يواجه أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بدرعا، لا سيما سكان الريف الشرقي، معضلة اعتقال
النساء من قبل
حواجز قوات النظام المنتشرة على الطرق المؤدية لمركز مدينة
درعا، لا سيما على الحاجز الجنوبي لبلدة خربة غزالة، بريف درعا الشرقي، وهو الحاجز الذي يمنع إدخال الأدوية إلى المناطق ذاتها.
وأفاد الإعلامي حسام الطه، عضو مركز غزالة للإعلام؛ بأن قوات النظام السوري أقدمت خلال الأسبوع الفائت على اعتقال امرأة كانت تعبر الحاجز، قاصدة الذهاب لمدينة درعا، دون معرفة أسباب اعتقالها.
وأكد في حديث لـ"عربي21"؛ أن قوات النظام المتمركزة في الحاجز الجنوبي لبلدة خربة غزالة؛ تتعمد اعتقال النساء اللواتي يضطررن للعبور من خلال الحاجز أثناء ذهابهن لمدينة درعا، لقضاء الحاجات أو للدوام في الجامعات، أو الوظائف التي تعد مصدر الدخل الوحيد المتبقي لعائلاتهن القاطنة في مناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
ولفت الطه إلى إن هذه الاعتقالات تهدف لابتزاز ذوي النساء، لتحصيل مبالغ مالية طائلة منهم، مقابل الإفراج عن المعتقلات.
وبين الطه، إن الحاجز كان يقتاد النساء إلى فرع الأمن العسكري بعد اعتقالهن، وبدوره، يتولى الفرع مهمة الاتصال بذوي النساء، والمطالبة بمبالغ مالية كبيرة، مقابل إطلاق سراحهن.
وأشار إلى أن المبالغ التي كان يطلبها الحاجز من أهالي النساء تصل إلى مليون ليرة سورية، لكن قد تتجاوز هذه المبلغ لتصل إلى سبعة ملايين ليرة.
وأوضح أن "الحاجز هو مسلك وحيد يضطر المدنيون في الريف الشرقي المرور منه، حتى يتمكنوا من الوصول لأماكن وظائفهم وقضاء حاجياتهم في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري بمدينة درعا".
وتشير إحصائيات مركز غزالة للإعلام إلى أن "الحاجز اعتقل أكثر من 40 امرأة، من بينهن طالبات جامعيات، ضمن حملة مكثفة بدأها الحاجز مطلع شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري".
وبحسب مواطن مريض بالسرطان، رفض الكشف عن هويته، ويقطن في إحدى بلدات ريف درعا الشرقي الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، فإن قوات النظام المتمركزة على الحاجز ذاته؛ منعت إدخال جرعة من الأدوية الخاصة بمرضه إلى المنطقة التي يقيم فيها، بعد أن انتظرها مدة طويلة.
ولفت إلى أن عدم تلقيه لعلاجه سيؤدي لتفاقم سوء حالته الصحية، في ظل عدم توفر مثيل لدوائه في المناطق التي يقيم فيها، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الحاجز بمنع إدخال الأدوية للمنطقة.
ويقع الحاجز جنوب بلدة خربة غزالة، أهم مواقع النظام في ريف درعا الشرقي، وعلى طريق الإمداد الوحيد المتبقي لقوات النظام المتمركزة في القطع العسكرية بمدينة درعا، والمنفذ الوحيد الذي تسمح من خلاله بعبور السيارات من وإلى المدينة.