كشفت جريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن آلاف المقاتلين في الميليشيات الشيعية بالعراق يتدفقون على
سوريا للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد في مدينة
حلب التي تشهد المعارك الأعنف منذ سنوات، وتعاني من حصار مشدد مفروض عليها جعل الأوضاع فيها بالغة التردي والسوء.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أكثر من ألف مقاتل عراقي سافروا من
العراق في بدايات الشهر الماضي وانتقلوا إلى حلب للقتال فيها إلى جانب النظام، لينضموا إلى نحو أربعة آلاف مقاتل آخرين موجودين سابقا هناك، وهو ما يمثل نحو نصف تعداد القوات التابعة لنظام بشار الأسد التي تحارب هناك، والتي تُقدر بنحو 10 آلاف مقاتل.
ونقلت الصحيفة عن هشام الموسوي القيادي في مليشيا "النجباء" الشيعية العراقية أن ألف مقاتل من قواته انتشروا في مدينة حلب خلال شهر أيلول/ سبتمبر، معتبرا أن المعركة هناك هي جزء من الحرب الإقليمية التي تستهدف الإرهاب.
وتؤكد الصحيفة أن مليشيات عراقية شيعية أخرى أكدت هي الأخرى أنها أرسلت مقاتلين إلى سوريا، لكنها لم تكشف عن أرقام وبيانات أو توضح أعداد المقاتلين الذين أرسلتهم إلى هناك.
وزعم الموسوي أن المقاتلين في مدينة حلب ليسوا سوى "جزء من التطرف السني المدعوم من السعودية والولايات المتحدة. وأضاف: "هؤلاء الإرهابيون هم السبب في كل المشاكل التي تعاني منها المنطقة والعالم، ويجب وقفهم"، وأورد أسماء عدد من المجموعات السورية المعارضة لنظام الأسد.
وتقول "وول ستريت جورنال" إنَّ القوات التابعة للأسد تفرض حصارا مشددا على مدينة حلب، في محاولة لحسم المعارك المستمرة منذ خمس سنوات لصالح نظام الأسد، كما تشير الصحيفة إلى أن مقاتلي المليشيات العراقية انضموا إلى مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، ومقاتلين من حزب الله اللبناني، ومقاتلين شيعة من أفغانستان.
كما تلفت الصحيفة إلى أن نظام الأسد وحليفه روسيا يقصفان بشكل مكثف وقوي مدينة حلب المقسمة منذ عدة أسابيع، فيما تسبب العدوان على المدينة بمقتل المئات من المدنيين بمن فيهم عشرات الأطفال، فضلا عن أنه تسبب بانهيار اتفاق لوقف إطلاق النار كانت قد توصلت إليه كل من الولايات المتحدة وروسيا، كما أنها تسببت بانهيار المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق للتسوية في سوريا.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، إن أكثر من ربع مليون سوري يعيشون تحت الحصار المحكم شرقي مدينة حلب، وإن ظروفهم المعيشية تزداد سوءا، فيما يريد أكثر من نصف السكان في المدينة مغادرتها، لكنهم لا يتمكنون من ذلك.