، للاطمئنان على صحته.
من هو محمد حسين طنطاوي؟
ولد "محمد حسين طنطاوي" في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 1935، أي أنه يبلغ من العمر أكثر من ثمانين سنة، وقد تولى وزارة الدفاع خلفا ليوسف صبري أبو طالب، بينما خلفه في المنصب عبد الفتاح السيسي، إذ تولى الوزارة في الفترة من 20 أيار/ مايو 1991 حتى 12 آب/ أغسطس 2012.
وفي خلال توليه وزارة الدفاع قامت ثورة يناير 2011، وبحكم منصبه رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، كان هو رئيس مصر الفعلي من 11 شباط/ فبراير 2011 حتى 30 حزيران/ يونيو 2012، لكن مرسي قام في 12 آب/ أغسطس من العام نفسه (2012)، بإقالته، وتعيين الفريق عبد الفتاح السيسي خلفا له، عقب حادث رفح الذي قتل فيه عدد من جنود وأفراد القوات المسلحة، ومثَّل صدمة للرأي العام.
السيسي يواصل تأميم الطرق لصالح الجيش
وكان السيسي، أصدر القرار رقم 271 لسنة 2016، بالموافقة على إعادة تخصيص قطعة أرض من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة بمساحة 3.17 كم2 نقلا من الأراضى المملوكة للقوات المسلحة وأراضي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بمنطقة رأس الأدبية بمحافظة السويس، ما أثار لغطا كبيرا حول قانونية توسعه في إصدار مثل تلك القرارات.
وأصدر في الثامن من الشهر الجاري قرارا بتكليف القوات المسلحة بمراقبة الأراضي التي تقع على مسافة 2 كم من جانبي الشبكة القومية للطرق البالغ عددها 21 طريقا في البلاد.