كشف موقع "نسيم أونلاين"، المقرب من دوائر الحرس الثوري
الإيراني، عن زيارة وفد عسكري أمريكي بصورة سرية إلى طهران خلال الأيام الماضية.
وقال "نسيم أونلاين" إن وفدا أمريكيا وصل إلى مطار طهران، تحت غطاء الزيارة السياحية، موضحا أنه يتكون من تسعة أشخاص، بينهم جنرالات ينتمون إلى الجيش الأمريكي.
وأكد الموقع، نقلا عن مصادره الخاصة، أن الوفد الأمريكي يضم خبراء حقوقيين واقتصاديين، إضافة لاثنين من جنرالات الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أن هناك "بعض علامات الاستفهام حول المفاوضات التي يجريها الوفد الأمريكي مع الحكومة الإيرانية في طهران"، على حد تعبيره.
وشكك الموقع، المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية الإيرانية، بالرواية التي تروج لها حكومة روحاني، وهي أن "الهدف من زيارة الوفد الأميركي بصورة سرية إلى طهران هو البحث والمفاوضات في ملف شراء إيران لمئة طائرة ركاب من شركة بويينغ الأمريكية".
وأوضح "نسيم أونلاين" شكوكه قائلا إن "الصورة والطريقة التي وصل من خلالها الوفد الأمريكي إلى طهران، وكأنهم سياح أمريكيون يثير شكوكا عديدة حول ماهية المفاوضات التي تجري بين الوفد الأمريكي والحكومة الإيرانية في طهران"، مضيفا أن "انضمام جنرالات من الجيش الأمريكي إلى الوفد الذي وصل إلى طهران بصورة غير معلنة يزيد مخاوفنا وشكوكنا حول الأهداف غير المعلنة من المفاوضات التي تجري في طهران مع الأمريكان".
وتابع: "هناك مخاوف حقيقية في إيران بأن المفاوضات التي تجري مع الوفد الأمريكي في طهران قد تأخذ مجرى ومنحنىً آخر نحو طرح ملفات وقضايا غير مرتبطة بصفقة شراء طائرات "بوينج" من أمريكا، لأن طبيعة الوفد الأمريكي تؤكد ذلك".
وانتقد "نسيم اونلاين" صمت الإعلام الرسمي الأميركي والإيراني على زيارة الوفد الأمريكي إلى طهران، معتبرا هذا الصمت "خطوة غير مريحة بالنسبة للمحافظين الأصوليين في طهران"، مؤكدا حصول الزيارة نقلا عن مصادر مطلعة، في ظل صمت مريب حول أهدافها.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل تتواصل معهم "عربي21" أن تسريب خبر زيارة الوفد الأمريكي من قبل الإعلام الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني يؤكد على وجود خلافات واسعة بين الحكومة الإيرانية والمحافظين في البلاد حول تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرين أن "تسريب الخبر من موقع مقرب من الحرس الثوري يعتبر محاولة غير مباشرة من المحافظين لعرقلة سير المفاوضات الجارية بين الوفد الأمريكي والحكومة الإيرانية التي تمر بصراع محتدم مع المحافظين والحرس، حول عدة ملفات هامة، كالاتفاق النووي والملف الإقتصادي والانتخابات الرئاسية القادمة في إيران".