تحدث النقيب إسلام علوش، الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام عن آخر تطورات الوضع السوري، وتعاطي الجيش معه.
علوش في حوار خاص مع "عربي21"، أفصح عن موقف جيش الإسلام من أحداث برزت في الآونة الأخيرة، مثل فك جبهة النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة، والتقارب التركي الروسي، وغيرها.
يشار إلى أن النقيب إسلام علوش هو من أبرز الشخصيات في جيش الإسلام منذ تأسيسه، ومثله في العديد من اللقاءات والاجتماعات الداخلية والخارجية.
وتاليا نص الحوار:
1-
في البداية نود سؤالكم عن سلسلة معارك ذات الرقاع التي بدأتم بها منذ مدة، وهل حققت أهدافها؟
نعم لقد حققت ما نسبته 70- 80 % من الأهداف التي تم تحديدها في كل من الغوطة أو في القلمون الشرقي.
2-
بالنسبة للأوضاع الراهنة في مدينة درعا وحوض اليرموك، ركود في الجبهات ضد النظام، ونشاط لجيش خالد بن الوليد المحسوب على تنظيم الدولة، ما موقفكم من درعا وهل لكم وجود فيها؟
نعم لنا قوات في درعا، الأوضاع في درعا تختلف من منطقة لأخرى فلكل منطقة ظروفها الخاصة، ونحن في
جيش الإسلام نتفهم أوضاع التشكيلات العسكرية في كل منطقة سورية؛ فما ينطبق على الشمال على سبيل المثال لا ينطبق على الغوطة أو درعا والعكس صحيح، وأيضا لا نقبل تخوين أي تشكيل عسكري تحت أي ظرف من الظروف دون الاستناد إلى أدلة وبراهين أو قرائن.
3-
زادت في الآونة الأخيرة الاتهامات الموجهة لغرفة الموك بتعطيل المعارك ضد النظام، وطالب قادة فصائل من الفصائل المرتبطة بالموك أن تفك ارتباطها، ما موقفكم من "فصائل الموك"، لاسيّما أن أحد شرعييكم اتهم "فيلق الرحمن" سابقا بتلقي الدعم من الغرفة.
إننا ندعو جميع التشكيلات الفاعلة على الأرض بالعمل على تحقيق مصالح الثورة السورية مع تأكيدنا ضرورة عدم التخلي عن العلاقات مع الأطراف الداعمة لثورتنا، ولكننا نطالب الدول المعنية بعدم القيام بأدوار لها أثر سلبي على ثورتنا.
وإننا ننظر إلى الأطراف الفاعلة كافة أو المؤثرة في
سوريا بعين الأجندة السورية، من يخدم مصالح الشعب السوري ويحقق تطلعاته، فإننا نشكره، ومن يخدم مصالح أعداء الشعب السوري ويقمع مطالبه، فإننا نقف ضده كائنا من كان، ووفقا لهذا المعيار نقيّم كل هذه الأطراف.
وأيضا فإننا لا نستطيع أن نطلق تهما بالخيانة أو بالعمل ضد مصالح الشعب السوري، إلا إذا تم الاستناد إلى مستندات معتبرة، وليس إلى تخرصات أو توقعات.
4-
هل انتهت الخلافات مع فيلق الرحمن؟ وما تعليقكم على قرار الفيلق بحل جميع المفارز الأمنية في الغوطة الشرقية؟
لم يكتمل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين فيلق الرحمن، ولا زلنا بانتظار تسليمنا بقية السلاح والمعامل التي احتجزوها، بعد تسليمنا جزءا يسير منه، لا شك كنا ننتظر من فيلق الرحمن هذه الخطوة منذ زمن بعد أن قمنا بتنفيذها في جيش الإسلام من وقت طويل، لكن لدينا تخوفات وشكوك من أن هذه الخطوة ستبقى شكلية وعلى أوراق البيانات؛ لأن الواقع والحقيقة هو أن التخندق الحزبي الذي تعيشه المؤسسات في قطاع فيلق الرحمن، سيكون ترسيخا لمبدأ تغيير الشكل دون تغيير المضمون، طبعا تغيير المضمون المطالب به فيلق الرحمن من قبل الشعب، هو تغيير للمنهجية العسكرية والقمعية التي يعمل عليها الفيلق بالتعامل مع معارضيه، وأيضا بوقف انتهاكات قوانين حقوق الإنسان والقوانين التي وضعتها المؤسسات القضائية بعد غياب سلطة الدولة عن المنطقة.
