سارت جريدة "الزمان"، التي يرأس مجلسي تحريرها وإدارتها "إلهام شرشر، زوجة حبيب العادلي، آخر وزير داخلية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، على خطى الصحف
المصرية في الأيام الأخيرة لمبارك، بترديد مزاعم حول مشروعات كبيرة وكثيرة، ييتبناها دون أن يكون ذلك الأمر حقيقيا، لكن هذه المرة مع رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي.
وفي داخل الصحيفة، ومع صورة للسيسي بنظارته السوداء، وعن يمينه وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وعن يساره صهره رئيس الأركان، الفريق محمود حجازي، خصصت الصحيفة صفحة كاملة بعناوين مثيرة تقول: "بشرة خير".. 100 مشروع جديد.. "الزمان" تنشر هدايا السيسي للمصريين في 2017.. إنشاء 6 أنفاق بتكلفة 30 مليار جنيه".
100 مشروع دون مياه ولا جنيه
وصدرت الصحيفة ، في صفحتها الأولى، بصورة للسيسي تحتل الربع العلوي كاملا من الصفحة، في عددها الصادر من الجريدة هذا الأسبوع، مع عنوان مثير يقول: "الزمان" تنشر هدايا السيسي للمصريين في 2017"، وهو العام المقرر له ماليا أن يبدأ في شهر تموز/ يوليو 2016، ويستمر حتى 30 حزيران/ يونيو عام 2017، وفق الصحيفة.
ولم تحدد "الزمان" المشروعات المئة تلك التي تبشر المصريين بها، فضلا عن تجاهلها أيضا -في معرض رصدها للمشروعات المزمعة للسيسي- قطاع مياه الشرب والري الذي تواجه فيه مصر معضلة كبرى، مع بدء التشغيل التدريجي لسد "النهضة الإثيوبي"، والنقص المتوقع في حصة مياه النيل التي ستصل إلى مصر في ذلك العام.
كما لم تتطرق الصحيفة في عرضها للمشروعات الجديدة للسيسي كيف سيواجه مشكلة ارتفاع أسعار جميع السلع، دون استثناء، التي باتت تشغل الأولوية لدى غالبية المصريين، الذين يكتوون في حياتهم اليومية بأعبائها، فضلا عن تراجعه قيمة العملة "الوطنية" الجنيه، أمام جميع العملات العربية والأجنبية، لاسيما أمام "الدولار الأمريكي"، ما يزيد من معدلات التضخم، وعدم القدرة على توفير سيولة مالية كافية للمشروعات المزمعة.
وتجاهلت "الزمان" أيضا قطاع الصناعة، في ظل استمرار غلق أكثر من ألف مصنع، ولا كيف سيواجه السيسي في مشروعاته الجديدة أزمة التراجع السياحي، وانخفاض تحويلات المصريين في الخارج، وتناقص عوائد قناة السويس، برغم افتتاح السيسي تفريعتها الجديدة، وغيرها من القضايا المهمة والخطيرة.
والأمر هكذا، قالت الصحيفة إن الطاقة والإسكان والزراعة والبيئة والأمن الغذائي والمياه والإسكان الاجتماعي والتكافل والطاقة ومكافحة الإرهاب، هي عناوين أبرز الملفات، التي تتضمنها أجندة السيسي، خلال العام المقبل 2017، وتحتوي تلك الملفات إنشاء 100 مشروع جديد، وفق ما صرح به خبراء مختصون لـ"الزمان".
وتناولت الصحيفة هذه المشاريع عبر ثمانية محاور شملت الأمن القومي، والأمن الغذائي، والتنمية العقارية، والمجمعات الخدمية، وشبة جزيرة سيناء، وقطاعات الصحة والاتصالات والنقل، وقطاعا التعليم والبيئة، ومشروعات الطاقة والكهرباء.
الأمن القومي
نقلت الصحيفة عن الخبير العسكري، اللواء شريف جلال، قوله إن أبرز ملامح خطة السيسي خلال العام المقبل، تعتمد على التنمية المستدامة، التي تعكس رؤية مصر 2030.
