يعيش النازحون السوريون في مخيم الركبان، على الحدود الأردنية، معاناة متزايدة، أدت لارتفاع عدد الوفيات بين أطفالهم، نتيجة سوء التغذية وانتشار الأمراض المعدية وغياب شبه تام لدور الهيئات الإنسانية العاملة في المجال الإغاثي والطبي، حيث وصل عدد الوفيات بين الأطفال، منذ بداية تموز/ يوليو الماضي، إلى 18 طفلا نتيجة إصابتهم بمرض اليرقان.
وقال محمد حسن الحمصي، عضو "شبكة تدمر" الإخبارية، في حديث لـ"عربي21"، إن الأوضاع الإنسانية والطبية للنازحين في مخيم الركبان في تدهور مستمر، نتيجة نقص الغذاء وانتشار الأمراض، مع استمرار السلطات الأردنية بمنع دخول المنظمات الإنسانية إلى المخيم، منذ إغلاق الحدود في 21 حزيران/ يونيو الماضي، ما أدى إلى وفاة 18 طفلا خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن الناس الذين أتوا إلى المنطقة بحثا عن الأمان؛ يواجهون ظروفا تهدد حياتهم داخل المخيم، "فالوضع يتحول بسرعة إلى كارثة"، مشيرا إلى أن أغلبية الوفيات مردها الإصابة باليرقان والإسهال الحاد وسوء التغذية ونقص المياه الصالحة للشرب، نتيجة الظروف الصعبة.
وطالب الحمصي، المنظمات الإنسانية والطبية بضرورة التحرك السريع لإنقاذ
النازحين، وبينهم أطفال، في مخيم الركبان، الذي يضم الآن نحو 75 ألف نازح، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، وخصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.
من جانبه، قال طبيب الأطفال من مدينة درعا، منير أبو زيد، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن سوء التغذية أصبح شائعا بين الأطفال، وخصوصا من هم في سنواتهم الأولى، مضيفا أن نقص الأدوية وانتشار أمراض، كاليرقان والإسهال، وصعوبة تشخيصها بسبب عدم وجود أخصائيين ومخبريين وعدم توفر المواد اللازمة للتشخيص المخبري، أدى إلى تدهور وضع المرضى وحدوث عدد من الوفيات.
وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت السلطات الأردنية بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية لنحو 75 ألف سوري عالقين على حدودها الشمالية الشرقية في "مخيم الركبان"، مؤكدة أن أوضاع العالقين في المخيم صعبة للغاية.
ونشرت المنظمة الدولية عددا من صور الأقمار الصناعية، ولقطات فيديو تظهر مواقع لقبور النازحين السوريين الذي قضوا في المخيم.