5-
قطاع الشمال لديكم ينشط في حلب، لكن لا نر إعلاميا أي دور فاعل له في غرفة عمليات فتح حلب، ولا يشترك بالمعارك مع جيش الفتح، هل لكم أن توضحوا لنا دوركم في حلب؟
جيش الإسلام عضو في غرفة عمليات فتح حلب، وقد شارك في عملية فك الحصار عن حلب، ويوم الخميس قام مقاتلونا باستعادة السيطرة على نقاط كانت قوات بشار قد سيطرت عليها في جبهة القراصي في ريف حلب الجنوبي، وتم قتل العديد من عناصر النظام والمليشيات الطائفية الداعمة له، لكن للأسف الإعلام لا يعدل بنسب العمل إلى أهله في كثير من الأحيان، ولا أقصد فيها ملحمة حلب الكبرى فقط.
6-
بعد طول انتظار، أعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها تنظيميا بتنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، مع تأكيد عملها داخل سوريا فقط، ما تعليقكم على التغيرات التي أجراها التنظيم، وهل ترون أن خلافاتكم معهم تقلصت بعد هذه الخطوة؟
لا شك أن فك الارتباط عن تنظيم القاعدة يصب في مصلحة الشعب السوري ويحقق الأجندة السورية التي عمل على تحقيقها الثوار في هذا البلد، لكن لدينا هنا تحفظان اثنان، الأول أن الإعلان الذي خرج فيه قائد جبهة النصرة سابقا أبو محمد الجولاني لم يعلن صراحة فك الارتباط عن القاعدة، وما أثبت بيقين لا ينفيه إلا يقين، وعند متابعتنا للإعلان كان هو فقط تغيير اسم جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام، وإننا نتساءل عن هذا الأمر ولم نجد له إجابة واضحة، علّ القائمين على جبهة فتح الشام يعطونا تبريرا لهذا الأمر.
الثاني أن تغيير الاسم غير كاف، التغيير المطلوب هو تغيير المنهجية السابقة التي عملت عليها جبهة النصرة بالتعامل مع الثوار العسكريين واعتقالهم دون عرضهم على القضاء، وعرضهم على قضاء خاص بجبهة النصرة.
وإننا لا زلنا ننتظر خطوات عملية في هذا الاتجاه، بالتالي نحن بانتظار أفعال على الأرض تتانسب وهذا الإعلان؛ كالإفراج عن المعتقلين من التشكيلات العسكرية الأخرى، والقبول بالمحاكم الشرعية التي يطالبونهم بها الشعب السوري في عدة مناطق.
7-
وما موقفكم من جيش الفتح، ومن مطالبات انضمام فصائل الشمال السوري له كتوحد بإطار عسكري فقط؟
غرفة عمليات جيش الفتح هي غرفة عمليات عسكرية لها مجهود عسكري في محاربة النظام في عدة مناطق.
التوحد العسكري هو أكبر من كل غرف العمليات القائمة في سوريا، إذا أردنا أن نصل التوحد العسكري المنشود، فعلينا تشكيل هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية، وجعلها هي المظلة العسكرية الوحيدة لهذه القوى، فهذا من شأنه توحيد الجهود العسكرية ضمن إطار تنظيمي إداري، وليس إطار تبعية لأي من غرف العمليات الموجودة، فضلا عن الفصائل العسكرية العاملة.
8-
زادت مطالبات أنصاركم لكم بالتخلي عن رايات "جيش الإسلام" ورفع علم الثورة بدلا منها، هل من الممكن أن يستجيب جيش الإسلام لهذه المطالب، لا سيما أن قاداته يرفعون أعلام الثورة في خطاباتهم الرسمية؟
جيش الإسلام موقفه واضح من علم الثورة، وقد أعلنه في أكثر من مناسبة، وكما أن جيش الإسلام يعتقد نفسه تشكيلا عسكريا من تشكيلات الثورة السورية ينطلق من مبادئها ولا يحيد عن أهدافها، والراية التي يرفعها الآن هي راية خاصة بجيش الإسلام ليتميز بها “تنظيمياً" عن غيره من فصائل الثورة.
9-
موقفكم من التقارب التركي الروسي الأخير، رغم أن موسكو لا تزال الحليف الفاعل لنظام الأسد فوق الأراضي السورية، ويرتكب العديد من المجازر في الشمال السوري؟
تركيا حليف وصديق مهم للثورة السورية ولا يشك بذلك صاحب عقل ومنطق، وهي دولة مستقلة ذات سيادة لها مصالحها، فكما أن تركيا وغيرها من الدول لا تتدخل في قضايانا الداخلية، فإننا أيضا لا نقبل أن نتدخل في شؤونهم الداخلية التي لا تضر بشؤون ثورتنا في سوريا، ونأمل أن يصب هذا التقارب في مصلحة الثورة السورية وأن تصل تركيا مع روسيا إلى تفاهمات سياسية لوقف دعمهم لنظام الأسد الذي أجرم بحق الشعب السوري أبشع الجرائم، وليست عمليات القصف والقتل في حلب وغيرها من مناطق سوريا ببعيدة عن أذهان الأمم.