وأشار إلى أن هذه الخطة تتركز في المقام الأول على قضايا الأمن الغذائي، في إشارة منه إلى المشروع القومي لبناء صوامع الغلال والحبوب، التي بدأت في العام الثاني لتولي السيسي مقاليد إدارة البلاد، بحسب الصحيفة.
وتابع جلال: فضلا عن أجندة القضايا الإقليمية التي يتولى إدارتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة والبلاد المجاورة لها، للمحافظة على الاستقرار العام، وكذا مواجهة التدخلات الخارجية الرامية لإشاعة التوترات، وأيضا التصدي لمخططات التفتيت التي تسعى إعادة تقسيم المنطقة، وفق وصفه.
الأمن الغذائي
ونقلت "الزمان" عن أستاذ الزراعة في جامعة القاهرة، الخبير الزراعي، محمد عبد الكريم، قوله إن أجندة السيسي تتسع لوزارة الزراعة والري، إذ ستصل مساحة الاستصلاح إلى "1,65" مليون فدان في مدن صعيد مصر، ليكون أول رئيس يسعى لتنمية حقيقية في مدن الجنوب، فضلا عن زراعة "253" ألف فدان، وترشيد ورفع كفاءة الري الحقلي لـ700 ألف فدان، وتحسين تربة 145 ألف فدان، وحرث التربة لـ681 ألف فدان، بجانب تسوية لـ199,5 ألف فدان بالليزر، وفق الصحيفة.
وأردف الخبير محمد عبد الكريم بأن ملف التنمية الزراعية يشمل أيضا "إضافة مكونات زراعية حديثة لـ300 ألف فدان، وإنشاء 240 قفصا سمكيا بمنطقة مريوط، وإنشاء مصنع للثلج بطور سيناء لتنمية الثروة السمكية، واستكمال قناة الشيخ زايد، وأعمال شبكات الري والصرف بمشروع البنية القومية لتنمية شمال سيناء، وتطوير المساقي والمراوي في 19ألف فدان، واستكمال أعمال قناطر أسيوط الجديدة، بالإضافة إلى توسعة استكمال قناة توشكى، وتطهير المجرى المائي بمنابع النيل، وتغطية 9,3 كيلومتر من المجاري المائية المارة داخل الكتل السكنية".
التنمية العقارية
وصرح المطور العقاري، المهندس محمود عبد الرحيم مراد، للصحيفة، بأن المشروعات القومية المدرجة على أجندة المشروعات الرئاسية للعام المقبل تشمل استكمال مرافق محور القناة والعاصمة الإدارية الجديدة والمحطة النووية في الضبعة، وتنفيذ مرافق المياه والكهرباء بتكلفة 500 مليون دولار، وإقامة رصيف جديد بتكلفة 350 مليون جنيه في العين السخنة، وتوصيل مرافق وادي التكنولوجيا بشرق الإسماعيلية بتكلفة 300 مليون جنيه، وتوصيل مرافق مجمع صناعي بمدينة القنطرة غرب بتكلفة 300 مليون جنيه، وإنشاء 6 أنفاق بتكلفة 30 مليار جنيه، وإقامة 9 أرصفة بحوالي 4,5 مليار جنيه.
ونبه إلى أن المدن الجديدة، المقرر الانتهاء من مراحلها الأولى العام المقبل، تشمل العاصمة الإدارية الجديدة بقدرة 3000 فدان، وإنشاء 30 ألف وحدة سكنية، ومدينة توشكى الجديدة والفرافرة الجديدة، واستكمال مجمعات الخدمات بهما، واستكمال إنشاء 4340 ألف وحدة سكنية في مدينة شرق بورسعيد.
المجمعات الخدمية
ومن جانبه، قال خبير الأمم المتحدة في مجال الطاقة، المهندس محمد عبد العزيز، وفق "الزمان"، إن السيسي يقوم حاليا أيضا بتطوير الساحل الشمالي الغربي، ويشمل المثلث الذهبي للثروة المعدنية، وافتتاح 16 طريقا ضمن شبكة الطرق بطول 1951 كم، بجانب استكمال محور 30 يونيو ليتقاطع مع طريق "القاهرة - السويس"، وبداية طريق جبل الجلالة المار بمدينة الجلالة، وبدء "مدينة الأثاث" وتطوير 475 مستشفى، وبناء 456 ألف شقة في هذه المنطقة.
