فتحت وزارة
التعليم بالجزائر، تحقيقا بخصوص فيديو سيلفي نشرته مدرسة جزائرية بالطور الابتدائي، تدعو فيه طلابها إلى التحلي بالأخلاق وتقديس اللغة
العربية، وقالت لهم "إن لغة أهل الجنة هي العربية".
وأحدث الفيديو الذي نشرته المدرسة صباح
بودراس على "يوتيوب" بمدرسة بمحافظة باتنة (شرق
الجزائر) جدلا واسعا بين مؤيد لمضمون الفيديو ومعارض له، عمق الشرخ الإيديولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين.
وتضمن الفيديو، الذي نشرته صباح بودراس، دعوة الطلاب إلى التحلي بالأخلاق الحسنة من خلال طرحها أسئلة على طلابها وهم يجيبون، ومن بين الأسئلة المطروحة "بأي لغة يتكلم أهل الجنة؟"، فأجابوا: "اللغة العربية"، وتابعت: "بأي لغة يتكلم لساني هذا العام؟"، فردوا "لغة لساني هذا العام هي العربية".
وأثارت الأسئلة المطروحة من طرف المدرسة حفيظة قطاع واسع من التيار العلماني، الذين اتهموا المدرسة بتلقين الطلاب "أصول السلفية"، وغزا الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي بين الإسلاميين الذين أيدوا المبادرة وأعلنوا تضامنهم مع المدرسة وبين العلمانيين الذين طالبوا وزيرة التعليم بالجزائر بمعاقبة المدرسة.
وأعلنت وزيرة التعليم، نورية بن غبريت، فتح تحقيق بالفيديو، وقالت بمؤتمر صحفي، الخميس: "إنها كارثة، وأعلم الجميع أنني أمرت بفتح تحقيق بمضمون الفيديو".
وقالت المدرسة صباح في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الجمعة: "إن الفيديو الذي نشرته كان بريئا، وتفاجأت بإعلان وزيرة التعليم فتح تحقيق في القضية"، وتابعت: "أشكر كل من تضامن معي من مدرسين ضمائرهم حية وصحفيين يمتلكون أقلاما نظيفة".
وأثارت تصريحات وزيرة التعليم موجة سخط عارمة من طرف عشرات المدرسين الذين، بادروا، تضامنا مع زميلتهم، بتصوير فيديوهات مع طلابهم داخل حجرات الدراسة.
وتزامن
الجدل حول ما بات يسمى "فيديو صباح"، مع جدل بقطاع التعليم، حيث أطلقت الوزيرة نورية بن غبريت، إصلاحات بالمنظومة التعليمية بالجزائر أثارت غضب قطاع واسع من الإسلاميين والمدافعين عن اللغة العربية، واتهموا الوزيرة بتغريب القطاع ومنح اللغة الفرنسية مكانة لا تستحقها بحسب تعليقات قادة الأحزاب الإسلامية المعارضة في البلاد.
ويطالب أنصار التيار العروبي بالجزائر بتطبيق قانون التعريب المجمد منذ عقدين من الزمن.
وقال حسن عريبي، البرلماني عن جبهة العدالة والتنمية، المعارضة، في تصريح لـ "
عربي 21": إن "الوزيرة ما فتئت منذ تنصيبها على رأس هذا القطاع، ترسل بالونات الاختبار لجس نبض الشعب الجزائري حول حربها الخفية منها والمعلنة على كل ما يرمز إلى الهوية الوطنية والمرجعية الروحية والثقافية لشعبنا، فرمت بالون تدريس اللغة العربية باللهجة الدارجة في الطور الابتدائي، ثم قفزت بعدها إلى محاولة تقليص الحجم الساعي لمادة العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي تمهيدا لحذفها نهائيا".
وتتهم الأحزاب الإسلامية الحكومة في الجزائر باستيراد مناهج تعليمية من فرنسا، وسبق لوزيرة التعليم الجزائرية أن قالت في تصريح لها إن مصالحها تستعين بخبراء من فرنسا لتحسين مناهج التعليم.