كشفت الإذاعة
الإسرائيلية عن فعالية أردنية فلسطينية إسرائيلية مشتركة، تحت اسم "
مسيرة الأمل" والتي تنطلق من شمال إسرائيل انتهاءً بالقدس المحتلة.
وفي التفاصيل، فإن عددا من النساء من القوى السياسية والاجتماعية الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية إلى جانب أخريات من دول عربية أخرى، مثل تونس ومصر والمغرب، سيشاركن في مسيرة لمسافة 200 كيلومتر، انطلاقا من رأس الناقورة شمالا على امتداد 15 يوما، وصولا إلى القدس المحتلة.
ويهدف منظمو الفعالية التي تنظمها جمعية "
نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية، إلى حث الفلسطينيين والإسرائيليين على الوصول إلى تسوية سلمية، بحسب تعبيرهم.
وتحدثت "
عربي21" إلى عضو لجنة العلاقات مع المجتمع الإسرائيلي في
السلطة الفلسطينية، الدكتور زياد درويش، حول المشاركة الفلسطينية، وأوضح بدوره أن ألف سيدة فلسطينية سيشاركن في الفعاليات في أراضي الداخل الفلسطيني.
وعن المشاركة الأردنية، قال درويش إنها ستكون مشاركة رمزية من شرقي النهر، شمال أريحا.
ونفى درويش أن تكون النشاطات تطبيعا مع إسرائيل، مؤكدا أن المسيرة تخدم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن "الجميع ينشد السلام".
وأضاف أن النشاط مجتمعي بحت، وأن التطبيع يكون بين الدول وبعد السلام "إذا ما قررت القيادة الفلسطينية التطبيع".
وتبدأ فعاليات المسيرة في يوم رأس السنة العبرية في 4 تشرين الأول/ أكتوبر، وتستمر ليوم عيد المظال (العرش اليهودي)، حيث سيجلس المشاركون تحت المظلة التي ترمز إلى خيمة السعف التي استظل بها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر.
رئيس لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية، نايف مجلي، قال لـ"
عربي21"، إن الجانب الإسرائيلي معني بتضخيم الأخبار التي تتحدث عن النشاطات التطبيعية، لينكشف لاحقا أن المشاركة كانت ضئيلة ولأناس غير معروفين ومشاركين بصفتهم الشخصية.
وأضاف أن النشاطات من هذا النوع، تطبيع واضح، "يجري عبر وكلاء تحت مسميات مختلفة اجتماعية وبيئية".
وحول موقف الدولة الرسمي، قال إن القانون الأردني لا يجرم التطبيع بعد معاهدة وادي عربة التي وقعها الطرفان، الأردني والإسرائيلي، بل إنه يجرم مقاومة التطبيع.
ووقع الأردن اتفاقية للسلام مع إسرائيل في عام 1994، عرفت باسم "معاهدة وادي عربة"، ليكون الأردن ثاني بلد عربي بعد مصر تربطه معاهدة سلام مع إسرائيل، وثالث طرف بعد مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية يطبع العلاقات معها.
وتنص النقطة الثانية في المادة الخامسة من المعاهدة على أن الطرفين يتفقان على أن "العلاقة الطبيعية بينهما تشمل أيضا العلاقات الاقتصادية والثقافية".
رئيس مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان، الدكتور عبدالله صوالحة، اعتبر في حديث لـ"
عربي21"، أن المسيرة تأتي في سياق السلام وحل الصراع، لا في سياق التطبيع مع الاحتلال.
وقال صوالحة إنها تخدم المتضررين من الاحتلال من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بأدوات سلمية.
وأضاف أن من شأن هذه الفعاليات من مسيرات أو مظاهرات أو احتجاجات سلمية، أن تدفع بالقضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد بعدما تراجعت لصالح أمور أخرى، مثل الحرب على الإرهاب وتنظيم الدولة، أو حتى الحقوق الجنسية التي تتصدر القضايا العالمية.
ويوافق صوالحة، رئيس ومدير جمعية "أصدقاء الأرض"، منقذ مهيار، الذي أكد أنه مع المشاركة في هذه الفعاليات إذا كانت ستعيد "الحق الفلسطيني كاملا".
وجمعية "أصدقاء الأرض"، جمعية بيئية تعمل على جلب السلام إلى المنطقة وتضم ناشطين بيئيين من الأردن وفلسطين وإسرائيل، بحسب موقعها الرسمي على الإنترنت.