قالت النائبة الأردنية التي فازت بعضوية البرلمان كممثلة للحركة الاسلامية
ديمة طهبوب في مقابلة مع موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني إن "الحركة الاسلامية تدفع بالنساء الى مختلف المواقع القيادية من أجل تعزيز المشاركة السياسية للمرأة"، لافتة الى أن الاسلاميين أول من وسعوا من دائرة مشاركة المرأة في العمل السياسي بالأردن.
وقال الموقع إن حزب جبهة العمل الاسلامي في الأردن، وهو الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، تمكن من الفوز بــ15 مقعداً في مجلس النواب الأردني، من بينهم أربع مقاعد نسائية، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يكون فيها أكثر من ثلث التيار الاسلامي في البرلمان من النساء، فضلا عن أنَّ الحركة الاسلامية دفعت بـ19 مرشحة لخوض الانتخابات البرلمانية، فازت أربعة منهن بمقاعد في البرلمان، وهو أيضاً أكبر عدد من المرشحات يدفع بهن التيار الاسلامي الى خوض الانتخابات.
وفسَّرت طهبوب في حديثها لــ"ميدل إيست آي" هذه الأرقام بأنها "رجوع الى التعاليم الأصيلة للدين الاسلامي التي لا تفرق بين الرجل والمرأة"، مشيرة الى أن المرأة قبل أن تترشح للبرلمان عن التيار الاسلامي فانها شاركت في مختلف المواقع القيادية في حزب جبهة العمل الاسلامي، مشيرة الى أنها –أي ديمة طهبوب ذاتها- كانت ناطقة باسم جبهة العمل الاسلامي قبل أن يقرر الحزب ترشيحها لعضوية البرلمان.
وتقول طهبوب: "نريد أن نرسخ فكرتنا القائمة على أن الكفاءة لا علاقة لها بالجنس، وهذا مبدأ إسلامي، لأن النساء كن يشاركن الرسول صلى الله عليه وسلم في السياسة والقيادة وكل الأعمال الأخرى، وهذه هي روح الاسلام الأصيلة".
وتؤكد طهبوب بأن المجتمع في الأردن يشهد تغييراً ملموساً تجاه المرأة، مؤكدة بأن "التيار الاسلامي يؤيد التغيير، لكنه يعارض أن يتم فرض التغيير من الخارج".
وقالت النائبة طهبوب إن مشروع الاصلاح التي كانت تطالب به الحركة الاسلامية طوال السنوات الماضية من خلال النزول الى الشارع، ستنتقل به الى قبة البرلمان لتعمل على تحقيقه من خلال المؤسسات الرسمية في الأردن، إلا أن طهبوب تؤكد لــ"ميدل إيست آي" أن "الاصلاح الاقتصادي هو الأولوية" بهدف تحسين معيشة الناس وتحقيق مصالح البلاد.
وأضافت: "نحن الآن جزء من المشهد السياسي، وسنضع كل الملفات المهمة أمامنا، وسنبدأ بالاصلاح من الداخل، وستكون مصلحة الأردن هي الأولوية لنا في كل شيء".
وحول احتمالات المشاركة في الحكومة وشكل العلاقة معها خلال الفترة المقبلة، تقول طهبوب إن "الحركة الاسلامية يدها ممدودة للتعاون مع الجميع بما في ذلك الحكومة ونحن مستعدون أن نكون جنوداً فيها"، معتبرة أن مشاركة الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية بالأردن تعني أنهم يريدون أن يكونوا شركاء للحكومة وليسوا معارضين لها.
يشار الى أن 257 سيدة ترشحن للانتخابات في مختلف أنحاء الأردن، من بينهن 19 مرشحة يمثلن التيار الاسلامي، تمكنت 17 منهن من الفوز بمقاعد في البرلمان، ومن بين الـ17 الفائزات أربع سيدات إسلاميات، وهو أعلى رقم لسيدات إسلاميات يدخلن البرلمان في تاريخ الأردن.
ويشكل وصول النساء الى قبة البرلمان الجديد في الأردن أحد الملامح التي ميزت الانتخابات، حيث أنَّ تغيب الوجوه النسائية التقليدية عن البرلمان الجديد لصالح سيدات يخضن الانتخابات لأول مرة، وهو ما يعكس رغبة في التغيير لدى الكثيرين في الأردن، بحسب ما يرى بعض المراقبين.
وفشلت شخصيات نسائية مهمة في النجاح بالانتخابات هذه المرة، مثل ريم بدران، وهي ابنة رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، ورلى الحروب وهي صحافية وكاتبة أردنية معروفة، إضافة الى النائبة السابقة والمعروفة هند الفايز التي ظهرت في تسجيلات فيديو تداولها الناخبون وهي غاضبة وتتحدث عن سرقة وتبديل صناديق اقتراع وتؤكد بأن الانتخابات تم تزويرها في بعض المناطق على مرآى ومسمع من الأجهزة الحكومية.
وعرَّف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني طهبوب بأنها "أستاذة جامعية معروفة في الأردن، كما أنها عضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي، وهو أعلى هيئة قيادية في أكبر حزب بالأردن، كما أنَّ الأردنيين عرفوا طهبوب منذ العام 2003 عندما تسببت غارة جوية أمريكية استهدفت مكتب قناة الجزيرة في بغداد بقتل زوجها الصحافي طارق أيوب، وهو الذي شيَّعه آلاف الأردنيين بعد أيام من سقوط بغداد وهم يهتفون ضد الاحتلال الأمريكي للعراق".