دعا رجل الأعمال
المصري، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"،
نجيب ساويرس، إلى إلغاء دعم جميع السلع والخدمات في مصر، مؤكدا أنه سيظل مؤيدا لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، حتى لو أخطأ، بزعم أن ذلك ليس حبا فيه وإنما حبا في مصر، لأن البلد لا يحتمل الخلاف، على حد قوله.
جاء ذلك في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" (التي يمتلك ساويرس جزءا من أسهمها)، نشرته على جزأين يومي الأحد، والاثنين.
وفي الجزء الذي تنشره الصحيفة، الاثنين، دعا ساويرس إلى إلغاء
الدعم قائلا: "الدعم لازم يتلغي.. أعطيك مثلا.. ما سبب فساد القمح؟". وأجاب: "لأن له سعرين.. القمح كان لديك سعران له، سعر لاستيراده، وسعر محلي، ولأن ثمن المستورد نصف المحلي.. فتزرعه ليه؟".
وأضاف: "السكر زاد سعره عالميا ثلاثين بالمئة.. تعمل فيها إيه دي.. إيه علاقتها بالسوق المحلية، وتدخل التجار.. مصانع السكر هي المصانع الحكومية.. وكلها تبيع بأسعار رخيصة دعما للسكر".
وتابع: "لا تدعم الفلاح في القمح.. اعمل ميزانية دعم بعيدة عن المصانع.. شوف الفئات اللي ستتأثر.. 30 في المئة من السكان هيتأثروا.. خصص لهم أربعين مليارا على جنب.. وخلاص.. عاوز تدعم السكر اعمل ميزانية له بعيدة عن المصانع".
يا قرارات.. يا شعبية
وفي الحوار نفسه، دعا ساويرس، السيسي، إلى عدم النظر إلى الشعبية.
وتساءل: لابد أن تأخذ قرارك مع نفسك.. هل تريد أن تفعل ما فيه مصلحة البلد أم تريد الشعبية؟
وأضاف: "اللي ودانا في داهية أيام عبدالناصر هو الشعبية بتاعته.. مش مصلحة مصر.. عبدالناصر جاب ضلف البلد (تسبب في انهيارها) علشان الشعبية بتاعته".
السيسي لو أخطأ أنا برضه مؤيد له
وفي الجزء الأول من حواره، الذي نُشر الأحد، تحدث ساويرس عن "متطلبات المرحلة"، فقال: "لي كلمة معروفة هي أنه لو الرئيس عبدالفتاح السيسي أخطأ أنا برضه مؤيد له، ليس حبا فقط في الرئيس السيسي، وإنما حبا في مصر، ولأن البلد لن يحتمل الخلاف، إحنا طالعين من مليون شقلباظ"، على حد تعبيره.
وشدد على أن "المرحلة لا تحتمل أي خلاف، البلد في وضع صعب، ولازم يبقى عندنا المسؤولية تجاه بلدنا".
القوانين إصلاحية.. ولا للعدالة الانتقالية
ودافع عن مجلس نواب ما بعد الانقلاب، قائلا إنه كان يتصور أن تحدث مآس خلال انعقاد الجلسات، وداخل اللجان، وأن تحدث "لخطبة ودربكة" كبيرة جدا، وهو ما لم يحدث بالشكل المتوقع، وفي النهاية تمكن البرلمان من إخراج قوانين إصلاحية.
واعتبر أن تقديم الحكومة لقانون بناء وترميم الكنائس، وإقرار المجلس له، هو "خطوة تاريخية".
وقال: "إحنا عمالين نتكلم في الخط الهمايوني 100 سنة، وأرجو أن يكون تطبيق القانون بنفس الصدق في إصداره".
ووصف رفض نواب حزب النور السلفي للقانون بأنه "موقف مخز وغير مقبول، ويدل على التعصب والتطرف بين أبناء الوطن الواحد"، على حد وصفه.
وعن وجود استحقاقات دستورية لم ينفذها المجلس منها قانون العدالة الانتقالية، قال قانون العدالة الانتقالية اختراع، ونفذ بعد اندلاع ثورات في العالم. مصر قامت فيها ثورة، ومضى عليها 6 سنوات، والثانية مضى عليها 4 سنوات، وتيجي تقول لي: "عدالة انتقالية".
وأضاف: "لابد أن نعرف أولويات المرحلة. الآن مصر تحتاج إلى قوانين أخرى تنظم العمل، وتشجع الاستثمار والصناعة، مش واقفة على قانون العدالة الانتقالية.. وأنا شخصيا لست متحمسا لصدور هذا القانون على الإطلاق".
موضوع المصالحة مع الإخوان صعب
وحول رجوع موقفه هذا لارتباط القانون بفكرة المصالحة مع جماعة الإخوان، قال: "نحتاج إلى قوانين أخرى، وليس من المنطق إصدار قانون بعد هذه المدة، وبالنسبة لي موضوع المصالحة صعب، الشخص الذي لم يقتل، ولم يدمر، ولم يقطع طريقا، وله رأي مخالف فقط يعيش معانا عادي".
