نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تقدم تلميذة سعودية تبلغ من العمر 15 سنة، بمطلب من أجل تطبيق التنوع الثقافي والديني في العالم الرقمي، وذلك بإنشاء رموز تعبيرية (إيموجي) على مواقع
التواصل الاجتماعي تتضمن
الحجاب.
وذكرت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن رايوف الحميضي وأصدقاءها كانوا قد قرروا إحداث مجموعة خاصة للدردشة على "واتساب"، مع استخدام كل فرد منهم لرموز وصور تعبيرية خاصة. إلا أن رايوف لم تختر رمزا تعبيريا نظرا لعدم وجود صورة لامرأة محجبة. ولهذا السبب، قررت هذه الفتاة البالغ عمرها 15 عاما؛ المطالبة بالتغيير، عبر اقتراح إحداث رموز تعبيرية للحجاب.
وفي هذا الإطار قالت رايوف، التي تعيش في ألمانيا، إنها تريد شيئا يمثلها إلى جانب الملايين من
النساء اللاتي يرتدين الحجاب ويفتخرن بارتدائه. وأرسلت مقترحها إلى مجموعة "يونيكود"، وهي الجهة التي تشرف على إنشاء الرموز التعبيرية لمواقع التواصل الاجتماعي. وقد لاقى اقتراحها قبولا ودعما من مؤسسي موقع "ريديت" (Reddit).
وأصبحت الأيقونات والرموز التعبيرية اليوم؛ تمثل لغة يتواصل بها الشباب على الإنترنت. وقد بدأت هذه الرموز التعبيرية في التنوع ببطء. ويتماشى تطورها هذا مع اختلاف الجنسين، ولون البشرة، والمهنة، والبلد، وحتى الاحتفالات والطقوس. وتعتبر عملية إحداث الرموز التعبيرية الجديدة معقدة؛ نظرا لأنها تتطلب الكثير من الوقت لتتحول من فكرة إلى واقع.
والملاحظ أن عدد الشركات الفردية التي تسمح بتفعيل الرموز التعبيرية في أنظمة التشغيل الخاصة بها؛ تزايد في الفترة الأخيرة مع ازدياد الدعم المقدم لمصممي هذه الرموز. وأدى ذلك إلى تنوع وتعدد هذه الرموز التعبيرية عند إرسالها من الهواتف الذكية.
وفي هذا السياق، قالت الحميضي إنها لم تعرف من أين تبدأ لتنفيذ فكرتها، لذلك أرسلت مذكرة قصيرة في الصيف الماضي إلى شركة "أبل" تقترح فيها تفعيل رموز تعبيرية للحجاب، علما أن شركة "أبل" كانت قد دعت منذ فترة طويلة إلى توسيع وتنويع الرموز التعبيرية، استجابة لطلب المستخدمين.
وأشارت الصحيفة إلى قول الحميضي إنها لم تفتح مدونة "ماشابل" (Mashable) التقنية أبدا في السابق، وعندما قامت بفتحها برزت في ذهنها فكرة الاقتراح، وتبين لها أن لأي شخص الحق في أن يقترح رموزا تعبيرية جديدة لهيئة "يونيكود"، كما أعطت بضعة تلميحات سريعة عن كيفية البدء بذلك. وأرسلت فقرتين للهيئة تصف فيهما فكرتها، بالإضافة إلى صفحات من التفاصيل والتصاميم لتفعيل الرموز التعبيرية، ولذلك قرر أحد أعضاء الكونسورتيوم قبول هذا المقترح والحصول على فكرتها ومن ثم دراستها بشكل رسمي.
وقالت الصحيفة إن اقتراح رايوف ضمّن في سبع صفحات طويلة. وقد حظي هذا المقترح بدعم "أليكس اهنيان"، وهو المؤسس المشارك في موقع "ريديت"، إذ إنه ساهم في رسم وتصميم المقترح لإظهار الرموز التعبيرية المتصلة بالحجاب. كما حظيت أيضا بمساعدة أحد أعضاء لجنة فرعية أخرى ببعض الاعتبارات الفنية الجديدة.
ومن شأن اقتراح رايوف أن ينشئ رموزا تعبيرية جديدة لها علاقة بالحجاب أو غطاء الرأس، للجنسين، ويمكن أن يقترن بعد ذلك بمجموعة متنوعة من رموز تعبيرية للحياة البشرية الحالية. كما أصبح اقتراح غطاء الرأس في طور المراجعات النهائية وسوف ينظر فيه بشكل رسمي في تشرين الثاني/ نوفمبر. وإذا حدث ذلك وتمت الموافقة عليه، فإنه يمكن أن يتم الإعلان عن رموز تعبيرية جديدة في وقت مبكر من منتصف عام 2017.
وقالت رايوف إن اقتراحها يتمثل في طلب رموز تعبيرية لها علاقة بالحجاب للنساء المسلمات في البلدان ذات أغلبية مسلمة، لكنها تأمل أيضا في أن تجد هذه الرموز التعبيرية استعمالات ذات معنى ديني معين في حال نجاحها. وأشارت إلى أن هذه الرموز تحمل دلالات تنقل المشاعر الدينية وصورة المرأة في العديد من الأديان، باعتباره علامة على التواضع بما في ذلك في المسيحية واليهودية. كما يمكن استخدامها في شهر رمضان أو العيد أو أي احتفالات دينية أخرى، كما تقول.
وتدرك رايوف الحميضي أن هناك أشخاصا يعارضون مقترحها وينظرون إليه على أنه موضوع تافه، لكنه بالنسبة لها أمر مهم جدا للتواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب المسلمين، كما تقول.