نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا، قالت فيه إن مسلمة ومعها طفلها الصغير لم يكونا آمنين في سوق مركزي.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه أم مسلمة، ومعها طفلها ذو الأربعة أشهر، تتسوق في سوبر ماركت في مدينة لندن في أونتاريو في
كندا، قامت امرأة تلبس قميصا يحمل كلمة "CANADA" ، ومشت نحوها وطفلها، وبدأت تصرخ عليهما، بحسب ما جاء في تصريح لشرطة لندن، التي قالت إن الحادثة حصلت حوالي الساعة الخامسة مساء.
وتذكر الصحيفة أن المشتبه بها حاولت أن تمزق حجاب الضحية، وعندما ظهر شعر الضحية بدأت المعتدية تشد شعرها، وغادرت أخيرا المكان، لكن ليس قبل أن تأخذ الضحية عددا من الصور لها، مشيرة إلى أن المرأة تظهر في الصور، ويبدو الغضب على وجهها، وتشير بغضب تجاه الضحية، وتظهر الصور مدى
الكراهية عند تلك المرأة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المتحدثة باسم الشرطة، سانداشا بوف، قولها لتلفزيون "سي بي سي": "نريد أن نبحث عن الدوافع، ثم نستمر في التحقيق بعد ذلك، فبالتأكيد أنه من المقلق لأي شخص أن يعتدى عليه دون سبب واضح"، حيث أصيبت الضحية بجروح خفيفة.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا
الاعتداء يعد الثاني ضد المسلمين في كندا منذ بداية رمضان، وهو الشهر الذي يصوم فيه
المسلمون في أنحاء العالم كله، مبينة أن الاعتداء الآخر حصل يوم الأحد، حوالي الساعة 2:30 صباحا في مدينة كويبيك، حيث إنه بعد إنهاء صلاة الفجر في مسجد المدينة، قام شخص بفتح الباب للخروج، فوجد طردا ملقى على عتبة المسجد، حيث بدا الطرد وكأنه هدية جميلة ومغلقة بشبرة جميلة، تحمل بطاقة مكتوبا عليها "شهية طيبة"، ورسما لخنزير نائم على ظهره.
ويفيد التقرير بأنه تبين بعد ذلك أن الطرد الملفوف بالسيلوفان هو رأس خنزير لا يزال يقطر دما، لافتا إلى أنه من المعروف أن المسلمين لا يأكلون الخنزير، وأصبح ترك رأس خنزير على باب المسجد تعبيرا عن الكراهية للمسلمين، يمارسها المتعصبون ضد الإسلام في أنحاء العالم كله، حيث وقع حادث مشابه العام الماضي في فيلادلفيا.
وتورد الصحيفة أن رئيس المسجد محمد ينغوي، لم يبد قلقا حول التعرف على المعتدي، حيث أخبر قناة "سي بي سي" بأن لدى المسجد "كاميرات عالية الوضوح، وأنه بالتأكيد سنعرف الشخص الذي قام بهذا الفعل"، مشيرة إلى أنه يعتقد أنه مجرد حادث معزول، حيث قال إن هذا يحصل مرة في العام، ويعتقد أن لدى المسجد مكانة جيدة في المجتمع المحلي.
ويقول ينغوي: "نحب الجميع، وليس لدينا مشكلة مع أحد، ونحترم الناس، ونأمل أن يكون هذا كله متبادلا، ونحن هنا دائما لإعطاء صورة إيجابية عن المسلمين لأهل كيوبيك"، بحسب التقرير.
ويستدرك التقرير بأن غيره يرى الأمر بشكل آخر، حيث تقول صالحة خان من المجلس الوطني لمسلمي كندا: "أنا تعبة ومرهقة ومجروحة ومصابة بخيبة الأمل، هناك جزء مني لا يريد الاستسلام؛ لأنني إذا استسلمت، فغالبا ما أتقوقع على نفسي، ولن أخرج بعد ذلك، لكن عليك أن تشمر عن ساعدك وتقول لدي المزيد من العمل الذي يجب علي القيام به".
وتنوه الصحيفة إلى أن الوزير الفيدرالي المسؤول عن منطقة كيوبيك، جين يفس دوكلاس، شجب الاعتداء على المسجد خلال اجتماع مفتوح لمناقشة العلاقات بين المسلمين والمجتمع المحلي، وقال: "يجب شجب أي شكل من أشكال التعصب والكراهية وعدم التفهم غير المبرر، ويجب علينا الاستمرار في تشجيع الشمول والاندماج".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن التحقيق في الحادثتين لا يزال مفتوحا.