نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، تفاصيل مثيرة عن ما قالت إنه عرض قدّمه الزعيم الليبي معمّر القذاف، لحزب الله؛ بقصد تسوية ملف اختفاء موسى الصدر.
ونقلت الصحيفة على لسان شخصية سورية "رفيعة"، قالت إن اقتصاديا سوريا كبيرا أبلغه بأن
القذافي طلب منه التوسط لدى
حزب الله لإنهاء ملف موسى الصدر، وذلك في العام 2004.
وبحسب الصحيفة، فإن رغبة القذافي حينها بإنهاء الملف، لتخوفه على أمن عائلته التي كانت تتردد على
لبنان، لا سيّما أن نجله هنيبعل تزوج من عارضة الأزياء اللبنانية الين سكاف عام 2003.
وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله وافق على تسوية ملف موسى الصدر، بشرط أن يتسلم مبلغ 200 مليون دولار من القذافي، إضافة إلى تسلم أسلحة وصواريخ مضادات للدروع والعربات.
وقالت الصحيفة إن الشرط الثالث والأخير الذي وضعه حزب الله لتسوية الملف تمثل بمطالبة ليبيا بتقديم اعتذار رسمي عن اختفاء موسى الصدر.
وخلصت الصحيفة، بحسب المصدر الذي نقلت عنه، بأن القذافي وافق على البندين الأول والثاني، إلا أنه رفض الاعتذار لحزب الله وحركة أمل وذوي موسى الصدر، متحججا بأن الأخير غادر ليبيا إلى إيطاليا قبل اختفائه.
وتابعت: "المصدر قال إن القذافي كان واثقا بأن التسوية ستخلق اشتباكا شيعيّا شيعيّا، ما يعني أن عائلة الصدر قد تستغل أي صيغة اعتذار لتكوين ملف قضائي ضد القذافي، وهو ما سيجعل التسوية في الواقع بلا مضمون، أو أقله دون المضمون الذي أراده النظام الليبي منها".
وأضافت الصحيفة: "توقفت محاولة التسوية عند هذا الحد، فلا القذافي نجح في تجاوز عقدة الاعتذار ولو بأخف صيغه، ولا حزب الله كان مستعدّا لتجاوز ورقة الاعتذار؛ لأنها تغطي تصفيته لواحدة من أهم القضايا الحساسة في المجتمع الشيعي".
وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن "الجانب
الإيراني كان متحمسا لحل هذه الأزمة، وقد قام بعدة محاولات في هذا المجال، لكنها اصطدمت بواقع رفض حركة أمل ورئيسها أي نقاش في هذا الملف؛ لحساسيته المفرطة، خصوصا أن الصدر يعد من الشخصيات اللبنانية الشيعية الأرفع، وغيابه فتح المجال أمام الخميني للتمدد إلى لبنان بسهولة أكبر".
فيما شدّد مصدر قضائي لبناني على أن "القضاء اللبناني يعتبر أن هنيبعل القذافي الموجود في السجون اللبنانية لا يزال يكتم معلومات مهمة من شأنها أن تقدم أدلة للتحقيق للكشف عن مصير الصدر".
وأشار إلى أن "هنيبعل تحدث في إحدى جلسات الاستجواب أنه سمع أن الأمام الصدر ورفيقيه كانا في أحد المعتقلات السياسية في ضاحية من ضواحي طرابلس، واعترف بأن عددا من أركان الحكم المقربين من والده كانوا مسؤولين عن عملية اختطاف الصدر".