دعا موظفون أمميون كبار، الخميس، قادة دول العالم المجتمعين حاليا في نيويورك لحضور اجتماعات
الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لإيجاد رؤية متسقة وجماعية لمواجهة الاحتياجات طويلة الأجل للمواطنين
النازحين داخليا ودعم المجتمعات التي تستضيفهم".
جاء ذلك في
رسالة مفتوحة إلى قادة دول العالم، وقع عليها كل من ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، وهيلين كلارك، مديرة برنامج
الأمم المتحدة الإنمائي، وتشولكا بياني، المحقق الخاص لحقوق الإنسان للنازحين داخليا.
وطالب الموظفون الأمميون في رسالتهم، قادة المجتمع الدولي بضرورة عقد اجتماع دولي لبحث أفضل السبل لمنع النزوح الداخلي ودعم الغالبية الخفية للنازحين.
وأطلق هؤلاء على النازحين داخليا لقب "المشردون غير المرئيين" على اعتبار عدم التفات المجتمع الدولي لمأساتهم مقارنة مع النازحين واللاجئين الذين يغادرون بلدانهم إلى مجتمعات أخرى لغرض الإقامة.
وقدروا عدد النازحين غير المرئيين بنحو 40.8 مليون نازح من إجمالي 65.3 مليون حول العالم.
وقالوا في رسالتهم: "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيجاد رؤية متسقة وجماعية لمعالجة الاحتياجات طويلة الأجل للأشخاص النازحين داخليا (غير المرئيين) ودعم المجتمعات التي تستضيفهم.. إن تلك الرؤية يجب أن تتوافق مع الاتفاقيات الدولية وأن تستند إلى سياسات وطنية قوية ومساعدات دولية شاملة ومناسبة".
ودعت رسالتهم، قادة دول العالم إلى "بذل جهود متجددة لمنع النزوح الداخلي، ومعالجة الأسباب الجذرية للظاهرة ودعم حلول آمنة وكريمة ودائمة للنازحين داخليا، بهدف خفض النزوح الداخلي في العالم بحلول عام 2030".
ونوه الموظفون الأمميون إلى إعلان نيويورك بخصوص المهاجرين واللاجئين الذي تم اعتماده بمقر المنظمة الدولية يوم الاثنين الماضي، وقالوا إن ذلك الإعلان "أقر بوضوح محنة النازحين داخل الحدود الوطنية، وطالب بضرورة توفير الحماية والمساعدة والوقاية من النزوح في المقام الأول. ولتحقيق ذلك، يجب على العالم أن يقوم على الفور بالمزيد من الجهود لدعم النازحين والمجتمعات التي تستضيفهم".
واعتمد قادة دول العالم، الاثنين الماضي، في مؤتمر قمة الأمم المتحدة حول تحركات
اللاجئين والمهاجرين الكبيرة "إعلان نيويورك" والذي يعبر عن الإرادة السياسية للمجتمع الدولي إزاء الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين واللاجئين.
ونص الإعلان على التزام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالبدء في مفاوضات ترمي إلى عقد مؤتمر دولي، واعتماد ميثاق عالمي للهجرة الآمنة والمنظمة في عام 2018، ووضع مبادئ توجيهية بشأن معاملة المهاجرين وتقاسم الأعباء والمسؤولية عن استضافتهم.
وتُعد تلك هي المرة الأولى التي تدعو فيها الجمعية العامة إلى قمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات لبحث التحركات الكبرى للاجئين والمهاجرين سواء إلى مجتمعات جديدة خارج أوطانهم أو داخل بلدانهم.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة المشاركين في أعمال القمة من قادة دول العالم إلى تغيير المفهوم السائد عن اللاجئين والمهاجرين، منتقداً النظرة السائدة لدى قطاع لا يستهان به من الرأي العالم العالمي الذي يعتبر المهاجرين واللاجئين بمثابة العبء، مؤكدا في الوقت نفسه أن "المهاجرين واللاجئين يوفرون إمكانات كبيرة، إذا ما أطلقنا لهم العنان".