أعرب صحفيون وسياسيون مصريون، موالون في غالبيتهم لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، عن توقعاتهم، بترتيب زيارة قريبة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى "إسرائيل"، أو زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إلى مصر، قائلين إنه ربما تشهد القاهرة قمة تجمع الرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني تحت رعاية السيسي.
واعتبروا زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى "إسرائيل"، الأحد، مؤشرا جديدا على قرب عقد هذا اللقاء، غير مستبعدين أن تكون زيارة نتنياهو لإثيوبيا قد شهدت أيضا سعيا لدور الوسيط بين مصر وإثيوبيا في ملف أزمة "سد النهضة"، الأثيوبي.
شكري في إسرائيل... فمتى يأتي نتنياهو إلى القاهرة؟
طرح هذا التساؤل بجريدة "البوابة"، رئيس تحريرها، المقرب من السلطات، محمد الباز، قائلا: "تبالغ إسرائيل في الاحتفاء بوزير الخارجية المصري، وتعتبر أن زيارته نقلة مهمة في العلاقات بين البلدين، ونعرف أن هذه الزيارة لابد أن تعقبها زيارة علنية لنتنياهو إلى القاهرة، أو على الأقل إلى شرم الشيخ".
وأضاف: "رغم أن زيارته كريهة، إلا أنها ستحدث، وساعتها يجب أن نعرف لماذا سيأتي، وما الذي سيفعله على وجه التحديد؟ وما الذي سيحصل عليه؟ وما الذي سنستفيده؟".
وأردف: "المنطق يقول إنه إذا اضطرتك الظروف إلى أن تجلس مع عدوك، فعلى الأقل لابد أن تخرج مستفيدا"، على حد قوله.
ما يسر "نتنياهو" يضرنا
وتحت هذا العنوان، كتب حسام مؤنس، بجريدة "المقال"، الاثنين، قائلا إنه من الطبيعي جدا أن ما يسر نتنياهو يضرنا، وأن ما يرحب هو به نرفضه، خصوصا أن هذه الزيارة تأتي في ظل أن كل المعطيات في الأسابيع الماضية تؤكد أن إسرائيل لم تبد أي تجاوب مع ما طُرح باستثناء ترحيب نتنياهو بما طرحه السيسي، دون تحديد واضح لطبيعته وتفاصيله، وهو ما يشير لقبول بل وسعي إسرائيلي لتوريط مصر في مسألة تسوية القضية
الفلسطينية، وفق قوله.
واستدرك مؤنس: "لكن إسرائيل أصرت من جانبها على تعديل بنود مبادرة السلام العربية أولا، وعلى أن تكون المفاوضات مع الفلسطينيين في إطار ثنائي لا دولي، وأن ترفض مبادرة السلام الفرنسية التي أيدتها مصر".
السيسي حريص على إتمام زيارة نتنياهو
واستطرد الكاتب: "مع كل ذلك فإن النظام المصري يحرص على إتمام هذه الزيارة، التي تعيد تجديد الحديث معها حول احتمالات ترتيب زيارة قريبة للسيسي نفسه إلى إسرائيل، أو لنتنياهو إلى مصر، وربما تشهد القاهرة قمة تجمع الرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني تحت رعاية السيسي، وبرغم أن كل هذه التوقعات والتحليلات سبق نفيها، ولم تصدر حولها أي تصريحات أو مواقف رسمية، فإن هذه الزيارة قد تكون مؤشرا جديدا على قربها".
وشدد "مؤنس" على أن المذهل هو أن يكون أول تحرك رسمي من مصر تجاه إسرائيل بعد زيارة نتنياهو إلى أربع دول إفريقية، هو زيارة وزير الخارجية لإسرائيل نفسها، ولقاؤه مع رئيس الوزراء الصهيوني، وبدلا من أن نشهد تحركا نشطا وجادا في الدول الإفريقية وزيارات ولقاءات رسمية مع مسؤوليها، نجد أن الرسالة التي تصلنا هي أن إسرائيل في إفريقيا، ومصر بدلا من إفريقيا تتوجه إلى إسرائيل ذاتها، بما يوحي مرة أخرى عن احتمالات أن تكون زيارة نتنياهو بالذات لإثيوبيا قد شهدت سعيا لدور الوسيط بين مصر وإثيوبيا في ملف أزمة سد النهضة.
وأضاف: "صحيح أن أهداف زيارة سامح شكري لم تتطرق في ما هو معلن لأي إشارة لملف زيارة نتنياهو الإفريقية، وركزت على ما يتعلق بدفع عملية السلام خصوصا بعد زيارة أخيرة لشكري إلى رام الله، ولقائه مع محمود عباس، وحول ما يخص العلاقات الثنائية وبما في ذلك ما كشف عنه مؤخرا بوجود أجزاء من بقايا الطائرة المصرية قرب السواحل الإسرائيلية، لكن في مثل هذه الزيارة التي كشف عنها فجأة قبل بدايتها بساعات قليلة، قد يكون حجم ما هو خاف الآن أكبر كثيرا مما هو معلن".
وتابع أن "هذه الزيارة تمثل تتويجا رسميا لمرحلة تحسن وتطور العلاقات المصرية - الإسرائيلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية في ما بعد 30 يونيو، وافتتاحا لبداية مرحلة جديدة يصبح فيها ما هو خفي معلنا، بأن إسرائيل هي الحليف الجديد للدول العربية، وأولها مصر في المنطقة، بعد أن تبدلت الأولويات، وتغيرت المفاهيم".
