صرح أعضاء لجنتي الشؤون
الاقتصادية، والتخطيط والموازنة، في البرلمان
المصري، بأنهم لا يعلمون شيئا عن القرض المزمع طلبه من صندوق
النقد الدولي.
وفي تصريحات نقلتها جريدة "الشروق" المحلية، قال أعضاء في اللجنتين إنه لم تُعرض عليهم أي خطة للاقتراض من الصندوق، حتى بعد أن أعلنت الحكومة عن تلك الخطوة في بيان رسمي الخميس، رغم أن البرلمان مرر اتفاقيات تمويل كثيرة ومنح "دون مقابل". كما نقلت الصحيفة عن أحدهم القول: "ليس لدينا أي تفاصيل ولا نعرف حتى قيمة القرض".
معاناة جسيمة للشعب
ونقلت الصحيفة عن رئيس حزب الإصلاح والتنمية، النائب محمد أنور السادات، قوله إن "تمويل الصندوق والمؤسسات الدولية لن يكون مجانيا، وسيأتي في إطار حزمة إجراءات مالية واقتصادية، وستسبب بكل تأكيد بمعاناة جسيمة لكل فئات الشعب".
كما طالب السادات بإجراء حوار مجتمعي عام يشارك فيه كل الشعب بخصوص برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي، المزمع الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي.
مثل تيران وصنافير
وعبر مواقع التواصل، عبر عدد من السياسين والمتابعين عن قلقهم من تبعات اقتراض مصر من صندوق النقد الدولي وتحميل تبعاته للشعب، بجوار ما يعانيه من تردي للأوضاع السياسية.
فقال الباحث في الشأن القومي العربي، محمد عصمت سيف الدولة، في تدوينة مطولة له عبر فيسبوك: "إن تعويم الجنيه وذبحه، تنفيذا لشروط قرض الـ 12 مليار $ من صندوق النقد، هو جريمة وطنية، وعدوان صريح على غالبية الشعب المصري وعلى الأجيال القادمة".
وأردف: "عدونا الحقيقي في حروب الدولار ورفع الدعم وإفقار الناس، هي الدول الرأسمالية الكبرى ونادي الدائنين في باريس وممثلهم صندوق النقد الدولي، أما السيسي ونظامه ومجموعته الاقتصادية ومحافظ البنك المركزي، فهم مجرد أتباع وأدوات تنفيذية للأوامر والتعليمات".
وتابع في موضع آخر من تدوينته: "إن المبادئ والمخاطر الوطنية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تمرير قرض الصندوق، لا تقل خطورة عن مثيلتها التي دفعتنا للرفض والتصدي لصفقة التفريط في تيران وصنافير".
وتساءل نجل الرئيس محمد مرسي عن غياب المعترضين على القرض، فقال أحمد مرسي: "فين اللي كانوا معترضين على قرض صندوق النقد؟ فين اللي كانوا بيقولوا غياب الشفافية؟ علشان تعرفوا أنكم أنصاف رجال وممكن أقل كمان!".
وتساءلت حركة شباب 6 إبريل عبر حسابها على تويتر: "إلغاء الدعم تعويم الجنيه بيع أصول الدولة بعض من شروط تقديم صندوق النقد الدولي #قرض_السيسي لـ #مصر #وآخرتها".
وغرد الكاتب سامي كمال الدين: "قرض صندوق النقد الدولي الذي ستحصل عليه مصر عبارة عن احتلال واستعمار مستقبلي وبطالة وإيقاف توظيف وبيع الأرض، هتبقى أاد الدنيا".
وعلق الإعلامي القطري جابر الحرمي: "نائب وزير المالية المصري: التزامات مصر بين 7 و8 مليارات دولار ستسدد في2017/2016 بمعنى: قرض صندوق النقد سيذهب لدفع الديون، والاقتصاد سينكشف".
