حقوق وحريات

مأساة عبد الظاهر.. 14 عاما في غوانتنامو نتيجة خطأ

نشطاء يحتجون على بقاء معتقل غوانتانامو مفتوحا ـ أ ف ب
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، في افتتاحيتها الجمعة، أن الحكومة الأمريكية أوقفت رجلا أفغانيا لما يقارب 14 عاما بـ”الخطأ”.
 
 وكانت الولايات المتحدة أوقفت عبد الظاهر (44 عاما)، الذي قضى ما يقارب ثلث حياته في سجن غوانتنامو في كوبا، ولم يلتق أصغر أبناءه الثلاثة، لتقر الولايات المتحدة لاحقا إنها “أخطأت بالاشتباه به كعنصر في تنظيم القاعدة”.
 
 وسمعت قضية عبد الظاهر أخيرا في 9 حزيران/ يونيو، بعد ما يقارب العقد من الاستئنافات من محاميه باتهامه أو إطلاق سراحه.
 
 واتهمت الولايات المتحدة عبد الظاهر بأنه كان قياديا كبيرا في القاعدة، مشاركا في أبحاث حول هجمات كيميائية ونووية بعد اعتقاله من القوات الأمريكية في 2002.
 
 وقالت الحكومة الأمريكية في بيان إن ستة أجهزة استخباراتية استنتجت أن عبد الظاهر كان مجرد محاسب منخفض الرتبة عمل لحكومة طالبان في أفغانستان، بترجمة التقارير لبعض أفراد القاعدة في كابول بين 1996–2001.
 
 وأسقطت عن عبد الظاهر التهمة بأنه شارك في هجوم بالقنابل أصاب صحفيا كنديا في آذار/ مارس 2002، بسبب تشابه في الأسماء مع مشتبه آخر من القاعدة، كلاهما يستخدم الاسم الحركي: “عبد الباري” المنتشر في أفغانستان.
 
 واعتقل عبد الظاهر بمداهمة للقوات الأمريكية لمنزله في محافظة لوجار، جنوب كابول، حيث وجدت الشرطة مسحوقا أبيضا اشتبهت بأنه مفاعل كيميائي، ليكشف التقرير أن الاختبارات على هذه المادة أوضحت أنه مادة تستخدم في المنازل.
 
 وقال أحد محامي عبد الظاهر، اللواء ستيرلنج توماس إن “السرعة التي اتخذ بها القرار تكشف الكثير عن طبيعة عبد الظاهر السلمية والخطأ الكارثي الذي قامت به الولايات المتحدة”، مضيفا أن “الولايات المتحدة أخطأت بالملح والسكر واعتبرته موادا لصنع المتفجرات”، لتوقف عبد الظاهر 14 عاما عن أبنائه.
 
 وأثناء اعتقاله، كتب عبد الظاهر الشعر، وكتابا أسماه “خطط المستقبل”، وقيل في جلسة الاستماع أن عبد الظاهر عانى من مشاكل عقلية، رغم أنهم كانوا في حالة الغفران، حيث اعترف بمشاركته بدعم طالبان، لكنه أنكر دعمه للقاعدة، كما وصفه محاموه بأنه “ذكي وسعيد ويملك حسا جيدا للفكاهة”.
 
 وكتب معتقل آخر من غوانتنامو تم إطلاق سراحه: محمدو أولد صالحي، المغربي، كتاب “مذكرات غوانتنامو” وصف به “التقنيات المتقدمة” للقوات الأمريكية، التي توصف بأنها تعذيب.
 
 ويضم سجن غوانتنامو، في كوبا، 76 سجينا، بينهم 31 ينتظرون الإفراج، كما وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه سيغلق السجن عندما يصبح رئيسا، إلا أن أنباء قالت إنه تخلى عن هذه الخطط بأمر تنفيذي قبل تنحيه.