انتقدت
الجزائر، الإثنين، "كثرة المبادرات" حول
ليبيا، معتبرة أن اجتماع باريس حول الأزمة، الذي يعقد اليوم، "لا يهمها".
جاء ذلك في تصريح لوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية
عبد القادر مساهل، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير خارجية حكومة
الوفاق الليبي، محمد سيالة الذي يزور الجزائر بصحبة رئيس المجلس الرئاسي فايز
السراج.
وتزامنت الزيارة، التي تستمر ليومين، مع الاجتماع الدولي بباريس حول الملف الليبي، والذي تغيب عنه الجزائر.
وقال "مساهل": "فيه (هناك) مسار هو مسار الأمم المتحدة، ونحن ضد هذه المسارات، وكل طرف يقول عندي مبادرة".
ومضى قائلا: "بالنسبة لنا المبادرة الوحيدة، التي سنرافق (نشارك) فيها هي المبادرة الليبية وهو الحوار والمصالحة الوطنية".
وعلّق الوزير الجزائري على اجتماع باريس بالقول: "الاجتماع لا يهمنا.. سمعنا أن هناك اجتماعا في باريس لكن ما يهمنا هو وجود الإخوة الليبيين هنا في الجزائر".
وعبر عن رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في ليبيا وقال: "موقف الجزائر واضح منذ البداية ونحن ضد التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية كدولة جارة للجزائر"، وتابع: "نحن نعرف الليبيين وبإمكانهم حل مشاكلهم بأنفسهم".
وكشف "مساهل" أن الاتحاد الإفريقي سيطلق مبادرة، قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث ستجتمع لجنة خماسية لمتابعة الأوضاع في ليبيا بحضور دول الجوار، من دون مزيد من التفاصيل.
من جهته قال وزير الخارجية بحكومة الوفاق الليبي محمد سيالة إن "الأطماع الخارجية أخرت المصالحة والحوار السياسي الليبي"، من دون توجيه اتهامات لطرف بعينه، مضيفاً: "الجزائر داعمة لهذا الحوار".
ورداً على سؤال حول أسباب استبعاد الجزائر من اجتماع باريس الدولي حول ليبيا، قال "سيالة": "السؤال يجب أن يوجه إلى فرنسا ودبلوماسيتها لماذا استبعدت الجزائر؟"، مضيفاً: "نحن نعتقد ونجزم أن الجزائر من الدول الفاعلة في أي اجتماع يتعلق بالمسألة الليبية".
وبحسب " سيالة" فإن طرابلس ترغب في الاستفادة من التجربة الجزائرية في المصالحة والوئام الوطني، وقال: "طلبنا رسميا أدبيات هذه التجربة والتشريعات التي سنت للتمهيد لها والاستفادة منها".
وكانت الجزائر قد طرحت استفتاء دستوريا في 29 أيلول/ سبتمبر 2005، حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي تضمن عفوا مشروطا عن المسلحين في الجبال مقابل ترك العمل المسلح، وإنهاء موجة العنف المسلح في البلاد، وشرع في تطبيقه في شباط/ فبراير العام 2006.
ويشارك في اجتماع باريس، الذي يستمر ليوم واحد، ممثلون عن مصر وقطر والإمارات وتركيا، و"يهدف إلى دعم حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج وإلى وحدة ليبيا"، حسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لوفول، الأربعاء الماضي.
ولا يُعرف حتى الساعة سبب عدم دعوة أطراف ليبية لحضور المؤتمر، كما غابت عنه كذلك جامعة الدول العربية.
وزار السراج باريس قبل أيام، تلبية لدعوة من الجانب الفرنسي والتي تأتي في إطار المحاولات التي تبذلها باريس من أجل تدارك علاقتها مع "حكومة الوفاق"، وذلك عقب التوتّر الملحوظ الذي شهدته عقب مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في مدينة بنغازي (شرق) تموز/ يوليو الماضي، أثناء مشاركتهم في عمليات عسكرية إلى جانب القوات التابعة لمجلس نواب طبرق (شرق) التي يقودها خليفة حفتر، حسب مصادر متطابقة آنذاك.
وخلال الزيارة التقى السراج بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي أكد خلال اللقاء، دعمه لحكومة الوفاق وللاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين الموقع في مدينة الصخيرات بالمغرب، في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015، تحت إشراف الأمم المتحدة.
وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ورغم مساع أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية برئاسة السراج، باشرت مهامها من طرابلس أواخر آذار/مارس 2016، إلا أنها لم تحظ بثقة مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
وتعد الجزائر إحدى الدول، التي قادت وساطات في الأزمة الليبية، واستضافت سابقا لقاءات ومفاوضات بين شخصيات سياسية وأحزاب ليبية من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني، كما ظلت ترفض أي تدخل عسكري دولي هناك.