دافع عدد ممن يُسمون "الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين"، عن الجيش
المصري، في مواجهة منتقدي اتساع دوره في الحياة المدنية، والذي بلغت ذروته اختيار عضو بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وزيرا للتموين، وإعلان الجيش احتكار عملية استيراد الألبان المدعمة للأطفال.
وطالب أحد هؤلاء "الخبراء" بترحيل من ينتقد الجيش، في حين شبهه ثان بالأم، وتساءل: "ينفع تعري أمك؟"، بحسب قوله.
وعلى النقيض من ذلك، وصف خبير ثالث منتقدي الجيش، بأنهم "أبناء حرام"، فيما لجأ إلى الدعاية للجيش، مؤكدا أنه يسدد الضرائب، ويخضع للأجهزة الرقابية، وذهب رابع إلى أن
الجيش المصري يتفوق على نظيره الإيراني.
يأتي ذلك في سياق نقد متزايد بمصر لتصدي الجيش لحل مشكلات يقول منتقدوه، وكثير منهم من المحسوبين على تأييد الانقلاب، ورئيسه عبدالفتاح السيسي، إنه لا علاقة له بها، وإنه يجب أن يتركها للسياسيين والمدنيين، وأن يتفرغ لأداء دوره في حماية حدود الدولة، والسيادة الوطنية.
ويحمل معظم هؤلاء الخبراء رتبا عسكرية سابقة، وبعضهم يحمل رتبة اللواء.
منصور: أطالب بترحيلهم
في هذا الإطار، طالب الخبير الاستراتيجي، اللواء محمود منصور، بترحيل كل من يهاجم القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، وأن يبحث عن دولة أخرى يعيش بها، مدعيا أن من يهاجم الجيش يسعى لتشويه إنجازاته المتعددة.
ووصف الحملة على الجيش بأنها حملة حسد من قبل أناس فقدوا انتماءهم للوطن، مضيفا: "من فقد انتماؤه لوطنه، وجب عليه أن يغادر أرض الوطن ده، ويشوف له (يبحث له عن) وطن ثان".
واستدرك: " إذا كان مصرا على البقاء وسطنا فأهلا وسهلا.. بس البلد فيها قانون، ولابد أن يطبق على كل أولئك الذين يمارسون العهر الإعلامي"، على حد تعبيره ملمحا إلى إبراهيم عيسى، وصحيفة المصري اليوم"، في هذا الصدد، وكلاهما مؤيد للانقلاب.
وأضاف منصور، في مداخلة هاتفية، عبر برنامج "الملف"، بفضائية "العاصمة"، مساء الثلاثاء، أن الشعب المصري أصبح أكثر وعيا، واستوعب الدرس جيدا من الأحداث الأخيرة، وفق قوله.
الزنط: حد يعري أمه؟
ولم يجد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الخبير الاستراتيجي، سعد الزنط، سوى تشبيه الجيش بالأم، ردا على منتقدي الجيش.
وقلل من حجم تدخل الجيش في الحياة المدنية، متساءلا: هل ممكن الهيئة الهندسية للجيش تقدر تقوم بكل المشاريع القومية؟
وأجاب: "هو الجيش المصري يقدر يعمل 7 آلاف كيلومتر طرق؟ هو الجيش المصري يقدم عمل 200 كوبري ضخم زي اللي اتعملوا؟".
وتابع: "هذه إمكانات أكثر بكثير من إمكانات القوات المسلحة في أي مكان في الدنيا".
وفجر الزنط، في مداخلة هاتفية مع عزمي مجاهد، عبر برنامج "الملف"، بفضائية "العاصمة"؛ مفاجأة عندما قال إنه في بعض الأحيان يشاهد القنوات الأخرى. (يقصد القنوات المناهضة للانقلاب التي تبث من تركيا).
وأضاف: "أستغرب على الهيافة اللي هم فيها.. واللا وطنية اللي هم فيها.. واللا وعي اللي هم فيه"، متسائلا: "حد يعري أمه.. مش مراته ولا أخته ولا بنته؟".