واستدرك: "إنما الشخص الذي دمر وقتل، وألقى قنبلة على الناس في الشارع تيجي تقولي مصالحة؟".
وأضاف: "هنا أود أن أعطي مثالا واضحا: في دولة كولومبيا التي قامت فيها مصالحة مع الجبهة الثورية التي كانت تحارب، وهناك حوار دائر لديهم يقول: "هل يعني هذا أن من قتل أو ذبح أو دمر يُعفى؟".
وتابع: "القضية أخلاقية من الأساس، وليست سهلة كما يتحدث البعض، طول عمر المصريين عايشين مع الإخوان، لكن قتل إنسان بريء لمجرد أفكار إرهابية لا يصح، ولا أحد يسامح في هذا الأمر تحت أي ظرف".
وأردف: "الكرة في ملعب الإخوان، طالما استمروا في قتل الأبرياء، ومحاولة هدم البلد، وتنفيذ العمليات الإرهابية، لا حديث عن مصالحة"، على حد زعمه.
نعم.. نحن مؤيدون لا معارضون
ومجيبا عن سؤال: "هل نواب الحزب مؤيدون أكثر أم معارضون للحكومة؟"، قال: "مؤيد أكثر، من منطلق أن لدينا شعورا بأن البلد ما زال في وضع لا يسمح بإعاقة العمل أو المرحلة".
وأضاف: "مع احترامي لنواب "ائتلاف دعم مصر" (ظهير السيسي في البرلمان).. نواب "المصريين الأحرار" هم من ساندوا وأيدوا بقوة قانون الخدمة المدنية، وبناء الكنائس، في بداية تأسيس "المصريين الأحرار" اشتغلوا بنظرية "المؤامرة"، وقالوا: "دا نجيب عايز يبقى رئيس وزراء، دا نجيب عايز الأغلبية البرلمانية"، قالوا كل الكلام ما عدا الحقيقة، وهي: "نجيب نِفسه يشوف مصر دولة كويسة، دولة فيها ديمقراطية حقيقية، بلد متقدمة"، الآن بيقولوا: "ظلمناه".
لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلي عادي
وأشار إلى أن "الموقف الذي اتخذه المجلس، وانزعج منه، ورآه يصطدم مع الثوابت والأعراف البرلمانية والسياسية"، هو إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، واصفا إياه بأنه "قرار خاطئ ومعيب، لأنه لم يفعل شيئا يُحاسب عليه"، وفق وصفه.
وأضاف: "توفيق التقى السفير، وهذا شيء عادي، لأن مصر لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل"، متابعا: "توفيق كان ممكن تُوجه إليه عقوبة اللوم، وينبه عليه بألا يتكلم باسم الشعب المصري".
لا استثمار بسبب الأيدي المرتعشة
وحول تقويمه لأداء حكومة شريف إسماعيل، قال: "أنا مستاء من الأداء الحكومي في نقطة واحدة فقط، أنها لم تقدم حتى الآن خطة واضحة لمعالجة ظاهرة الأيدي المرتعشة والبيروقراطية، وإلى أن تحل هذه المشكلة، لا حديث عن استثمار أو نمو، أنا لا أرى أي تحرك في هذا الملف الخطير".
وحول ملف الإعلام قال: "التليفزيون المصري عنده 50 قناة، ولا أحد يشاهدها، وفي رأيي الشخصي هتنضم قناة "dmc" إلى ماسبيرو لتصبح القناة 51، اللي الناس أساسا مش بيتفرجوا عليها.. لكن شكلنا بالمنظر الإعلامي ده هنرجع نتفرج على قناة الجزيرة تاني".
وعلل ذلك بالقول: "لأن أي شخص بيقول رأيا معارضا، بيزعلوا ويمنعوه ويتكتم عليه، وبالتالي الناس تبحث عن الرأي التاني في قناة أخرى، أو تلجأ إلى "السوشيال ميديا"، التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها".
وأردف: "ما أقصده من كلامي أنه لا يصح أن يظل الإعلام برأي واحد".
وأضاف أن الإعلام الآن في اتجاه واحد، في الخطة، متابعا: "في أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان لابد أن يكون هناك صوت حر، وفي أيام الإخوان كان لابد من مقاومة، والآن لا داعي للخناق من الأساس".
واستطرد: "ليس سرا على أحد أن الجيش هو من وقف مع الشعب في مواجهته للإخوان في ثورة 30 يونيو، وهذا جيش بلدي، ولا يوجد عاقل يعمل ضد جيش بلده، ولا يمكن أن أفعل هذا"، بحسب قوله.
وأقر، أخيرا، المقولة التي تتردد، ومفادها "نجيب ساب القنوات ومسك محبس الإعلانات"، قائلا: "حقيقي مش غلط".
وأشار إلى أنه بعد رئاسته لمجلس إدارة شركة "بروموميديا": "عايز أدخل مجالات جديدة، مثل الراديو وزيادة إعلانات السوشيال ميديا، وإنتاج الأفلام، علشان أنا غاوي إنتاج الأفلام من زمان أوي، وأيضا تطوير قناة "أون تي في"، والدخول بقوة في الإعلام الرياضي"، حسبما قال.