عينت الحكومة الموريتانية أحد أهم المدافعين عن فكر العقيد الليبي الراحل معمر
القذافي، والمتمسكين به حتى اليوم، على رأس إعلام
القمة العربية، المقرر أن تحتضنها العاصمة نواكشوط في 25 تموز/ يوليو القادم، في خطوة أثارت استفزاز الكثيرين، ونظر إليها على أنها اختيار غير موفق.
فقد كلفت الحكومة الموريتانية إسحاق الكنتي، وهو مستشار للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وأحد أهم الأذرع الإعلامية السابقة للقذافي، برئاسة إعلام القمة العربية، وكلفته بالإشراف على إدارة العملية الإعلامية بشكل كامل.
وسبق للكنتي أن أقام في ليبيا أكثر من 10 سنوات، وأعلن في أكثر من ظهور إعلامي مؤخرا اقتناعه بفكر القذافي، الذي يصفه بالزعيم التاريخي، ويؤكد تمسكه بأسلوبه في الحكم. كما سبق للكنتي أن أعلن استعداده للانخراط في كتائب القذافي في أوج الثورة الليبية.
وكتب الكنتي مقال مطولا إبان الثورة الليبية دافع فيه عن نظام القذافي، وختمه بالقول: "إذا كان هناك موريتاني يقاتل مع النظام، فهو الدكتور محمد إسحاق بن الداه بن سيد الأمين بن أحمد الكنتي، وسيقاتل معه؛ لأن تلك قناعته، ولأن العرب تقول: لا يترك الفتى صديقة حتى يموت أو يرى طريقة".
إساءة للعرب
وتعليقا على هذا التعيين، قال القيادي بمنتدى المعارضة الموريتانية، العمدة السابق لبلدية أكجرت، أج ولد أدي، إن إسناد رئاسة اللجنة الإعلامية للقمة العربية لشخص عُرف بدفاعه عمن وصفهما بـ"سفاحين عربيين" هما معمر القذافي وقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، يُعد إساءة مباشرة للشعب الموريتاني، وللشعوب العربية، التي تنظر للقذافي والسيسي على أنهما رمزان للدكتاتورية في أبهى تجلياتها، وفق قوله.
وقال ولد أدي، في تصريح لـ"عربي21"، إن تعيين الكنتي في هذا المنصب سيشكل صدمة أيضا لكثير من الوفود العربية، التي قال إن الكنتي يجاهر بعدائه لأغلبها.
وأضاف: "لن يكون من بين العرب مرحب بهذا التعيين غير المناصرين لقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السياسي، وفلول ديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافي".
رسائل القرار
ورأى الإعلامي الموريتاني، أحمد ولد الندى، أن قرار تعيين مدافع عن فكر القذافي في هذا المنصب يحمل رسالة سلبية للعديد من الأطراف، على رأسهم الليبيون "الذين ظنوا أنهم تخلصوا من هذا الديكتاتور الذي سامهم سوء العذاب لأكثر من أربعة عقود، ليجدوا أمامهم في نواكشوط من يحتفي به ويبجله، بل ويعلن قتالهم من أجله"، بحسب تعبيره.
وأضاف ولد الندى، لـ"عربي21"، أن هذا التعيين رسالة سلبية أيضا للعديد من الدول العربية الفاعلة، خصوصا السعودية، "التي كان القذافي يكن لها عداوة متأصلة، وتلفظ بألفاظ نابية في حق ملوكها، وخصوصا عبد الله بن عبد العزيز".
وأوضح أن "هناك دولا أخرى صدرت مواقف حادة ضدهم من أنصار القذافي في
موريتانيا، الذين يتمتعون بنفوذ متزايد، خصوصا في الدائرة المقربة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز"، منبها إلى أن هذه الدول سترى في هذا التعيين رسالة غير ودية، ومن بينها قطر والإمارات والسودان والمغرب، وهي من أهم الدول العربية التي تعول موريتانيا على مشاركتها في أول قمة تستضيفها في تاريخها"، بحسب قوله.