شن المرشد الأعلى في
إيران علي
خامنئي، الاثنين، هجوما لاذعا على المملكة العربية
السعودية، واتهم حكامها بأنهم لا يعرفون الله وعديمو الضمير، ودعا المسلمين إلى التفكير جديا بإدارة الحرمين الشريفين، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وفي كلمة وجهها إلى حجاج بيت الله الحرام، قال خامنئي، إن "الحكام السعوديين الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا الطريق عن بيت الحبيب، على الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين. هم ضالون مخزيّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهنا بالدفاع عن مستكبري العالم، وبالتحالف مع الصهيونية وأمريكا، وبالسعي لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون في هذا السبيل عن أي خيانة".
وأضاف: "تمضي اليوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التي قضى فيها عدة آلاف نحبهم مظلومين في يوم العيد، وبثياب الإحرام، تحت الشمس، وبشفاه ظامئة. وقبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم وهم في حال عبادة وطواف وصلاة. الحكام السعوديون مقصّرون في كلا الحادثتين، و هذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين والمراقبين والمحللين التقنيين".
وأردف خامنئي: "وقد طرحتْ ظنونٌ من قبل بعض المختصين حول عمدية الحادث. ومن المؤكد والقطعي وجود تعلل وتقصير في إنقاذ أرواح الجرحى الذين ترافقت أرواحهم العاشقة وقلوبهم المشتاقة في يوم عيد الأضحى مع ألسنتهم الذاكرة لله والمترنّمة بالآيات الإلهية".
واتهم مرشد إيران قوات الأمن السعودية بقتل جرحى الحجاج الإيرانيين، بالقول: "لقد زجّهم الرجال السعوديون المجرمون القساة القلوب مع الموتى في حاويات مغلقة، وقتلوهم شهداء بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إيصال الماء إلى شفاههم الظامئة".
وقال: "فقدت عدة آلاف من العوائل من بلدان مختلفة أحباءها، وفُجعت شعوبها. وقد كان هناك قرابة الخمسمائة شخص من الجمهورية الإسلامية بين هؤلاء الشهداء. ولا تزال قلوب العوائل جريحة مكتوية، ولا يزال الشعب حزينا غاضبا".
وتابع: "بدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصّرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائيا، فقد تملّصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصّي حقائق دولية إسلامية. وبدل الوقوف في موضع المتهم فإنهم وقفوا في موضع المدّعي، وأعلنوا بخبث واستهتار أكبر عن عدائهم القديم للجمهورية الإسلامية ولكل راية إسلامية مرفوعة ضد الكفر والاستكبار".
وزاد خامني: "أبواقهم الإعلامية، سواء كانت من الساسة الذين تعدّ تصرفاتهم حيال الصهاينة وأمريكا عارا على العالم الإسلامي، أم من مفتيهم غير الورعين وآكلي الحرام الذين يفتون علانية بخلاف الكتاب والسنة، أم من مرتزقتهم الصحافيين الذين لا يمنعهم حتى الضمير المهني من الكذب وصناعة الأكاذيب، تسعى عبثا إلى اتهام الجمهورية الإسلامية بحرمان الحجاج الإيرانيين من حجّ هذه السنة".
واسترسل: "الحكام المثيرون للفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، وراحوا يغرقون اليمن والعراق والشام وليبيا وبلدان أخرى بالدماء، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، و يمدون يد الصداقة إلى الكيان الصهيوني المحتل، مغمضين أعينهم عن آلام الفلسطينيين ومصائبهم المهلكة، وينشرون مديات ظلمهم وخيانتهم إلى مدن البحرين وقراها".
وبحسب قوله، فإن "الحكام عديمي الدين والضمير الذين خلقوا فاجعة منى الكبرى، وانتهكوا باسم خدمة الحرمين حرمة الحرم الإلهي الآمن، وقتلوا ضيوف الله الرحمن في يوم العيد في منى وفي المسجد الحرام قبل ذلك، يتشدّقون الآن بعدم تسييس
الحج، ويتهمون الآخرين بالذنوب الكبرى التي ارتكبوها هم أو تسببوا بها".
وذكر خامنئي أنه "في هذه السنة أيضا تفيد التقارير بأنه فضلاً عن صدّ الحجاج الإيرانيين وحجاج بعض الشعوب الأخرى، فقد وضعوا حجاجَ باقي البلدان ضمن نطاق سيطرات ومراقبات غير معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسية الأمريكية والصهيونية، وجعلوا بيت الله الآمن غير آمن على الجميع".
ودعا في ختام كلمته "العالم الإسلامي، سواء الحكومات أم الشعوب المسلمة، أن يعرف حكام السعودية، ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتّاكة غير المؤمنة التابعة المادية. على المسلمين أن لا يتركوا تلابيب الحكام السعوديين على ما تسبّبوا به من جرائم في كل العالم الإسلامي"، كما أن عليهم أن "يفكروا تفكيرا جادا بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن. التقصير في هذا الواجب سيعرض الأمة الإسلامية مستقبلا لمشكلات أكبر"، وفق تعبيره.