بدأت في العاصمة العراقية بغداد، الخميس، مراسم استعراض عسكري للقوات العراقية في ساحة التحرير، قبل يوم واحد من تظاهرة مليونية دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المكان ذاته.
ووصل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة للإشراف على الاستعراض العسكري، بمناسبة تأسيس الجمهورية العراقية وثورة 14 تموز (تغيير الحكم من ملكي إلى جمهوري)، والتي قادها الجنرال عبد الكريم قاسم، أول رئيس للعراق بعد انتهاء حكم الملكية.
ولم يعهد العراقيون استعراضا للجيش في هذا التاريخ والمكان، حيث جرت العادة أن ينظم استعراض الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه في 6 كانون الثاني/ يناير، وسط ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء، فيما يتم التحضر له قبل أسابيع عدة.
وعلى غير المعتاد، فقد جرى الاستعراض في ظل غياب لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، ورئيس أركان الجيش، فيما أقتصرت منصة المراسم في ساحة التحرير على تواجد
العبادي فقط.
ووفقا لدعوة وجهتها وزارة الدفاع العراقية لوسائل الإعلام، فإن "مراسم الاستعراض انطلقت صباح الخميس، في منطقة الباب الشرقي (نصب الحرية)، برعاية حيدر العبادي، وبمناسبة انتصارات قواتنا الأمنية والحشد الشعبي في معارك التحرير الكبرى".
وسبق الاستعراض العسكري، فرض السلطات العراقية حظرا لتجوال المركبات في العاصمة بغداد، رافقته إجراءات أمنية مشددة وقطع عدد من الشوارع والجسور القريبة من مكان الفعالية.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء، قطع عدد من الجسور الرئيسة والطرق الحيوية، حيث لم توضح السلطات العراقية تلك الاجراءات على أنها استعدادات لاستعراض عسكري.
وكانت الحكومة العراقية دعت الثلاثاء، إلى تعليق التظاهرات التي تنظم في العاصمة بغداد منذ أسابيع عديدة وبصورة منتظمة، معتبرة أن هذه التحركات "تشتت الجهد الأمني في مشاكل جانبية"، في حين أن كل الجهود يجب أن تنصب على دحر تنظيم الدولة.
وقال مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، في بيان أعقب جلسة لمجلس الوزراء، إن الحكومة "تهيب بأبناء شعبنا تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مساندة القوات المسلحة وتأجيل التظاهرات، لتجنيب البلاد الوقوع في الفوضى والمزيد من التحديات".
وحذر البيان من أن هذه التظاهرات قد تؤدي إلى "تشتيت الجهد الأمني في مشاكل جانبية تعطل خطط التحرير وتؤدي لخدمة أهداف العدو وإرهابه".
تظاهرة الصدر
وفي المقابل، أصر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على إقامة تظاهرة "مليونية" غدا الجمعة، وذلك أثناء جولة تفقدية أجراها لمكان التظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد، الأربعاء، مؤكدا أن رسالة الإصلاح هي رسالة سلام وأمان للجميع.
وقال الصدر في مؤتمر صحفي عقده في "التحرير" إن مجيئه إلى العاصمة يحمل عدة رسائل يوجهها للمجتمع البغدادي بالخصوص، وللعراقيين أجمع، "فلا يجب أن تستسلم العاصمة إلى الإرهاب ولا إلى الخوف، وإن دماء وحياة العراقيين عزيزة رغم حزنها وخوفها".
وأضاف أن "التظاهرات التي تجري سلمية وهي ليست ضد أحد سوى المفسدين، ولا تستهدف أحدا على الإطلاق"، وأكد على السلام وعدم التعدي على المواطنين، مشددا رفضه لأي انتشار عسكري مسلح.
وكان مقتدى الصدر وصل، مساء الثلاثاء، إلى مكان تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد مرتديا الزي العسكري غداة دعوته إلى تظاهرة "مليونية" الجمعة المقبل، قرب المنطقة الخضراء.
وقال الصدر أثناء تواجده في الكرادة، بحسب بيان لمكتبه: "لكي لا ننسى شهداءنا في الكرادة، فإنه يجب أن يبقى معلما يدل على معاناة الشعب من الإرهاب والفساد، وعلى الحكومة تعويض ذوي الأملاك والمتضرّرين".
ويتظاهر أنصار الصدر منذ أشهر مطالبين بإصلاحات حكومية وإنهاء الفساد في البلاد، في حين توقفت هذه التظاهرات خلال شهر رمضان بدعوة من الصدر.
وتمكن محتجون من اقتحام المنطقة الخضراء مرتين في الآونة الأخيرة، ودخلوا في المرة الأولى إلى البرلمان وفي الثانية إلى مكتب رئيس الوزراء، ما زاد في تعقيد الأزمة السياسية التي يتخبط فيها العراق.