واستطرد: "ما يحدث تعرية للوطن، وهي تعرية توزاي في تقديري تعريته لأمه"، متهما منتقدي الجيش بأنهم يحاولون خلق رأي عام بأن المصريين غير راضين عما يفعله الجيش والسيسي.
وزعم أن هذا الدور مدفوع الأجر، وأن في مصر ناسا أخطر من اللي برة، ناس أصعب بكثير، ودورها أخطر بكثير، لأنها ناس بتشتغل جوه البلد.. في تواصل اجتماعي وتكتب في الجرائد وتطلع في الإعلام وتدس السم في العسل"، بحسب قوله.
سمير فرج: منتقدو الجيش "أبناء حرام"
المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، اللواء سمير فرج، ذهب إلى مدى أبعد من ذلك واصفا منتقدي الجيش بأنهم" أبناء حرام".
وأضاف، في حواره مع أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، أن الذين يهاجمون القوات المسلحة لا يحبون بلدهم.
وتابع: "حتى إن كانت هناك أخطاء صادرة من المؤسسة العسكرية؛ لا يجب أن يكون الهجوم على الملأ، ولو كانوا هؤلاء يحبون بلدهم ما أخرجوا هذه الأزمات للإعلام".
وأكد أنه "لا يصدق أن من يهاجمون الجيش مصريون؛ "لأن من يهاجم بلده؛ ابن حرام، ولم يرضع من ثدي أمه"، على حد وصفه.
في السياق نفسه، دافع عن اقتصاد الجيش قائلا إن مصانع القوات المسلحة تساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي للجيش، وإن جزءا من ربحها يستخدم فى تنفيذ المشروعات القومية، وأن كل مصانعها يقوم بسداد الضرائب، ويخضع للجهاز المركزي للمحاسبات.
وفي حوار مع إيمان سليم ببرنامج "صباحك عندنا"، عبر فضائية "المحور"، الثلاثاء، قال إن شركات القطاع العام والخاص هي من يقوم بتنفيذ مشروعات الطرق، بينما تتولى القوات المسلحة مسؤولية الإشراف عليها فقط لسرعة إنجازها.
وزعم أن المؤسسة العسكرية تتعرض لحملة ممنهجة للتشويه والتشكيك بهدف كسرها، مضيفا أن الحروب النفسية من أقوى أنواع الحروب الحالية، وأن سلاحها الشرس هو "الشائعات".
مصطفى كامل: نتفوق على الجيش الإيراني
وفي إطار الدعاية للجيش المصري، قال قائد قوات الصاعقة سابقا، اللواء الدكتور مصطفى كامل، إن مصر تأتي في الترتيب العاشر خلف الجيش التركي من حيث أقوى الدول العسكرية في العالم.
وزعم كامل، في حواره ببرنامج "ساعة من مصر"، عبر فضائية "الغد"، مساء الثلاثاء، أن القوات المسلحة المصرية تتفوق على الجيش الإيراني بمراحل، إذ قال: "تقديري الشخصي أن الجيش الإيراني يأتي بعد الجيش المصري بكثير".
وأشار إلى أن مصر تتجه بقوة للإنتاج العسكري المشترك مع روسيا، مشيرا إلى أن تحديث مصر لترسانتها العسكرية جاء من منطلق التوازن الاستراتيجي العسكري في المنطقة، بحسب وصفه.
وأردفا أن مصر تصنع الدبابة M1 بنسبة 100%، وتسعى لمواجهة أطماع إسرائيل وإيران وتركيا في المنطقة العربية، مضيفا أنه يجب أن تبقى مصر في أقوى إمكاناتها العسكرية لقيادة المنطقة، وفق تعبيره.
البرعي: ينسبون النجاح فقط للقوات المسلحة
في المقابل استمرت الانتقادات للدور المدني المتزايد للجيش.
وقال الناشط الحقوقي، نجاد البرعي، إن "أي نجاح لمصر سيكون منسوبا للقوات المسلحة وأي فشل لمصر سينسب إليها".
وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "المدنيون، وإن كانوا في الواجهة؛ ليسوا أصحاب قرار"، وفقما قال.