اتهم أمير ما يسمى بـ"
إمارة الصحراء" التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد
المغرب الإسلامي، يحيى أبو الهمام،
تنظيم الدولة بـ"الغلو واستباحة دماء المسلمين"، محذرا من وصفهم بـ"فرسان الإسلام" من "أن يجرفهم العجب والغرور لغلو يستبيحون معه دماء المسلمين، فيكونوا وبالا على الإسلام من حيث يظنون نصرة التوحيد وأهله" بحسب قوله.
وأكد أبو الهمام في كلمة صوتية مطولة، الجمعة، بيعته لأمير حركة طالبان الأفغانية الجديد مولوي هبة الله، ولأمير
تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، واصفا الأخير بأنه "حكيم الأمة".
وتوعد بقتال من أسماها القوات الصليبية، وخصوصا القوات الفرنسية والأمريكية، قائلا: "الآن جاء القتال، وبدأ النزال، ولن نسكت عن احتلال أرضنا، وفرض مناهجكم في مدارسنا وجامعاتنا، ونهب خيراتنا، وتجويع أطفالنا، حتى تخرج جميع جيوشكم من بلادنا، كل بلادنا، بدءا من فلسطين، وانتهاء بأزواد".
ووجّه أبو الهمام تحية ولاء لمن أسماهم "أهل الوفاء في خراسان والقوقاز وشبه القارة الهندية والشام واليمن والصومال وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر، الباقين على العهد، الثابتين على الدرب" على حد تعبيره.
وبحسب مختصين بالحركات الجهادية؛ تنشط "إمارة الصحراء" بالصحاري الممتدة على طول الحدود الموريتانية المالية، وتتبع لتنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الإسلامي، وتضم ثلاث كتائب رئيسة؛ هي "الملثمون" و"طارق بن زياد" و"الفرقان".
ورأى المحلل الموريتاني المختص في الجماعات الإسلامية بالساحل الإفريقي، أحمد ولد محمد المصطفى، أن فرع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تمكن بالفعل من تقليص أي دور لـ"تنظيم الدولة" بالساحل الإفريقي.
وقال لـ"عربي21" إن قاعدة المغرب الإسلامي باتت تنتهج أسلوب انتقاد "تنظيم الدولة" لإبعاد أي تأثير لهذا الأخير في المناطق التي تنشط فيها فروع القاعدة، وخصوصا بمناطق شمال مالي والساحل الإفريقي.
وأشار إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي يوجه فيها فرع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي انتقادات لتنظيم الدولة، ويحذر مقاتليه من التأثر بأسلوبه.
وذهب ولد المصطفى إلى القول بأن خطاب أبو الهمام يعد ضربة معنوية لفرنسا التي تتواجد قواتها في أكثر من بلد أفريقي.
وقال إن الخطاب يأتي بعد انتهاء المرحلة الثانية من مواجهة القوات الدولية مع فرع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وما سماه بوادر ظهور فشل عملية "برخان" التي أطلقتها فرنسا لطرد تنظيم القاعدة من الشمال المالي.
وبحسب ولد المصطفى؛ فإن فرع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بدأ بالفعل ترتيب أوراقه، بعد الضربات التي وجهتها له القوات الدولية، مضيفا أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدا كبيرا لهجمات التنظيم ضد الأهداف الفرنسية والمالية.