نشرت صحيفة "الفوليو" الإيطالية، تقريرا عن الشابة الليبية
خديجة الشابي، التي درست الدكتوراه في الاقتصاد بإيطاليا، وانضمت إلى
تنظيم الدولة في
ليبيا، مبينة الظروف التي جعلتها تلجأ إلى هذا التنظيم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن بداية قصة خديجة الشابي كانت بسفرها إلى مدينة باليرمو الإيطالية لدراسة مرحلة الدكتوراه في الاقتصاد، ولكن الأمر انتهى بها في "قبضة تنظيم الدولة ومؤامراته الإرهابية في ليبيا وأوروبا".
وأضافت أن الفقر لم يكن الدافع لانضمام خديجة إلى تنظيم الدولة، نظرا لأنها تتمتع بحياة مرفهة، إلى جانب الصفات التي كانت تميزها بين أقرانها، التي من بينها التحلي بالعزيمة وقوة الإرادة والحزم، والقدرة الكبيرة على التأثير والإلهام.
وأشارت إلى أن "ظروف الشابي قد تكون شبيهة بتلك التي تناقلتها وكالات الأنباء، وسمعناها عن معظم النساء المسلمات اللاتي انضممن إلى تنظيم الدولة بعد اقتناعهن بما يروّجه، وكرسن وقتهن للدعاية والدعوة على شبكة الإنترنت"، مستدركة بالقول إن "الشابي تعتبر حالة خاصة في حد ذاتها".
وذكرت الصحيفة أن المحققين الذين تولوا متابعة قضية الشابي على مدى بضعة أشهر، أكدوا أنها تمثل شخصية في غاية الأهمية داخل التنظيم، الذي يسعى إلى فرض سيطرة كاملة في ليبيا، مشيرة إلى أن خديجة تم إيقافها، في مدينة ديغوس في كانون الأول/ ديسمبر 2015، بتهمة التحريض على الإرهاب، وأطلق قاضي التحقيق سراحها بعد ذلك، مع فرض مراقبة خاصة على تحركاتها ومنعها من السفر خارج مدينة باليرمو.
ولفتت إلى أن محكمة الاستئناف أيدت في وقت لاحق النداء الذي وجهه المدعي العام فرانسيسكو لوفواه، الذي قام بالتحقيق مع الشابي في مدينة باليرمو، ووكيل النائب العام كالوجيرو فيرارا، الذي أصدر حكما بسجنها في حزيران/ يونيو الماضي، مضيفة أن المحكمة ارتأت أن الشابي "تملك من الأدلة ما يكفي لإثبات إدانتها" بسبب الاتصالات التي كانت تربطها بتنظيم الدولة، والتي كشفت عنها التحقيقات.
وتجدر الإشارة إلى أن خديجة تعد المرأة الوحيدة التي يصدر ضدها حكم بالسجن في
إيطاليا بتهمة متعلقة بالإرهاب، إلى جانب مريانا سيرجيو، شقيقة المقاتلة ماريا جوليا، التي انضمت وزوجها إلى تنظيم الدولة في أيلول/ سبتمبر 2014.
وقالت الصحيفة إن الشابي "باحثة في كلية الاقتصاد بمدينة بنغازي، وكانت تكرس جهودها في البحث والدعوة للجهاد والانضمام لتنظيم الدولة من مكان إقامتها في بنغازي، كما أنها كانت متأثرة جدا بالمشهد الإسلامي في ليبيا، على الرغم من أن أصولها تونسية، ولم تتوان عن التصريح بأنها ترغب في الموت شهيدة".
وأضافت أن "خديجة" أبدت ولاءها لتنظيم الدولة، وثباتها على موقفها الداعم لتنظيم الدولة، "والحرب الإسلامية ضد حكومة الجنرال خليفة حفتر"، مشيرة إلى أن "قصة الشابي تتضمن عنصرا أساسيا يساعدنا على فهم هذا التحول الجذري الذي قامت به، يتمثل في اعترافها خلال الاستجواب الأول من قبل قاضي التحقيق بأنها تعرف وسام بن حميد، لاعب كمال الأجسام السابق، الذي أصبح مقربا من عناصر
تنظيم القاعدة في مدينة بنغازي، وانضم إلى جماعة أنصار الشريعة هناك".
ونقلت الصحيفة عن خبير الشؤون الليبية، أرتورو فرفلي، قوله إن "وسام بن حامد يعتبر شخصية مؤثرة جدا بالنسبة للعديد من المقاتلين، وهو يعد أيضا من أشد عناصر التنظيم تأثيرا في ليبيا، ولذلك لن يكون هذا التعامل المشترك بينهما مستبعدا"، مضيفا أن "اسم ابن حميد ظهر في سنة 2012، في تقارير تابعة للكونغرس الأمريكي، كإرهابي من القاعدة".
وقالت الصحيفة إن اعتراف الشابي بالعلاقة التي تربطها بابن حميد؛ ساهمت في توضيح بعض الحقائق التي من شأنها أن تساعد المحققين على مراجعة الاتهامات الموجهة ضدها، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية ألقت القبض على ابن حميد، الذي تضم فرقته المقاتلة في ليبيا أكثر من ألف مقاتل، على إثر اجتماعه مع زعيم جماعة أنصار الشريعة في ليبيا، محمد الزهاوي.
وبينت أن السلطات الأمنية عثرت في منزل الشابي، عند القبض عليها، على ثلاثة حواسيب، وخمسة هواتف ذكية، ما جعلها تحت المراقبة الشديدة التي مُنعت فيها من السفر والتوجه إلى الكلية، "لكنها على الرغم من ذلك؛ اغتنمت هذه الفترة في توجيه تركيزها على الدعاية، ودعم عناصر تنظيم الدولة في ليبيا، عن طريق استعمال ثلاثة حسابات وهمية على موقع فيسبوك".
ولفتت إلى أن أطوار التحقيقات التي بدأت مع الشابي في 2015؛ كشفت عن استعداد خديجة الفوري للتضحية من أجل الحرب التي "يسعى تنظيم الدولة إلى الفوز بها، إلى جانب المليشيات الإسلامية التي حاربت ضد القذافي، وضد الجنرال خليفة حفتر، فضلا عن تسهيلها الاتصال مع بعض المقاتلين الليبيين في أوروبا"، على حد قول الصحيفة.
وفي الختام؛ بينت الصحيفة أن علاقة قوية تربط هذه الشابة بمقدمي القروض الصغيرة، حيث تهدف من خلال ذلك إلى تمويل عناصر تنظيم الدولة، كما أنها تعمل على تقديم توجيهات بشأن كيفية جمع المال عن طريق نظام تحويل الأموال لإرساله إلى ليبيا، مشيرة إلى أن الشابي كانت قد أرسلت بالفعل مبالغ صغيرة إلى بنغازي وتركيا وماليزيا ومالطا.
وتجدر الإشارة إلى أن محاكمة الشابي سوف تبدأ قريبا، على الرغم من أن السلطات المعنية لم تحدد بعد تاريخ جلسة الاستماع.