انتهاك للسيادة المصرية
وعلق المحامي الدولي محمود رفعت في سلسلة من التغريدات: "اقتراض دولة لسد عجزها هو أوسع باب يمكن أن تفتحه لانتهاك سيادتها، وهذا ما تتعرض له مصر بخطة حبكت في إسرائيل والإمارات وينفذها السيسي".
وتابع: "اقترضت مصر منذ وصول السيسي وفي 3 سنوات فقط ما لم تقترضه عبر تاريخها، سواء مبالغ
القروض أو عددها بدفع من إسرائيل والإمارات كما سنوضح". مضيفا: "وقع السيسي ووزراؤه عددا ضخما من القروض مع الخارج، ولا يعرف الشعب الجزء الأكبر مما ألزم به السيسي الشعب وأجياله القادمة لكنه يرى بذخ التسليح".
وأردف في موضع آخر من تغريداته: "الدولة التي تقرض دولة أخرى تتسيد الدولة المدينة، وتكون ضماناتها ثروات وأصول الدولة المدينة، مما يهدد بتجويع شعبها خاصة بعدم قدرة السداد".
وقال: "يبقى الاقتراض الأخطر هو قروض صندوق النقد الدولي حيث يتحكم بسياسة الدول المقترضة وينتهك سيادتها بطرق فجة، وهذا ما سعت له الإمارات لمصر"، مضيفا: "ومعلوم صعوبة إقراض صندوق النقد الدولي رغم مساوئه، ومن ذلل صعوبات إقراضه مصر كانت الإمارات بهدف إغراقها بديون لا تنهض منها أبدا".
وغرد رفعت: "من البديهي أن شروط إقراض صندوق النقد الدولي لا تنطبق بحال على اقتصاد مصر المتهاوي بمخاطره، وهنا كان دور توني بلير ومال الإمارات. وقال: "غير قروض صندوق النقد اقترض السيسي من روسيا 25 مليار دولارا لنووي الضبعة ومن دفعه للهرولة بعد سقوط الطائرة في سيناء كانت الإمارات".
وأضاف: " كما لا يعرف أحد على وجه التحديد كم اقترض السيسي من الإمارات نفسها وبكم أدان مصر للإمارات حيث لم يطلع أحد على شروطها ولا نسب أرباحها".
واختتم قائلا: "القروض الضخمة التي كبل السيسي بها رقبة مصر، هي مخطط أتى من إسرائيل والإمارات لإبقاء مصر وأجيالها القادمة منحنية بل مكسورة الظهر".
أين مليارات الخليج؟
كذلك تداول عدد من النشطاء مقطعا للإعلامي المؤيد للانقلاب العسكري إبراهيم عيسى، يتساءل فيه عن المليارات التي استدانها السيسي من دول الخليج، والتي قد تصل إلى 60 مليار دولار، قائلا إن هذه القروض سيتحملها الأجيال القادمة.
صندوق النقد يا زرعلي غيطي
وتداول النشطاء مقطعا لأغنية تم إنتاجها إبان حكم الرئيس مرسي اعتراضا على محاولته اقتراض 4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، الذي تراجع عنه في وقت سابق لاشتراط الصندوق رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية.
وعلق الناشط محمود حمزة على ذلك قائلا: "محمد مرسي كان بيحاول يقترض 4 مليار دولار للمساعدة فى التنمية والنهوض بالوطن من إرهاق الثورة الحقيقية ثورة 25 يناير، والإعلام المصري وقف له بالمرصاد وأذكر أن لميس الحديدي قالت: "الأوطان لا تبنى بالشحاتة يا دكتور مرسي" مضيفا: "والآن السيسي يريد 12 مليارا ليس لتطوير الوطن، وإنما لسد عجز الموازنة، وطبعا مش هنسمع صوت لميس".
وأعلنت الحكومة المصرية أنها تستهدف تمويل برنامجها الاقتصادي، بنحو 21 مليار دولار على ثلاث سنوات من بينهم 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.