سخر عدد من السياسيين والنشطاء من الوفد البرلماني والإعلامي والسياسي الضخم المصاحب لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، في زيارته التي بدأها إلى
الولايات المتحدة، الأحد، للمشاركة في أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط مخاوف بعض أنصار السيسي من سوء أدائه وما قد يجلبه له من حرج، في وقت هاجم فيه عضو بحزب "المصريين الأحرار"، لمؤسسه نجيب ساويرس، حشد الكنيسة المصرية لدعم السيسي بزيارته.
وقضت محكمة القضاء الإداري، في آب/ أغسطس الماضي، ببطلان تأسيس غرفة صناعة الإعلام التي تولت الإنفاق على سفر وإقامة أعضاء الوفد بالولايات المتحدة، وبلغ عددهم 90 شخصا، نظرا لعدم موافقة جهة الصدور المعنية ممثلة في وزارة الاستثمار عليه، ما جعل منها كيانا غير قانوني، بحسب حكم المحكمة.
وأكد الحكم أن قرار إنشاء الغرفة لم يسلك المسلك القانوني حتى يكون قرارا محميا من البطلان، مشيرا إلى أنه صدر دون العرض أو موافقة جهة الإدارة الممثلة في الوزارة، التي ألزمها القانون بأن تأخذ أيضا رأي رئيس الجمهورية، وبالتالي لم يصدر القرار من الجهة المختصة بإصداره، ولم يجر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك.
قاسم: نائب أمريكي وصف كلام سابقيكم بـ"الفضلات"
وتهكم الناشر والناشط الحقوقي، هشام قاسم، على الوفد، واصفا أعضاءه بـ"السنيدة".
وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "بمناسبة فريق السنيدة اللي طالعين مع السيسي يشرحوا الموقف، ويفهموا الأمريكان الموقف الحقيقي بعيدا عن الدعايات المغرضة.. كان زمان أيام حسني مبارك فيه مجموعة تطلع قبل وأثناء زيارته السنوية للبيت الأبيض، وعرفت بمجموعة "طرق الأبواب"، وبرضه علشان تصحح مفاهيم الأمريكان عن الوضع في مصر".
وأضاف قاسم: "الشهادة لله.. كانت مجموعة قوية مقارنة بالمجموعة اللي طالعة مع السيسي، وكتير منهم كانوا من شلة غرفة التجارة الأمريكية، وعلى الأقل كانوا بيتكلموا إنجليزي".
وتابع: "في زيارة من الزيارات كانوا بيقابلوا بارني فرانكس عضو الكونجرس، وقعدوا يتكلموا، والراجل قاعد يسمع بهدوء، كأنه مقتنع، وبعد ما خلصوا، قال لهم: "هاو دو يو ساي بول شيت إن أرابك".(how do say bullshit in arabic ?").. وترجمتها الحرفية: "ما هذه الفضلات التي تقولوها؟"، بحسب قوله.
حتى لا نكرر مأساة برلين في نيويورك
ومن جهته، حذر رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، عماد الدين حسين، في مقاله بالجريدة، الاثنين، من تكرار الصورة السلبية التي تركها الوفد غير الرسمي الذي سافر بصحبة السيسي إلى ألمانيا في العام الماضي.
وقال: "اليوم نتمنى ألا تتكرر هذه الصورة"، مشيرا إلى أن ما دفعه للحديث عن هذا الموضوع هو عدد الوفد الكبير للوفد، الذي يزيد على تسعين شخصا، خصوصا النواب وبعض الشخصيات العامة.
وأضاف: "عرفنا أن غرفة صناعة الإعلام تحملت تكلفة سفر غالبية أعضاء الوفد غير الرسمي، وقال مصدر بالغرفة، قبل يومين، إن تكلفة تذاكر السفر زادت على 915 ألف جنيه، وعلمت أن كل شخصين ينزلان في غرفة مشتركة، وهو ما أزعج البعض".
وأردف: "نفهم جيدا أن يسافر أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إذا كانوا يجيدون الإنجليزية، ولديهم علاقات مع بعض أعضاء مجلس النواب والشيوخ في الكونغرس، وبالتالي يكونون قادرين على التعبير عن أنفسهم، وشرح ما استغلق من قضايا ومفاهيم على نظرائهم الأمريكيين أو الدوليين.. لكن أن يسافر البعض ممن لا يملكون مثل هذه المهارات والمؤهلات، فإنهم يتحولون إلى ما يشبه "التبشير في المؤمنين".
واستطرد حسين: "إذا كانت الحكومة تخشى بعض مظاهرات جماعة الإخوان، فقد كان من الأولى حشد الجالية المصرية المؤيدة للرئيس والحكومة، وينتهي الأمر. ولو كان الهدف هو التأثير الحقيقي، فقد كان مطلوبا اصطحاب خبراء حقيقيين في الشأن الأمريكي، سواء كانوا باحثين قادرين على الوصول لمراكز الأبحاث المؤثرة هناك أو للوصول لوسائل الإعلام الأساسية خاصة تلك التي تشن هجمات متتالية ضد الرئيس والحكومة وبالأخص الواشنطن بوست والنيويورك تايمز".
