نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن خجل الأطفال الذي يصبح غير عادي عندما يكونون مع أطفال آخرين في مثل سنهم.
وأشارت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المحاضرة في الجامعة والمختصة في علم النفس التربوي، هايدي غازال أشارت إلى أن
الخجل المستمر للطفل هو ما يجب التركيز عليه من قبل الأولياء. وأن الغريب في الأمر هو عندما يكون الطفل خجولا مع أطفال آخرين وليس مع الراشدين، وهذا ما يدعو للقلق.
وأضافت الصحيفة أن خجل الطفل يظهر في تصرفاته الاجتماعية، على غرار التردد في التفاعل مع الآخرين والميلان إلى اللعب وحده أكثر من الأطفال الآخرين الذين في سنه.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن بعض الأطفال يتخلصون من الخجل خلال المرحلة الابتدائية من تعليمهم، لكن من جهة أخرى يتواصل خجل الآخرين بمرور الوقت.
وذكرت الصحيفة أن هايدي تثمّن انخراط الطفل في المجموعة لما له من فوائد عليه. حيث إنه عند التفاعل مع أقرانه، يتعلم الطفل مهارات أساسية لتكوين وتطوير شخصيته، على غرار كيفية فهم مشاعر الآخرين وتبادل وجهات النظر.
إضافة إلى ذلك، يتعلم الطفل كيف يقوم بدوره في اللعب والحديث والتفاوض والأنشطة المشتركة، إلى جانب التعبير عن وجهة نظره بطريقة مقبولة للآخرين.
وتؤكد الصحيفة أن الأطفال الذين ينخرطون قليلا في التفاعل الاجتماعي يفقدون تجربة تعليمية هامة. ونتيجة لذلك، يصبح تفاعلهم الاجتماعي ومهاراتهم وإحساسهم بذاتهم أقل نضجا بالمقارنة مع أطفال آخرين.
وجدير بالذكر أن الأطفال الخجولين هم أكثر عرضة للإقصاء، إلى جانب ذلك، هم يقعون
ضحايا لأطفال آخرين من سنّهم، كما يجدون صعوبة في تكوين صداقات، وهذا له ضرر نفسي كبير عليهم وعلى إحساسهم بذاتهم، وخاصة إذا استمر ذلك إلى فترة طويلة.
وتفيد الصحيفة أنه على الرغم من أن الخجل منتشر بين الفتيان والفتيات على حد سواء، فإن الفتيان الخجولين يواجهون في بعض الأحيان صعوبات مع أصدقائهم أكثر من الفتيات الخجولات.
وأضافت الصحيفة نقلا عن هايدي أن "الأطفال يحتاجون للمساعدة من الكبار لوقف الإقصاء والإيذاء من قبل الأطفال الآخرين".
مبينة أنه عندما يصبح الوالدان على علم بأن أطفالهم تم إقصاؤهم أو أصبحوا ضحايا لأطفال آخرين، يجب أن يتصلوا بمركز رعاية الأطفال أو المدرسة للتشكي بالنيابة عن أطفالهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الخجل عند الطفل يصبح مقلقا أكثر عندما يتعارض مع نشاطاته أو نشاطات العائلة، أو إذا كان غالبا ما يظهر بائسا أو يشكو من كونه وحيدا. على سبيل المثال، إذا منع الخجل الطفل من حضور حفلات أعياد ميلاد أطفال آخرين أو الذهاب إلى المدرسة، أو عارض زيارة العائلة للأصدقاء، يجب على الوالدين الاتصال بطبيب نفساني للأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن برامج لمساعدة الأطفال والآباء والأمهات على التعامل مع خجل الأطفال أصبحت متاحة على الإنترنت وهي تقدم لهم مساعدة ملائمة بتكلفة أقل.
وألمحت الصحيفة إلى أنه يمكن للوالدين أيضا أن يفعلوا أشياء كثيرة بأنفسهم لمساعدة أطفالهم على تجاوز هذه المرحلة. حيث يمكنهم أن يقوموا بتنظيم مواعيد اللعب ومساعدة الطفل على الانضمام إلى الأنشطة الجماعية. بالإضافة إلى تحدثهم مع أطفالهم حول صداقاتهم إلى جانب كونهم مصدر تعاطف وتشجيع ومصدر أفكار بناءة بالنسبة لهم.
وتختم "دايلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أنه إذا كان الطفل مستاء من مشكلة مع أحد الأصدقاء، يمكن للوالدين تشجيعه على محاولة حل المشكلة بطريقة تحافظ على الصداقة، بدلا من إنهائها وكذلك تشجيعه على تكوين صداقات أخرى.