داهمت الشرطة
اليابانية اليوم الأربعاء، منزل رجل يشتبه بأنه طعن 19 شخصا حتى الموت وأصاب العشرات في منشأة للمعاقين، في بلدة صغيرة قرب طوكيو، في أسوأ عملية
قتل جماعي في البلاد منذ عقود.
ودخل نحو ستة من أفراد الشرطة منزل ساتوشي يوماتسو (26 عاما)، وهو موظف سابق في المنشأة، بينما وقف الصحفيون والمصورون أمام المنزل.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نقل يوماتسو من سجن ببلدة ساجاميهارا التي تبعد 45 كيلومترا جنوب غربي طوكيو، إلى مكتب الادعاء العام في منطقة يوكوهاما بمقاطعة كاناجاوا.
وأظهرت لقطات فيديو، الرجل وهو يبتسم في سيارة للشرطة.
وذكرت وكالة "كيودو" للأنباء، أن يوماتسو سلم نفسه للشرطة أمس الثلاثاء، بعد الهجوم، وقال في رسائل كتبها في شباط/ فبراير، إنه يريد أن "يتخلص من 470 معاقا" وحدد تفاصيل كيفية القيام بذلك.
وقال مسؤول في ساجاميهارا لـ"رويترز"، إن المتهم أودع أحد المستشفيات إلزاميا بعدما عبر عن "رغبة في قتل الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة".
وأضاف المسؤول أن يوماتسو خرج من المستشفى في الثاني من آذار/ مارس، بعدما رأى طبيب أنه تحسن ولم يعد يمثل خطورة على نفسه وعلى الآخرين.
وأصاب الحادث المجتمع الياباني بالصدمة، خاصة أن اليابان فيها أحد أدنى معدلات الجريمة في العالم.
ولم يتعاف سكان منطقة ساجاميهارا بعد من آثار هذا الحادث العنيف. وساجاميهارا منطقة ريفية إلى حد كبير. وهي عبارة عن واد تكسوه الأشجار حيث يقيم الناس في منازل تتخللها البساتين وحدائق الخضروات.
وقالت يوكيكو إينوي (82 عاما) وهي من سكان ساجاميهارا: "لم يكن هناك سبب لذلك أو أي فائدة منه". وأضافت أنه "فقط قتلهم".
وأثار القتل الجماعي جدلا بشأن مدى فاعلية نظام الإيداع القسري والرعاية اللاحقة، لأن يوماتسو أبدى من قبل نيته ارتكاب الجريمة.
وقالت صحيفة "أساهي" في افتتاحيتها أمس الثلاثاء: "إن الإيداع القسري تم إقراره بقوة من جانب السلطات.. لكنه إذا استمر لوقت أطول من اللازم فإن ذلك يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان".
وأضافت أنه "مع ذلك.. فقد كانت هناك إشارات تحذيرية قبل وقوع الحادث".
وقالت: "هل كان علاج الرجل ومراقبته كافيين؟ إنه لأمر حيوي أن نختبر بدقة نظام دعم الرجل وأسرته والاتصالات بين النظام الطبي والشرطة".
ووقعت المجزرة في مكان جبلي في مدينة ساجاميهارا التي يسكنها نحو 700 ألف نسمة، وتبعد نحو خمسين كيلومترا عن العاصمة اليابانية.
وفي هذه المؤسسة الكبيرة التي تحمل اسم "تسوكوي ياماهوري ين"، مبنيان رئيسان يؤويان 150 شخصا لإقامات طويلة، وعشرة مبان للإقامات الموقتة. وهي تضم كذلك مسبحا وقاعة رياضية.
وقالت السلطات إن المهاجم كان يعمل في المركز وغادره في شباط/ فبراير الماضي، لأسباب لم تعرف. وقالت شبكة "أن تي في" إنه أقيل، وما زال يشعر بالحقد لهذا السبب.