ذكرت صحيفة "الغارديان" أنه في محاولة من الحكومة
المغربية لتعزيز
الطاقة الشمسية البديلة، فإنها قررت بناء 600 مسجد جديد في أنحاء متفرقة من البلاد، وتزويدها بالطاقة المتولدة من الشمس، وذلك من أجل غرس الوعي بين السكان في موضوع الطاقة النقية، والحفاظ على
البيئة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن 600 "مسجد أخضر" سيتم بناؤها في المغرب بحلول آذار/ مارس 2019، في مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز مسيرة البلد نحو الطاقة البديلة.
وتقول الصحيفة إن مئة مسجد ستزود بمصابيح للطاقة الشمسية، وسخانات الطاقة الشمسية، ونظم كهربائية ضوئية في نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن وزارة الأوقاف المغربية تتولى المبادرة، وستدفع نسبة 70% من تكاليف الاستثمار الأولية بالشراكة مع الحكومة الألمانية.
وينقل التقرير عن مدير المشروع يان-كريستوفر كونتز، قوله: "نريد زيادة الوعي، والمساجد هي أماكن مهمة في الحياة الاجتماعية في المغرب، وهي أماكن يتبادل فيها الناس الآراء حول القضايا كلها، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والكفاءة في استخدام الطاقة قد تكون فكرة جيدة".
وتلفت الصحيفة إلى أن المغرب أسس لنفسه مركزا قياديا في المنطقة في مجال المناخ، ولديه مشاريع طموحة، تتراوح بين أكبر مزرعة لطواحين الهواء في أفريقيا، إلى المحطة الشمسية لتوليد الطاقة الضخمة في الصحراء، التي افتتحت بداية العام الحالي.
ويفيد التقرير بأن مدينة مراكش ستحتضن في تشرين الثاني/ نوفمبر قمة المناخ 22 "سي أو بي 22"، التي ستناقش فيها طرق تطبيق نتائج اتفاق باريس حول التغيرات المناحية.
وتورد الصحيفة نقلا عن وزيرة البيئة المغربية حكيمة الحيطي قولها إن الدين يمكن أن يقدم مساهمة كبيرة في النقاش حول الطاقة النظيفة، وتضيف أنه "من المهم للدول الإسلامية العودة إلى تقاليدها، وتذكير السكان بأننا صغار بصفتنا بشرا أمام أهمية الأرض، نحن بحاجة لحمايتها، وحماية الإنسانية".
وبحسب التقرير، فإن مشروع
المساجد الخضراء يعتزم تحقيق هذا الأمر عبر التقنيات الثابتة التي يمكن تطبيقها على المباني العامة والبيوت السكنية، حيث إنه عبر تدريب فنيي الكهرباء، والتقنيين، والمراقبين، فإنه سيكون بإمكانهم قيادة المغرب على طريق الطاقة النظيفة، مثل الطريق الذي سارت عليه ألمانيا "في تحول الطاقة" (إنرجيك ويندي).
ويؤكد كونتز أن ألمانيا تقدم الدعم التكنولوجي، بدلا من توفير فرص مالية لصناعاتها، ويقول: "لا نمثل مصالح تجارية ألمانية بالمطلق"، ويضيف: "ما هو جيد حول هذه المشاريع هو أن الحكومة المغربية جاءت بالفكرة ذاتها، وهي فكرة جديدة وخلاقة، ولم تجرب في أي مكان على حد علمي"، بحسب الصحيفة.
وتنوه الصحيفة إلى أن المبادرة أتاحت الفرصة أمام المساواة بين الجنسين في المغرب، حيث تشارك في المشروع عدد من المرشدات والواعظات والأئمة، لافتة إلى أن ربع المشاركين في حلقات النقاش كن من النساء، بحسب كونتز.
ويذكر التقرير أنه بحسب مشروع خدمات الطاقة، فإن المتعاقدين سيحصلون على أجور من خلال الطاقة النظيفة، التي ولدت عبر الأنظمة التي ركبوها، مشيرا إلى أن إعمار المساجد سيؤدي إلى تخفيض استهلاكها للطاقة الكهربائية بنسبة 40%، وهي كمية كبيرة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه سيتم البدء في بناء المساجد الخضراء في المراكز ذات التجمعات الحضرية الكبرى، مثل الرباط، وفاس، والدار البيضاء، ومراكش، لافتة إلى أن المشروع سينتقل لاحقا إلى القرى والبلدات الصغيرة، وبالإضافة إلى وجود 15 ألف مسجد في أنحاء المغرب المتفرقة، فإن إمكانيات تطور مشاريع الطاقة البديلة وانتشارها تصبح واضحة.