واختتم الكاتب مقاله قائلا: "ربما لا تبدو الزيارة صادمة في ظل كل مؤشرات المرحلة السابقة بما فيها مشاركة السفير المصري لأول مرة في مؤتمر هرتسيليا السنوي، الذي يبحث ملفات الأمن القومي الإسرائيلي، وهي السابقة الفاضحة التي تكشف عن تحول جذري في ملف العلاقات المصرية - الإسرائيلية، التي ظلت منذ توقيع الاتفاقية في عام 1979 تمر بمراحل فتور وعدم قدرة على تسويقها شعبيا وجرها لمساحة التطبيع، إلا أن مفهوم "التطبيع" نفسه الذي كانت قطاعات عريضة من الشعب المصري وقواه الحية معارضة له وضده، يبدو أنه سيصبح أخف وطأة مما هو متوقع ومحتمل خلال المرحلة المقبلة"، بحسب قوله.
مقدمة لزيارة السيسي للقدس المحتلة
وغير بعيد عن توقعات الصحفيين والإعلاميين، اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب "مصر القوية"، محمد المهندس، زيارة سامح شكري لإسرئيل امتدادا لتصريحات السيسي التي قالها سابقا عن توسيع السلام مع "إسرئيل"، متوقعا أن يحذو السيسي حذو سلفه الراحل أنور السادات، وأن يزور "القدس المحتلة" قريبا.
سيف الدولة: حذار من زيارة نتنياهو
المفكر القومي والباحث والناشط السياسي، محمد سيف الدولة، علق أيضا على الزيارة بالقول: "أصبح واضحا للجميع، أن مصر الرسمية تنظر لإسرائيل اليوم بصفتها الدولة الأقرب لها إقليميا وحليفها الأمني والاستراتيجي في مواجهة عدو مشترك، والأهم من كل هذا هو أنها بوابتها لنيل الاعتراف والقبول الأمريكي والدولي بشرعية السيسي ونظامه".
وأضاف سيف الدولة - في تدوينة عبر موقع "فيسبوك"-: "نخشى أن تتضمن الزيارة دعوة نتنياهو لزيارة القاهرة، وفقا لتسريبات بعض الصحف العبرية، ونحذر من أن مثل هذه الزيارة لو تمت فإنها ستثير ردود فعل غاضبة لا تقل عما أثارته صفقة التنازل عن تيران وصنافير"، بحسب قوله.
المصريون لن يتحملوا تيران وصنافير جديدة
وعلى ذكر الجزيرتين، قال لؤي الخطيب، تحت العنوان السابق بالصحيفة نفسها: "ربما تكون الخطوات الإسرائيلية نحو إفريقيا جزءا من التسوية التي تجري خطواتها في الغرف المغلقة حاليا، هذا احتمال وارد بحيث تتم زيادة المكاسب الاقتصادية للجانب الإسرائيلي في مقابل تنازله عن أي شروط تعسفية لبدء عملية السلام، وحتى يتمكن النظام الإسرائيلي من مواجهة الرأي العام الداخلي لديه، خصوصا بعد أن يتغير خطابه إذا ما بدأت مفاوضات سلام جادة".
وتابع الخطيب: "هذا يأخذنا إلى احتمال آخر، هو ألا تكون هذه الخطوة جزءا من التسوية، ولكنها محاولة إسرائيلية لكسب مساحات أخرى تزيد قوة المركز التفاوضي، ومن جانب آخر تمكنه أيضا من مواجهة الرأي العام بمكاسب أخرى في مقابل ما سيتم التنازل عنه في أثناء التفاوض أيا كان المتنازل عنه".
وأردف: "قد يؤيد كل ذلك الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل، فلو كانت إسرائيل تسعى للتآمر، هل كان سيتوجه وزير الخارجية لإسرائيل نفسها؟".
ومستدركا قال الخطيب: "لكن الذي يجب أن ننتبه له من كل ما سبق، هو أن المصريين غير مؤهلين على الإطلاق لكل هذه الخطوات.. النظام السياسي لا يمهد للرأي العام الداخلي استخدام أدوات التسويق السياسي في أي تسوية مرتقبة".
وأردف: "هذا معناه أن علينا أن نعتبر مما حدث في قضية الجزر "تيران وصنافير"، وأن عدم التمهيد كان له أثر سيء للغاية، كما أن التمهيد المطلوب لا يكشف ما يجري في الغرف المغلقة، فهذا أمر غير منطقي، ولكنه تمهيد للتسوية في حد ذاتها".
كمال خليل: مقدمة لاتحاد كونفدرالي مع الكيان الصهيوني
وسخر الناشط اليساري، كمال خليل، من زيارة شكري قائلا: "يبدو أن السيسي، وبعد زيارة وزير الخارجية سامح شكري للعدو الصهيوني، يجهز للإعلان عن مشروع اتحاد كونفدرالي بين مصر والكيان الصهيوني".
وحذر خليل من أن معاداة الصهيونية ستصبح خيانة في عهد السيسي، مضيفا في تغريدة عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": "في جمهورية السيسي ستصبح معاداة الصهيونية دربا من دروب الخيانة الوطنية"، وفق وصفه.
أكبر مؤيدي مبارك: "السيساوية" سيتظاهرون بأعلام إسرائيل
وأخيرا، سخر مدير حملة "أبناء مبارك"، سامح أبو عرايس، من زيارة شكري إلى إسرائيل، وتأييد أنصار النظام الحالي لتلك الزيارة.
وقال أبو عرايس - في تدوينة عبر "فيسبوك": "المشكلة لو ناس اتظاهروا ضد زيارة سامح شكري لإسرائيل هينزل السيساوية والمواطنون الشرفاء يتظاهروا بأعلام إسرائيل زي اللي حصل في موضوع تيران وصنافير كده"، بحسب تعبيره.