نشرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء (شبه حكومية) جانبا من مراسم "عزاء" ولطميات أقامها معمّمون شيعة في
اللاذقية السورية.
الفيديو الذي تابعته "
عربي21"، أقيم في "مجمع الرسول الأعظم" باللاذقية، وشارك فيه عدد من المعمّمين
الشيعة، قدموا من العراق وغيرها.
كما شارك في العزاء شبان سوريون قال ناشطون إنهم ربما يكونون تخلّوا عن "العلوية" وباتوا يتبعون بشكل مباشر للشيعة الاثني عشرية.
وقال أحد المعمّمين -لم تعرّف عنه وكالة فارس- إن "العالم يجب أن يلتفت إلى مضامين ثورة الإمام
الحسين".
وحذّر المعمّم من سيطرة ما أسماه "الفكر الوهابي الصهيوني" في
سوريا بدلا من "الفكر الإسلامي الأصيل".
وردّد المشاركون في مراسم العزاء أهازيج شيعية، ولطموا على صدورهم.
فيما قال معمّم آخر إن "هذه الأيام هي أيّام عزّة، نرى الانتصارات تتحقق في حلب ودمشق وغيرهما".
يشار إلى أن الشيعة في عموم العالم يقيمون هذه الأيام مراسم عزاء ولطميات؛ تمهيدا لإحياء ذكرى عاشوراء بعد أيّام.
وقال مراقبون إن مثل هذه المراسم تعدّ دليلا واضحا على تغلغل الشيعة وسط
العلويين في سوريا.
وكان موقع "جنوبية" اللبناني ذكر قبل أيام أن "إيران تسعى حاليا إلى تعزيز نفوذ المذهب الشيعي (الإمامي) في وزارة الأوقاف السورية، التي كان يتقاسمها قبل الحرب السُّنة والشيعة العلويون".
"جنوبية" كشف أن إيران، إضافة إلى إنشائها غرف عمليات عسكرية في سوريا، أنشأت أخرى للتشيع، ونشرت مذهبها وسط السوريين، وجلبت عوائل شيعية من العراق ولبنان، وأسكنتهم في مناطق طُرد أهلها.
فيما نقل الموقع، عن مصادر لم يسمها، أن إيران استطاعت تحجيم العلويين في سوريا، إلى درجة إبعاد حرس بشار الأسد الشخصي عنه، واستبدلت بهم حرسا إيرانيا.
وخلص الموقع إلى أن "العلويين دخلوا مع بشار الأسد معركة الحياة أو الموت؛ للدفاع عن مكانتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي فازوا بها منذ أيام حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، لكن العلويين ربحوا بقاءهم، وبدأوا بخسارة مكانتهم السياسية في العاصمة دمشق".
وأردف الموقع قائلا: "تمكنت إيران من حصد ثمار دعمها للنظام السوري عبر سلة قوانين، أبرزها قانون أصدره الرئيس الأسد العام الماضي، ودعا فيه وزارة الأوقاف إلى دعم المدارس الدينية الجعفرية".
موقع "جنوبية"، وفي تلميح منه إلى تفوق الشيعة على العلويين، قال إنه "وعبر التاريخ، فإن سقوط العواصم هو سقوط للدولة، العاصمة دمشق ستسقط بيد الشيعة الإمامية، أما العلويون فتم استنزافهم في حرب الأسد، عدد قتلاهم فاق الآلاف".
وختم: "في لعبة الأقليات بسوريا يتصدّر العلويون المشهد، لكنهم في سوريا المفيدة سوف يخضعون للشيعة، في تحوّل يحمل بوادر نزاع وصدام نائم، هذا النزاع قد ينسخ الصراع العلوي – السني، ولكن بشكل مختلف عندما يستيقظ".