شبة جزيرة سيناء
ومن جهته، أشار اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكري، يما يتعلق بسيناء، وفق الصحيفة، إلى دور الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء، التي أنشأها السيسي بزعمه لتولى مهمة صعبة متعلقة بمواجهة إرهاب سيناء بالتنمية، التي دشنت برأس مال قدرت قيمته بـ10 مليار جنيه، ورأس مال مصدر 1,4 مليار جنيه، وإنشاء مناطق اقتصادية ذات طبيعة خاصة بالمنطقة الصناعية بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، مع الانتهاء من 456 ألف وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي خلال العام المالي الجديد، وتطوير عشش 91 موقعا في 20 محافظة بعدد 50 ألف وحدة سكنية.
قطاعات الصحة والاتصالات والنقل
أما عن خطة قطاع الاتصالات والطرق، فأكد الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، بحسب "الزمان" أن خطة الدولة خلال الشهور الستة المقبلة في قطاع الاتصالات تشمل تغطية 44 طريقا استراتيجيا بشبكة الاتصالات المحمولة، وتقديم خدمات الجيل الرابع للمحمول، وتنفيذ 7 مناطق تكنولوجية لتوفير نصف مليون فرصة عمل، وتطوير 500 مكتب بريد على مستوى الجمهورية.
وتشمل خطة قطاع النقل "الانتهاء من 16 طريقا ضمن شبكة الطرق القومية بطول 1951 كيلومترا، واستكمال تنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق "إمبابة - مطار القاهرة"، وتنفيذ الخط الرابع للمترو "ميدان الرماية - مدينة نصر"، وتنفيذ طرق استراتيجية جنوب سيناء، ومشروعات لتطوير قناة السويس بقيمة 18,4 مليار جنيه، أما قطاع الصحة، فمن المقرر أن يتم تطوير 475 مستشفى علاجيا متخصصا، و2914 وحدة رعاية أساسية أولية، وتطوير 12 معملا مركزيا للإسعاف، وشراء 500 جهاز أتوكلاف للعيادات المتنقلة، و10 سيارات للإشراف "تنظيم الأسرة".
قطاعا التعليم والبيئة
"يمثل قطاع التعليم الهم الأعظم للرئيس عبد الفتاح السيسي".. بهذه العبارة أشار الدكتور محمد عبد السلام، الخبير التربوي، إلى مخطط الوزارة المعلن خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أنه من المقترح أن يتم الانتهاء من إنشاء 869 مدرسة تضم 13681 فصلا دراسيا، وبدء إنشاء 574 مدرسة تضم 8000 فصل دراسي، وتجهيز 15504 مدارس بمعامل الحاسب الآلي، وتجهيز 10025 فصلا دراسيا مطورا للثانوي العام، والانتهاء من إنشاء 72 معهدا أزهريا، وزيادة عدد المبعوثين إلى 3715 مبعوثا، وزيادة الجامعات الحكومية والخاصة بـ4 جامعات.
مشروعات الطاقة والكهرباء
ومن جهته، اللواء الخبير العسكري، نبيل شكري، إلى أن السيسي يضع في جعبته العديد من المشروعات القومية ذات الخلفية المتعلقة بالأمن القومي في مجال تأمين الطاقة والكهرباء للبلاد، وتتمثل في "إنشاء 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء لإدخال 4400 ميجاوات من الكهرباء بحلول كانون الأول/ ديسمبر 2016، يتبعها 4400 ميجاوات في ديسمبر 2017، ومشروع لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بنظام تعريفة التغذية الكهرباء، والمحطة النووية بالضبعة.
وأضاف -حسبما قالت "الزمان"-: فضلا عن تنمية حقول الغاز وتطوير معامل التكرير"، وفق الصحيفة.
ويُذكر أن نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، هو مستشار تحرير "جريدة الزمان"، التي صدر منها العدد السادس، وتم صدورها قبل ستة أسابيع، ولا يعرف أحد مصادر تمويلها، ولا الهدف من ورائها.