قدّم شرعيّان مصريّان في حركة
أحرار الشام الإسلامية، انشقاقهما عن الحركة، تزامنا مع بيان لكتيبة "أشدّاء" التابعة للأحرار، تعلن فيه انشقاقها أيضا.
وتعود أسباب انشقاق المصريّين، و"أشداء"، إلى فتوى الهيئة الشرعية للحركة التي أجازت التنسيق مع الحكومة التركية في مواجهة تنظيم الدولة.
طلحة المسير "أبو شعيب
المصري"، و"أبو اليقظان المصري"، وشخص آخر يدعى "أبا حمزة الكردي"، قدّموا استقالاتهم بتغريدات في حساباتهم على "تويتر".
واحتج المصريّان على الفتوى التي أصدرها المجلس الشرعي لأحرار الشام، والذي أجاز من خلالها الاستعانة بالأتراك والتنسيق معهم في مواجهة تنظيم الدولة.
وكتب "أيو اليقظان"، في تعليقه على عملية "درع الفرات": "لن نقاتل بالوكالة أبدا، فالجهاد الإسلامي ليس ذنبا للعلمانية، لنا روح واحدة لن نبذلها إلا لله، لا طاعة لبشر في معصية الله".
وأضاف: "معركتنا في
حلب لكسر الحصار عن ما يقارب نصف المليون سني. ومعركتنا في مخيم اليرموك والقلمون لردع الخوارج. أما معركة جرابلس فيُسأل عنها الأتراك".
ولم يكتف "أبو شعيب المصري"، بتركه الحركة، حيث إنه غرّد: "أنصح الصادقين بشمال حلب أن يجتمعوا في فصيل جديد لا إفراط فيه ولا تفريط، وليحذروا ظلمات التنسيق ضد الخوارج مع تركيا والائتلاف وأمريكا".
وفي ذكره لرؤيته المستقبلية للفصائل المشاركة في "درع الفرات"، قال: "تنسيق مع طيران التحالف.. ثم دخول حكومة الائتلاف.. ثم نزول قوات أمريكية.. قلّما يتوب مبتدع من بدعته بل يعاقب على بدعته بأخرى أشد..".
ونفى مروان خليل، أحد المقربين من أحرار الشام، أن يكون "أبو اليقظان" و"أبو شعيب"، مسؤولين شرعيين في الحركة.
وأوضح خليل أن "أبو محمد الصادق"، فصل "أبا اليقظان" في وقت سابق من هيئة الدعوة والإرشاد في الحركة التي يترأسها "الصادق".
وقال خليل إن كتيبة "أشداء"، البالغ عدد أفرادها قرابة الـ70 فردا، نسّقت مع جبهة فتح الشام للانشقاق عن "أحرار الشام" منذ شهر.
وألمح قياديون في "أحرار الشام" إلى ارتياحهم لانفصال المصريّين، وكتيبة "أشداء" عنهم.
وهاجمت "أشداء" المجلس الشرعي الحالي لحركة أحرار الشام، لأسباب منها اتهامه فريقا قويا في الحركة بأنه يعيق التوحد مع الفصائل الأخرى.
وتُتهم كتيبة "أشداء"، بشذوذها المتكرر عن السياسة المعلنة للحركة، حيث قامت سابقا بجلد أشخاص في حلب أمام المارّة لعدم حضورهم صلاة الجمعة، وهو ما اعتبره حينها بعض أعضاء الحركة تجاوزا على الهيئة الشرعية في اتخاذ القرارات.
القيادي المؤسس في "أحرار الشام"، خالد أبو أنس، قال: "من قرأ تاريخ الأحرار يعلم تماما أنها لا تقف عند أسماء ولا تنكسر عند العواصف، وتتحدى كل من يكيد لها بأبنائها الأوفياء ونهجها الذي أحبه الناس".
وأضاف: "فقط للتاريخ، إن الأحرار تعرضت لضغط كبير من أجل الأخوين أبي شعيب وأبي اليقظان، ورفض القادة كسر خاطرهم بفصلهم، وتحمل الجميع نتيجة ذلك الموقف".
وبارك القيادي الآخر إياد الشعار "أبو الحسن التبوكي"، استقالة المصريين، قائلا: "إذا أراد الله بقوم خيرا أخرج من بينهم الغلاة، وأبعدهم عن البغاة، ونصرهم على الطغاة، اللهم خذ بيدنا للحق وإن عادانا الخلق، واجعلنا هداة مهتدين".
وكان الشرعي السابق في "أحرار الشام" محمد عثمان الحلبي، اتّهم "أبا اليقظان المصري"، بحمل أفكار ياسر برهامي القيادي في حزب النور السلفي.
وقال الحلبي إن "أبا اليقظان" عاد إلى مصر بعد الانقلاب، وحينها جادل برهامي حول تأييده الانقلاب، إلى أنه رفض تكفير السيسي.
وذكر الحلبي أن طلحة المسيّر أخبره عند انضمامه إلى "أحرار الشام"، بأنه كان يرغب في الالتحاق بصفوف جبهة النصرة، إلا أنه لم يحصل على تزكية منهم.
يشار إلى أن المحدّث السوري عبد الرزاق المهدي، استقال من المجلس الشرعي لحركة أحرار الشام قبل يومين، بعد توقيعه على فتوى الاستعانة بالأتراك، معلّلا سبب استقالته برغبته في البقاء مستقلا.