"إنتو ظلمتوا بابا، وهو معملش حاجة.. بابا سابني وأنا عندي سنتين، ودلوقتي عندي ست سنين.. عايزينّي أعيش من غير أب؟".. كلمات أطلقتها الطفلة الصغيرة جنى
ياسر عيسوي، تمثل حال العديد من أطفال
المعتقلين الذين حرموا من رؤية والديهم منذ انقلاب 2013 في
مصر.
وتداول ناشطون رسالة جنى الصوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعلوا معها بشكل واسع، مطالبين بالإفراج عن والدها الذي تتوالى أخبار تدهور صحته يوما بعد يوم.
وهذا ليس أول ظهور لجنى المطالبة بالإفراج عن والدها، فقد تداول النشطاء عدة صور لها خلال جلسات محاكمة والدها، وهي ترفع لافتة كتب عليها "أنا جنى حبيبة بابا".
وكانت زوجة عيسوي قد أرسلت في 22 حزيران/ يونيو الجاري، رسالة استغاثة إلى رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، مطالبة فيها بإنقاذ حياة زوجها.
وبينت في الرسالة أنها أثناء زيارة زوجها؛ فوجئت بسوء حالته الصحية للغاية، مطالبة بإعادة نقله إلى مستشفى ليمان طرة، وعمل منظار جراحي له بصورة عاجلة؛ لمعرفة سبب النزيف المستمر الذي يؤدي إلى دخوله في غيبوبة بصورة متكررة.
وأضافت أن زوجها مصاب بالتهاب الكبد الوبائي، وتضخم في الكبد والطحال، وانزلاق غضروفي يؤدى إلى تنميل مستمر بالأطراف، مشيرة إلى أنه أصيب بنزيف شديد أثناء حضوره جلسة محاكمته في 30 نيسان/ أبريل المنصرم، وطلب القاضي على أثره تقريرا طبيا من النيابة، وسمح له بالبقاء في المستشفى إلى حين انتهاء العلاج.
وكشفت أن إدارة
سجن العقرب سيئ السمعة؛ خالفت قرار القاضي، وأصرت على إعادة عيسوي من مستشفى سجن ليمان طرة إلى السجن، ما أدى إلى إصابته بنزيف مستمر لمدة ثلاثة أيام أخرى في زنزانته، نتيجة التعنت والإهمال الطبي من قبل إدارة السجن، ما اضطرها إلى نقله ثانية للمستشفى، بعد إفادة طبيب بضرورة ترحيله لمعرفة أسباب النزيف المستمر منذ 11 أيار/ مايو، وفقا لزوجته.
وعيسوي معتقل منذ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2013 على ذمة القضية رقم 344، المعروفة إعلاميا باسم "أنصار بيت المقدس"، ولديه ثلاث بنات؛ منة، وحبيبة، وجنى.
وأطلقت أسرة عيسوي العديد من الاستغاثات المطالبة بالإفراج عنه، وخاصة بعد وفاة والده في 17 أيار/مايو الماضي، حزنا على ابنه الوحيد المريض والمعتقل في العقرب، بحسب زوجته.
وتداول نشطاء التواصل رسالة من عيسوي نشرتها زوجته عبر صفحة "رابطة أسر معتقلي العقرب" على "فيسبوك" عقب وفاة والده، جاء فيها: "رحل عني أبي، رحل عني من كان سندي، رحل عني الحنان والأمل، رحل عني الأب والصديق والأخ، رحل عني من كان يرعاني ويرعى أسرتي، رحل عني في غفلة وبدون وداع".
وأضاف: "من لي سواك يا أبي يطيّب جراحي؟ رحل عني من كان يلملم آلامي، رحل عني من كان يناجي ربه ليرعاني، رحل عني الفؤاد والنور".
وتابع: "قلبي ينزف، والدمع يسيل على فراقك يا أبي.. واأبتاه.. واأبتاه.. إنه الفراق يا أبي، وما أوحش هذا الفراق، فليس بيدي حيلة وأنا خلف القضبان.. حرموني منك يا أبي.. ويا أمي لا تحزني، فإن الله معنا.. إن الله معنا.. وقريبا جدا يجمعنا".