لماذا تسخر جماهير كوبا أمريكا من المثليين رغم العقوبات الصارمة؟

نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن عدم معاقبة المسؤولين للمشجعين الذين سخروا من المثليين في كأس القارة الأمريكية، على الرغم من القوانين الجدية والصارمة التي يضعها إتحاد كرة القدم ضد مثل هذه الممارسات.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجماهير المكسيكية طلبت وضع حد لهذه الإهانات التي عرفتها البطولة التي تستضيفها في الولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب مسؤولين في إتحاد كرة القدم، فإنه لن يتم معاقبة الدول المتنافسة في كأس القارة الأمريكية التي سخر مشجعوها من المثليين واستخدموا هتافات مناهضة لهم.

وذكرت الصحيفة أنه قد تكرر سماع الشتائم بانتظام خلال البطولة التي تستضيفها الأراضي الأمريكية، وقد تواصلت هذه الهتافات المعادية للمثليين حتى خلال المباراة التي تم في بدايتها الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا عملية أورلاندو التي راح ضحيتها 49 شخصا إثر هجوم على ملهى ليلي للمثليين.

وأشارت الصحيفة إلى ما أفاد به المسؤولون حيث صرحوا أنه "يجب أن تتوقف مثل هذه الهتافات"، لكنهم اختاروا عدم اتخاذ إجراءات ضد الأندية المخالفة. وفي هذا السياق، أصدر المنظمون بيانا مشتركا، أعلنوا من خلاله أن "إتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم وإتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، يأخذون على محمل الجد أي هتافات أو ممارسات معادية لمجموعة معينة خلال المباريات". وأضافوا أن "هذا السلوك لا يعكس الروح الحقيقية لكرة القدم ويجب أن يتوقف".

وأضافت الصحيفة أنه خلال مسابقة كوبا أمريكية التي تحتفل خلال هذه الدورة بمرور مائة سنة على ظهورها لأول مرة في سنة 1916، أُطلق هذا النوع من الهتافات في العديد من المباريات، خاصة في المباريات التي تشارك فيها المكسيك عندما يتقدم حراس المرمى لتسديد أهداف الترجيح.

وفي إشارة إلى المثليين، يطلق المشجعون عبارات تعني "معتوها أو جبانا"، كما أن سياق هذه العبارات يستعمل عادة للتعبير على الشعور بالكراهية تجاه المثليين. ومن بين المباريات التي قيلت فيها مثل هذه العبارات، مباراة الثلاثاء التي جمعت بين المكسيك وفنزويلا، والتي سبقها الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا عملية أورلاندو.

وأفادت الصحيفة أن لاعب خط الوسط المكسيكي، هكتور هيريرا، عبر عن رغبته في عدم سماع مثل هذه الهتافات من مشجعي كرة القدم. وأضاف اللاعب في مؤتمر صحفي في سان خوسيه، أن "هذه الممارسات أصبحت من تقاليد كرة القدم منذ سنوات، ولا أعتقد أنه بالإمكان تغيير هذا السلوك بين ليلة وضحاها". كما صرح اللاعب أن "هذه الهتافات لا تقلقه شخصيا وأن هناك بعض الأمور التي لا يمكن التحكم فيها ويجب التأقلم معها".

وقالت الصحيفة إن الفيفا اتخذت مؤخرا إجراءات ضد دول تمت إدانتها باستخدام هتافات مهينة، وفرضت غرامة مالية ضد كل من الأرجنتين، وشيلي، وهندوراس، والمكسيك، والبيرو وأوروغواي.

وذكرت الصحيفة أنه خلال الشهر الماضي، طعن الإتحاد المكسيكي لكرة القدم في قرار الغرامة والإنذار الذي تلقاه من الفيفا، خاصة بعد أن رفضت المنظمة معاقبة الدول التي استعمل مشجعوها "هتافات ضد المثليين" خلال تصفيات كأس العالم لكرة القدم".

وفي الختام أكدت الصحيفة أن الاستمرار في هذه الممارسات، يمكن أن يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات، بما في ذلك إمكانية لعب مباريات دون جمهور.