لاقت تدوينة كتبها ناشط عراقي على حساب
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، في "فيسبوك"، تفاعلا وانتشارا واسعين، إلى الحد الذي بدأت فيه الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي بتداولها على أنها تعبر عن التوقع الحتمي لما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في العراق، وفق ما تابعته "
عربي21".
وتوقع غيث علي، وهو طالب العلوم السياسية، في تدوينته، أن "خالد العبيدي بالطريق لقيادة العراق.. والعراق بالطريق للحكم العسكري. موضوع الطائرات والزيارات والمستشفيات وزيارة الكليات العسكرية وحب الجيش ودعمهم خطابات مدروسة وذكية وهسة مال برلمان (جلسة الاستجواب) كلها تصب بكسب ثقة وعاطفة الناس.. بس كولوا يا الله.. #انقلاب_العراق".
ويأتي توقع الناشط العراقي هذا، تعليقا على تصريحات وزير الدفاع خالد العبيدي، الاثنين، خلال جلسة استجوابه بالبرلمان التي قال فيها، إن "رئيس البرلمان سليم الجبوري ساومه على عقد إطعام قيمته تريليون وثلاثمائة مليار دينار عراقي (مليار دولار ومائة واثني عشر مليونا)".
واتهم وزير الدفاع كذلك، النائب عن تحالف القوى محمد الكربولي، وعضو الهيئة السياسية للتحالف النائب السابق حيدر الملا، بمساومته على مليوني دولار مقابل إلغاء استجواب سابق تقدمت به النائبة حنان الفتلاوي، إضافة إلى عالية نصيف وطالب المعماري النائبين بالبرلمان.
وتعقيبا على ما جاء في التدوينة، فقد صرح الضابط المتقاعد سلام الطائي لـ"عربي21"، بأنه "من خلال مراقبته للظهور الإعلامي لوزير الدفاع خالد العبيدي، فإنه يختلف عمن سبقوه من وزراء الدفاع بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وذلك بتغطيته الواسعة لكل ما يقوم به من نشاط ميداني".
وقال الطائي وهو برتبة مقدم ركن، إن "الفريق الإعلامي المحيط بالعبيدي يصنع منه رمزا جديدا في أنظار العراقيين كافة، وذلك من خلال تغطية كيف يقود العبيدي الطائرة الحربية ويقصف مواقع تنظيم الدولة، وطريقة استقباله للوفود الأجنبية، إضافة إلى قربه من الجنود في الميدان".
وبشأن إمكانية الإطاحة بحكومة العبادي وإحداث انقلاب في العراق، استبعد الطائي ذلك قائلا: "لأن العبيدي حديث عهد بالوزارة بالرغم من أنه ضابط سابق، فإن الانقلاب يحتاج إلى منظومة ضباط موالية للوزير وجيش يسمع وينفذ الأوامر".
وأضاف، أن "ما هو موجود الآن نقدر أن نقول إنه جيش أغلبه من طائفة واحدة وهم الشيعة ومعروف عنهم ولاؤهم للمذهب ورموزهم الدينية، وبذلك فإن العبيدي يفتقد جميع أدوات الإسناد حتى يستطيع أن ينفذ انقلابا في بلد يعيش حالة من الاضطراب الأمني الشديدة".
لكن الطائي، استدرك قائلا: "إلا في حالة واحدة، يمكن أن نقول إن باستطاعة العبيدي أن ينفذ انقلابا عسكريا ناجحا، وذلك بدعم من قوى خارجية مثل أمريكا التي بإمكانها أن تحشد له جميع الإمكانيات اللوجستية وعلى المستوى السياسي الداخلي والخارجي أيضا".
رأي "التواصل"
وبالرغم من التفاعل الكبير الذي حظيت به توقعات المدون العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ذهب فريقا آخر إلى التقليل منها وأصر على أن وزير الدفاع وضع نفسه في مأزق بإطلاقه التهم دون أدلة، مؤكدين أن الأحزاب الحاكمة المدعومة من إيران والحشد الشعبي لن تسمح بذلك.
وقال المهندس نورس في تعليق له على تدوينة الناشط غيث علي: "إي خل يصير بلكت يتحسن الوضع لأن ميصير أسوأ من هيج عمي خل يحكمنا ديكتاتور ولا هالشرذمة اللي اسمها برلمان"، فيما أبدى يوسف أحمد تأييده للانقلاب في العراق حتى "يحاكم السراق باسم الدين والمذهب".
أما أحمد الجبوري، فقد عبر عن أمنياته في حال حدث انقلاب عسكري بقيادة وزير الدفاع، قائلا: "غير إذا صارت صدك أسويلك (خالد العبيدي) تمثال وأخليه برأس الشارع مالتنا.. الله ويصير العراق جنة"، في حين كتب محمد الحداد: "شد حيلك أبو الوليد وخلص الشعب من الجرذان هذولة".
وفي المقابل، فقد قللت ختام العبيدي من كل هذه التوقعات والأمنيات قائلة: "من يسنده إيران لو الأحزاب الدينية الحاكمة من الحرامية والخونة.. لو الشعب النايم والمستكين والي بس يعلق بالفيسبوك والنت"، بينما سخر حسن ناظم: "ولله بطران أكو حشد شعبي وتريد أيسوي انقلاب".
وتعيد قصة الانقلاب هذه إلى الأذهان، قصة أخرى مماثلة مع الوزير ذاته حين عثر في منزله على مخزن كبير معبأ بالسلاح والبزات العسكرية التي قال إنها تعود لحماية سعدون الدليمي الوزير الذي كان يشغل الوزارة قبله، مفندا ما أشيع في وسائل الإعلام، وما قيل عن أنه كان يعد لانقلاب عسكري داخل المنطقة الخضراء.
وقالت وزارة الدفاع في شباط/ فبراير 2015، إن "وزير الدفاع خالد العبيدي عقد مؤتمرا صحفيا في مقر الوزارة نفى فيه الشائعات التي روجتها وسائل الإعلام بشأن القيام بعملية انقلابية"، مؤكداً بعدهُ عن الانقلابات وأنها "أنباء عارية عن الصحة".
وادعى العبيدي أن "موضوعة الأسلحة إجراء إداري بحت لا علاقة له بثورة أو انقلاب، وإنما هو مناقلة لأسلحة بشكل رسمي بين سرية حماية الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع السابق وسرية حمايتنا، وبإشراف وعلم استخبارات وزارة الدفاع"، بحسب بيان للوزارة.
وكان مصدر برلماني سرب معلومات إلى وسائل الإعلام، تحدث فيها عن "مخطط خطير يقوده وزير الدفاع خالد العبيدي لإشعال المنطقة الخضراء بنار الفتنة والتفرقة، وإحداث بعض الخروقات الأمنية داخل المنطقة من شأنها أن تؤدي إلى الإطاحة بالعملية السياسية وإعادة ترتيب الأوراق من جديد وفق السياسة الأمريكية التي تساعده في هذا الجانب".