تشهد مدينة معضمية الشام، في ريف دمشق الغربي، حالة ترقب لما ستؤول إليه المفاوضات مع النظام السوري لرفع
الحصار عن المدينة، فيما يتحدث سكان عن خلافات داخلها، بين من يريد المضي قدما في الاتفاق ومن يرفض شروط النظام.
وكانت المدينة قد دخلت في مفاوضات ماراثونية بين الوفد الممثل للجهات الثورية والأهالي من جهة، ووفد النظام المتمثل بالمقدم ياسر سلهب والعميد غسان بلال، ممثلين عن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد.
وقال أبو أحمد، وهو أحد أهالي المدينة، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "مفاوضات دارت حول وجهة وطريقة خروج مسلحي المعارضة المدينة، الذين يودون الخروج، وغير الراغبين بتسوية أوضاعهم مع نظام الأسد، على أن يخرجوا بالسلاح الفردي أو بدونه، ووجهة الخروج كانت من أهم بنود المفاوضات".
وكان من المتوقع أن يخرج من المدينة 300 من عناصر الفصائل دون سلاحهم إلى الشمال السوري، وذلك في أيلول سبتمبر الماضي، ثم ما لبثت الفرقة الرابعة المشرفة على الأمر أن أجلت الخروج، لأسباب غير معروفة.
وعادت الفرقة الرابعة مجددا لتفتح باب الخروج، ولكن هذه المرة باتجاه مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي، مع تخفيض عدد الخارجين، وإلزام البقية بتسوية أوضاعهم مع النظام، الأمر الذي قوبل بالرفض من الثوار؛ خوفا من الوقوع بين فكي كماشة الحصار الجديد والحرب المفتوحة من النظام للقضاء على من تبقى من الأهالي مع الثوار في المدينة، دفعة واحدة، وفق قول أبي أحمد.
التسوية خيار المتبقين
وبحسب مصادر محلية، فقد طرح كل من مسؤول المصالحات في المدينة، حسن الغندور، وأحد المقربين من الفرقة الرابعة، محمد رجب، حلا لقضية المنشقين وفق رؤية نظام الأسد، ويقضي الطرح بعودة المنشقين للخدمة في صفوف قوات النظام تحت راية الأسد بعد أن قاتلوه أربع سنوات ونصف، الأمر الذي ما يزال مدار أخذ ورد.
وقام نحو 100 مقاتل بتسوية أوضاعهم مع النظام، وسلموا سلاحهم الفردي. ومن المتوقع، بحسب بعض التسريبات، أن يرابط هؤلاء المقاتلون على النقاط الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام، وهي النقاط التي كانت تعتبر نقاط رباط لهم قبل التسوية، لمدة لا تتعدى ستة أشهر، ومن ثم يتم فرزهم إلى القطع العسكرية في قوات الأسد.
كما تقضي التسوية بدخول "مؤسسات الدولة" كافة إلى داخل المدينة وممارسة عملها من دون أية معوقات. ونشرت صفحات موالية للأسد منشورات قالت فيها إن "طريق الأربعين" (أوتستراد دمشق القنيطرة)، سيعود للعمل في غضون أسبوعين بعد أن أغلق لخمس سنوات بسبب الحرب.
حملة "بدنا نعيش"
وتشكلت في المدينة مؤخرا حملة حملت اسم "كفى بدنا نعيش"، وهي حملة تروج لفكرة التسوية مع نظام الأسد، وتشكيل لجان عسكرية وأمنية مشتركة بين الثوار وقوات النظام.
وقال عمار، وهو أحد سكان المدينة: "تعمل الحملة على وتر الحالة الاقتصادية المتردية للمدنيين داخل المدينة المحاصرة منذ أربع سنوات، حيث ازداد عدد الأرامل واليتامى ومعاقي الحرب".
وأضاف لـ"عربي21": "تنشر الحملة منشورات ورقية تعتمد على إحصائيات لم تَجر داخل المدينة المحاصرة، بحسب شهادات من داخل المدينة، من قبيل إحصاء عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، ومعدل ازدياد حالات الفقر في المدينة التي تعاني أصلا من انعدام مقومات الحياة"، وهو "الأمر الذي دفع البعض بالقول بأن الحملة مسيسة لصالح نظام الأسد، في مدينة اعتبرت من أوائل المدن الثائرة والمحاصرة، حيث دفعت فاتورة لحريتها ما لا يقل عن 3000 ثائر بين شهيد ومعتقل مجهول المصير"، وفق قوله.