وأردف: "كان مطلوبا أيضا اصطحاب رجال أعمال يعرفون السوق الأمريكية جيدا، ولديهم صلات واتصالات وعلاقات مع رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين.. وليس مفهوما بالمرة أن يقول نائب إنه سافر لإقناع الأمريكيين بالاستثمار في مصر، ولا أعرف حقيقة مدى قدرته على فعل ذلك، إذا كان يستطيع فقد كان من الأجدى إقناع رجال الأعمال المحليين بالاستثمار في مصر أولا".
وتابع الكاتب: "ينبغي ألا نقع في نفس أخطاء رحلة ألمانيا، حتى لو تطلب الأمر عدم ظهور بعض الذين سافروا بالكامل.. في هذه الحالة ستكون الخسارة قاصرة على ثمن تذكرة السفر والإقامة بالفندق، وهي خسارة مقدور عليها، إذا قورنت بالإساءة لسمعة مصر والحكومة والرئاسة".
واختتم مقاله قائلا: "ليس مطلوبا أن يقف نواب ورياضيون وإعلاميون في بعض شوارع مانهاتن حاملين علم مصر، وواضعين بعض الدبابيس، وعليها شعار "تحيا مصر".. هذا أمر يمكن أن يفعله بمهارة بعض أبناء الجالية، وسبق أن فعلوه في الدورتين الماضيتين.. والسؤال: لماذا لا نتعلم من الأخطاء السابقة؟".
ضياء رشوان: 4 أسماء ليست في الوفد
ومن جهته، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن هناك أربعة أسماء كان لا بد من ضمها إلى الوفد، موضحا في برنامج "هنا العاصمة" على قناة "CBC"، أن تلك الأسماء هي أعضاء المجلس الاستشاري العلمي للسيسي، وهم: مجدي يعقوب، ومحمد غنيم، ومصطفى السيد، وفاروق الباز؛ لأنهم علماء لهم مكانتهم، ووجودهم يعد إضافة قوية، على حد تعبيره.
ولمز رشوان عالم الفضاء عصام حجي بالقول: "هناك أسماء علماء صغار يتحدثون في السياسة الآن، وهم تلامذة هؤلاء الأربعة".
وأضاف في الوقت نفسه أن دور الوفد ليس توجيه التحية للرئيس في أثناء إلقائه لكلمته أمام الأمم المتحدة، فهذا دور الجالية المصرية هناك، مشيرا إلى أن دور الوفد هو الترتيب لعقد لقاءات مع وسائل الإعلام، وأعضاء الكونغرس الأمريكي، ورؤساء الجمعيات والمنظمات الحقوقية.
قيادي في "المصريين الأحرار" ينتقد مغازلة الكنيسة للسيسي
إلى ذلك، انتقد القيادي بحزب "المصريين الأحرار"، جورج جميل، دعوة الكنيسة الأرثوذكسية، مسيحيي المهجر؛ لاستقبال السيسي، معتبرا أن تلك الدعوة تعد "مغازلة من الكنيسة للرئيس".
وقال "جميل" في تصريحات صحفية له، الأحد، إن هذه الدعوات تمثل خلطا صريحا بين الدين والسياسية.
وأضاف أنه في مصر وحدها تمارس جميع المؤسسِات العمل السياسي، حتى إن لم يكن من اختصاصها، وعلى رأسها الأزهر والكنيسة، إذ إن النظام يوظفها لخدمة مصالحه، وهو أمر غير مقبول في أي دولة مدنية ومتحضرة، مطالبا بأن تكون هناك معايير واضحة يسير عليها الجميع، ليتحدد دور واختصاص كل مؤسسة.
وتابع أن دعوة الكنيسة أقباط المهجر للتظاهر لدعم السيسي، يجعلها تحول نفسها إلى حزب سياسي، في حين أن الكنيسة مؤسسة دينية روحية بعيدة كل البعد عن العمل السياسي والحزبي.
وأكد أن هذا الحشد الكنسي يناقض دعوة السيسي بتجديد الخطاب الديني، بمعنى فصل السياسة عن الدين.
الوفد يعقد اجتماعات تلو اجتماعات
إلى ذلك، حرص الوفد المصاحب للسيسي، على عقد اجتماع، الأحد، للتنسيق في خطة تحركه، الاثنين، قبل وخلال وبعد كلمة السيسي في الاجتماع رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة حول اللاجئين والمهاجرين، وذلك دون أن يتم الاتفاق على وجه التحديد على الدور الذي سيقوم به في هذا الصدد.
ويذكر أن الوفد يضم 90 شخصية سياسية وإعلامية، من بينها 24 عضوا في مجلس نواب ما بعد الانقلاب، أبرزهم المخرج خالد يوسف، والنائبان إيليا ثروت باسيلي، وسولاف درويش، علاوة على الإعلاميين: لميس الحديدي، وعبد الرحيم علي، ومحمد شبانة، ودعاء عبد الحق، وخالد ميري، وأشرف محمود، ومحمود مسلم، ووائل الإبراشي، وإنجي أنور.
وقد شارك رجل الأعمال، أحمد أبو هشيمة، هذا الوفد، في استقبال السيسي، الأحد، لدى وصوله إلى مقر إقامته بأحد فنادق نيويورك.