10-
لا يزال البعض يتهمكم بتلقي الدعم من المملكة العربية السعودية، فيما يرى آخرون أن خلافات نشبت بين جيش الإسلام والرياض في الفترة التي سبقت مقتل الشيخ زهران علوش. لو تحدثنا عن علاقاتكم الحالية مع السعودية ورأيكم بسياساتها تجاه الثورة السورية.
السعودية دولة شقيقة وحليفة وداعمة للثورة السورية، ومع ذلك فإننا في جيش الإسلام لم نتلقّ أي دعم عسكري أو لوجيستي من المملكة، ومعلوماتنا أنه لا جهد للسعودية في الدعم العسكري إلا من خلال الغرف الدولية، التي بدورها أيضا -هذه الغرف- لا تدعم جيش الإسلام.
11-
يتهم ناشطون الإمارات بمحاربة الثورة السورية بالخفاء، هل ترون للإمارات أي دور في سوريا؟
موافقنا في جيش الإسلام تجاه أي طرف فاعل في سوريا، نبنيها على وثائق معتبرة حول موقف هذا الطرف من الثورة السورية، إما بمعلوماتنا الاستخباراتية، أو بما يعترف به هذا الطرف، لذلك بالنسبة لنا لا يمكننا اتهام أحد بعداء الثورة السورية إلا إذا اعترف بذلك، أو استطعنا أن نحصل على تقارير تفيد بذلك. وبالنسبة لدولة الإمارات، فإنها تعبر دائما عن دعمها للثورة السورية على لسان مسؤوليها.
12-
تعليقكم على اجتماع مايكل راتني (المبعوث الأمريكي) مع الائتلاف السوري المعارض، وهل ترون جدوى في مستقبل مثل هذه الاجتماعات؟
لا نستطيع أن نجزم بصحة التسريبات حول ما حصل داخل الاجتماع، وحتى المعلومات التي سُربت لم تأتِ بجديد، فالولايات المتحدة طالما عبرت عن موقفها الداعي للتواصل مع الروس والأكراد، ويبقى هذا آخرا هي وجهة نظر الولايات المتحدة، وهذا الأمر من يحدده هو الأطياف السياسية في الثورة السورية، وفقا للمعطيات الميدانية والدولية، بما لا يمس مبادئ الثورة السورية.
13-
موقفكم من الوحدات الكردية التي تقاتل الثوار وتريد إعلان دولة مستقلة؟
وحدة التراب السوري هي من مبادئ الثورة السورية ولا تنازل عنها، والثوار هم من يحمون الشعب السوري من بطش أعدائه المتمثلة بالنظام وداعش، لذلك استهدافهم هو استهداف للشعب السوري، وهذا أمر لا يمكن القبول به.
14-
كيف ترون مستقبل تنظيم الدولة في ريف دمشق خاصة، وببقية مناطق سوريا بشكل عام؟ وما أسباب توقف المعارك بينكم؟
داعش تم القضاء عليه في الغوطة الشرقية وفي برزة في دمشق، وقضي على الكثير من قواته في جنوب العاصمة، والآن داعش تركز هجومها على القلمون الشرقي، حتى يستطيعوا من خلاله الولوج إلى دمشق، وهذا بالنسبة لنا ما نقف حيال حدوثه، وبالنسبة للمعارك بيننا لم تتوقف، وهي لازلت مستمرة، طبعا الأمكنة التي توقفنا فيها عن القتال معهم هي في الغوطة الشرقية وفي برزة، بسبب فناء التنظيم في المنطقتين.
15-
أخيرا نود سؤالكم عن الموقف الأمريكي في سوريا، وهل يتابع جيش الإسلام باهتمام ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية في أمريكا؟
بالتأكيد الموقف الأمريكي مؤثر في سوريا، ونتمنى أن يؤثر إيجابا، وألا بقى سلبيا حيال هذه الجرائم التي تحصل في كل ساعة على أرضي في سوريا، ونحن بالتأكيد نتابع السياسة الأمريكية لأنها ستنعكس على مستقبل سوريا وثورتنا، ولكن لا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول، كما أننا لا نريد أن يتدخل أحد بشؤوننا الداخلية، وهذا لا يعني انقطاع العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة والحليفة للثورة السورية.