كشفت الخلافات المتصاعدة بين التيارات السياسية في إيران وأبرزها الخلاف الحاصل الآن داخل التيار المحافظ، بين المحافظين الأصوليين وتيار
أحمدي نجاد عن صفحة أخرى من العلاقات الأمريكية - الإيرانية السرية في فترة الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد.
وكشف محمد جواد لاريجاني، أمين لجنة حقوق الإنسان في إيران، عن بعض المقترحات السرية للقاء الرئيس الأمريكي مع الرئيس الإيراني السابق، وسجل أن "أحمدي نجاد نفسه كان صاحب هذا المقترح لإنهاء أزمة البرنامج النووي بالجلوس مباشرة مع
أوباما".
وجاء حديث لاريجاني الذي يعتبر من أهم الشخصيات السياسية الإيرانية المقربة لخامنئي ردا على هجوم المحافظين المتشددين ضد روحاني بسبب الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5+1.
وانتقد محمد جواد لاريجاني الإصلاحيين المدافعين عن الاتفاق النووي والمرحلة التي تلتها من انفتاح اقتصادي وتطور في التجارة والتصدير وغيرها من القضايا الاقتصادية، كما هاجم المحافظين المتشددين الذين ينتقدون الاتفاق النووي ويعتبرونه هزيمة سياسية وعلمية واقتصادية لإيران وبرنامجها النووي الذي دفعت أثمانا باهضة من أجل بنائه وتطويره خلال العقود الماضية.
وقال لاريجاني إن "أغلب الذين ينتقدون الاتفاق النووي والذين يهاجمون الاتفاق النووي لم يقرأوا نص الاتفاق النووي كاملا والذي يحتوي على 200 صفحة إضافة إلى تفاصيل أخرى كثيرة، وأما هناك من يريد فقط تخريب وإجهاض هذا الاتفاق".
وركز هجوم لاريجاني على تيار الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد والذي يعتبر من أشد الأعداء للاتفاق النووي الإيراني قائلا: "عندما أتابع وأقرأ ما يكتب وينشر على وسائل الإعلام المقربة من الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد عن الاتفاق النووي أستغرب جدا من هذا الهجوم الموجه ضد حكومة روحاني والاتفاق النووي لأن أحمدي نجاد نفسه أقترح مشروعا للاتفاق النووي مع أمريكا أسوأ من الاتفاق النووي الحالي".
وتابع لاريجاني: "اقترح نجاد تسليم جميع اليورانيوم الإيراني المخصب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنه كان جاهزا للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما والجلوس معا لإنهاء الأزمة النووية".
وحلل موقع عصر إيران الشهير تصريحات لاريجاني حول التنسيق الذي كان يتم للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومحمود أحمدي نجاد حول الملف النووي الإيراني.
وقال عصر إيران: "أحمدي نجاد في المرحلة الأولى من رئاسته كان يهاجم وباستمرار الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى في بعض الأحيان كان يسخر من أمريكا وسياستها بالمنطقة ولكن بعد الأحداث التي شهدها إيران في عام 2009 في المرحلة الثانية من رئاسة أحمدي نجاد حاول أن يكون هو الرئيس الإيراني الأول الذي يجلس مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى يسجل هذا الإنجاز في ملفه حيث الطبيعة النفسية لشخصية أحمدي نجاد تؤكد بأنه كان يحب ويفضل أن يسجل اسمه في مقدمة أي قضية سياسية في البلاد وأن يكون هو الرئيس الذي يتصدر اسمه في جميع المجالات".
وأضاف عصر إيران قائلا: "أحمدي نجاد كان يفضل أن يكون هو من يدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني وليس روحاني المقرب فكريا من رفسنجاني، ويبدو أن الهجوم الممنهج الأخير الموجه ضد الاتفاق النووي وحكومة روحاني يعود لهذا السبب فقط لا غير لأنه لو كان نجاد ضد الاتفاق النووي مع أمريكا لما عمل في مرحبة رئاسية للقاء أوباما لحل هذه الأزمة".
وقال عصر إيران عن الرئيس الإيراني الأسبق ساخرا: "أحمدي نجاد كان يحب أن يذكر اسمه في المقدمة ليس في شعار (الموت لأمريكا) بل في (المفاوضات مع أمريكا)".
وبعد مرور عام كامل على الاتفاق النووي الإيراني الشهير ما زالت التيارات السياسية الحاكمة في البلاد تختلف فيما بينها على طبيعة الاتفاق النووي نفسه أو بعض بنود الاتفاق التي يعتبرها الحقوقيون الإيرانيون بأنها كانت فخا أمريكيا لإيران داخل الاتفاق النووي.