ابتعدت المواجهات العسكرية بين قوات النظام والمعارضة في مدينة
حلب شمال حلب، عن مرحلة الحسم العسكري، منذ احتدام المعارك المتواصلة في ريف
اللاذقية الشمالي ضمن "معركة اليرموك"، التي أطلقتها فصائل سورية قبل عدة أيام.
ويبدو أن فصائل الثوار التي دافعت عن مواقعها في منطقة الملاح، في ريف حلب الشمالي، نجحت ولو جزئياً في درء خطر الحصار الذي كان يهدد مناطق سيطرتها في الأحياء الشرقية من حلب المدينة.
وإلى جانب الخسائر التي تكبدتها قوات النظام والمليشيات المقاتلة معه؛ على يد جيش الفتح في ريف حلب الجنوبي، مؤخرا، فشلت قوات النظام في السيطرة على تلة "الاسامات" التي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن طريق "الكاستيلو"، الطريق الوحيد المتبقي لمدينة حلب نحو ريفها، بعد تحولها لمنطقة خط نار لا تصلح للتمركز عسكريا بسبب الدمار الشديد، إلى أن جاءت معركة
الساحل لتعيد خلط الأوراق على النظام في حلب.
و يبدو أن قوات النظام التي تقود معارك تطويق حلب مدينة بغطاء جوي روسي؛ اكتفت برصد طريق الكاستيلو نارياً على الأقل في الوقت الراهن، ريثما تتدارك مواقعها التي تتعرض لحالة شبه انهيار في ريف اللاذقية، كما يؤكد المتحدث العسكري للجبهة الشامية العقيد أحمد الأحمد
وأوضح الأحمد لـ"عربي21" أن قوات النظام سحبت خلال اليومين الأخيرين الكثير من العناصر المشاركة في معارك حلب إلى الساحل، مضيفا: "يمثل الساحل الحاضنة الأساسية لجيش النظام، ومن الطبيعي أن يذهب جنود النظام للدفاع عن قراهم".
واعتبر أن قوات النظام تمثل "رأس الحربة في معارك شمال حلب"، خلافا للريف الجنوبي الذي يسجل تواجدا كبيراً للعناصر الإيرانية واللبنانية والأفغانية.
وبالانتقال إلى معارك الريف الجنوبي، يرى الأحمد أن التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن "معركة كبرى في حلب"، تدلل على مدى حجم الخسائر التي تكبدتها قواته، مضيفا: "حلب معركة خاسرة لهم، وجربوا أكثر من مرة أن يقطعوا أوصالها، لكنهم فشلوا".
وفضلا عن ذلك، يرى المتحدث العسكري باسم الجبهة الشامية، إحدى أكبر الفصائل العسكرية في حلب، أن الانعطافة الأكبر التي قد تحد من حدة معارك حلب، تتجسد في حرمان قوات النظام من الإسناد الجوي الروسي، وهو العنصر الذي يرجح كفة النظام عسكريا.
وأضاف: "تتلقى مدينة حلب الجزء الأكبر من الضربات الجوية الروسية منذ الإعلان الروسي عن التدخل العسكري المباشر، و فتح معركة الساحل ساهم إلى حد كبير في غياب أو تقليص عدد الغارات الجوية التي تتعرض لها المناطق المدنية والعسكرية في حلب"، وفق تأكيد الأحمد.
من جهته، يعتقد أمين سر الجيش الحر، النقيب عمار الواوي، أن تأثير معارك الساحل لا يشمل معارك حلب لوحدها، بل يشمل معارك
سوريا عموماً، وأوضح أن "ما يجري في الساحل خطوة صحيحة في طريق إسقاط النظام"، مشيراً إلى مباغتة الثوار لجميع الأطراف الدولية والإقليمية بهذه المعركة.
وقال الواوي لـ"عربي21": "في حال استمر الجيش الحر وجيش الفتح بالتقدم في الساحل، فإن معارك حلب ستتخذ طابعاً مغايراً، وستنتقل من الدفاع إلى الهجوم؛ لأن غالبية الجنود (النظام) سيذهبون للدفاع عن قراهم"، مضيفا: "لقد وصلتنا معلومات مؤكدة تشير إلى سحب النظام لعناصره من حلب".
لكن أمين سر الجيش الحر يستدرك بأن "هذا لا يعني أن معركة الساحل ستستمر إلى ما لا نهاية، فالأطراف الداعمة ستوقف دعمها للمعركة لما لها من أهمية"، بحسب تقديره.
وشدد على أن "على فصائل حلب أن تنتهز هذه الفرصة، وعليها أن تبدأ هجوما غير مسبوقا على قوات النظام ، لتأمين طرق إمداداها - على الأقل - في جنوب حلب، في خان طومان، وشمال حلب في الملاح".