ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" أن محافظ
سوهاج المصرية أمر بالتحقيق في ظروف نحت ونصب
تمثال تذكاري يحمل عنوان "أم الشهداء"، يصور امرأة مصرية نحيلة، وهي فاتحة ذراعيها، وخلفها جندي يلبس خوذة، ويطوقها بذراعيه؛ وذلك بسبب
الاحتجاجات المحلية، التي عدّت النصب يحمل إيحاءات جنسية، وليس تكريما.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المرأة الفلاحة ترمز لمصر، أما الجندي فهو الذي يدافع عنها، لافتا إلى أن النصب في بلدة البلينا أثار انتقادات في محافظة سوهاج، التي تعد أكثر محافظة مقارنة ببقية المدن الأخرى.
وتلفت الوكالة إلى أن "حملة الاحتجاجات، التي بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم انتقلت إلى الصحافة الوطنية، تكشف عن المشكلات التي تواجه الفنانين والمفكرين، في بلد زادت فيه مظاهر المحافظة الدينية خلال الـ 50 عاما الماضية، وفي بلد تنشر فيه المؤسسات الرسمية الرسائل المتشددة، رغم زعمها بالاعتدال".
ويورد التقرير عن بعض منتقدي تمثال أم الشهداء، الذي نصب على ارتفاع 8.5 أمتار، قولهم إن التمثال يعبر عن التحرش الجنسي، فيما قال آخرون في تعليقاتهم، التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إن التمثال يعبر عن الجيش المصري الذي يقوم بإغراء الفلاحة المصرية البسيطة، مشيرا إلى أن ما زاد من المعارضة للتمثال هو أنه نصب قريبا من مدرسة للبنات.
وتفيد الصحيفة بأن محافظ سوهاج أيمن عبد المنعم طالب بإجراء تحقيق في نصب التمثال، ومجلس بلدة البلينا، وقال إنه كان يجب على القائمين على المشروع التشاور مع مجلس المحافظة قبل البدء به، حيث إنه كلف 250 ألف جنيه مصري، وأضاف: "أحيانا تتضارب رؤية الفنان مع ثقافة المجتمع، ولو كان هدفنا معاملة المواطنين باحترام فعلينا ألا نفعل ما يؤذي مشاعرهم، وكلنا نحترم الجيش والبلد".
وينوه التقرير إلى أن النحات وجيه ياني (60 عاما) بدأ بتعديل التمثال، وإزالة الجندي، ووضع غصن زيتون في يد الفلاحة المصرية، وسيتم وضع حمائم بيضاء على شكل هلال فوق رأس المرأة للدلالة على السلام.
ودافع ياني في حديث لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" عن عمله، ورفض الاتهامات التي أشارت إلى أنه يعبر عن أمر غير مناسب، قائلا إن الجندي هو "روح الشهيد" الذي يحمي مصر.
وتختم "أسوشيتد برس" بالإشارة إلى قول ياني: "لا أزال مقتنعا بفكرة التمثال الأصلية، ولن يبتعد التعديل عنها، وشخصيا أشعر بأهمية تقبل الجميع للتمثال".