سياسة عربية

السيسي يبكي وأم الشهيد لا.. ليبدد زلزال سائق التوك توك

السيسي حائر
بكى رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، أمام الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين، التي نظمتها إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، على مسرح الجلاء، الخميس، بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر، وذلك تفاعلا مع كلمة ألقتها سامية محمد إمام، والدة المجند إسلام عبد المنعم مهدي، الذي لقي مصرعه في مواجهة مسلحة بسيناء، في وقت لم تبك هي فيه.

فيما تعالت مطالب نشطاء وحقوقيين برحيل السيسي، كتابع من توابع انتشار مقطع فيديو، الخميس، لسائق "توك توك" ينعى مصر في عهده.




ما علاقة "أم إسلام" بنصر أكتوبر؟

وعلى الرغم من أن الندوة حملت عنوان: "أكتوبر.. الإرادة والتحدي"، إلا أن "أم الشهيد"، بحسب الإعلام المصري، التي تم استدعاؤها للحديث أمام السيسي وجنرالات الجيش في الندوة، لم تكن لها علاقة، ولا لابنها، بحرب أكتوبر؛ لأنها، كما قال مقدم الحفل: "فقدت ابنها البطل الشهيد في إحدى العمليات الإرهابية الخسيسة".

ولتدارك هذه الملحوظة، تم ترتيب الكلمة للأم، كي تقول في مستهلها: "باسم أبطال أكتوبر، أهنئ الشعب المصري بانتصاراته، وأهنئ الرئيس بانتصارات أكتوبر وبالشهداء".

ثم بدأت كلمتها بالقول: "ابني بطل آه.. لو مش استشهد ما كنتش هاشوف الجمع الجميل ده".
وأضافت: "الموتة دي شرف.. وأنا راضية.. فداء مصر.. والله راضية".

وهنا جاءت الكاميرا على وجه السيسي، حيث بدا عليه التأثر، فيما قالت السيدة إنها "راضية قوي.. فداكم كلكم، وفداء مصر"، فيما أخذ السيسي يذرف الدمع، والسيدة لا تدمع.

ومع ختام كلمتها، توجه السيسي إليها على المنصة.. وقبَّل رأسها، ثم حاول تقبيل يدها، فيما أخذت هي ترسل قبلاتها باليد للجمهور، وسط تصفيق حار.



وفي المساء، ولدى استضافتها ببرنامج "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، علقت السيدة على قيام السيسي بتقبيل رأسها ويدها، فقالت إنها أحست براحة نفسية عندما نظرت إلى السيسي ورأت على وجهه ابتسامته المعهودة.



الإعلام يروج للمشهد

وصَدَرت غالبية الصحف المصرية، الجمعة، وقد تصدّرتها صورة تقبيل السيسي لرأس "أم الشهيد"، في توظيف سياسي واضح للمشهد، وفق نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي.

ومع صورة بملء الصفحة الأولى للسيسي وهو يقبل رأس السيدة، قالت صحيفة "الأخبار" في مانشيتها: "خطاب المبادئ والكرامة.. السيسي لندوة "أكتوبر الإرادة والتحدي": "قرارنا مستقل.. ومصر لا تركع إلا لله".

فيما قالت "الأهرام": "السيسي يقبل رأس أم شهيد الإرهاب". وأشارت إلى "حالة من الشجن والبكاء سيطرت على الرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع  الحضور، خلال  استماعهم لحديث أم جندي شهيد سقط خلال عام 2015 في هجوم إرهابي على كمين بالشيخ زويد.. وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب انتهاء كلمة أم الشهيد بتقبيل يدها ورأسها"، وفق الصحيفة. 

وأضافت "الأهرام": "بكى الرئيس بعد سماع والدة الشهيد تتحدث عن حياة الشهيد إسلام، وتأثر الحضور بما قالته والدة الشهيد، ووقف الجميع يصفقون لها طويلا، تحية لها وتقديرا، وعرفانا بدور ابنها في سبيل مصر".



حقوقيون ونشطاء: ارحل.. وافهم

ويأتي بكاء السيسي في الاحتفالية بعد ساعات قليلة من انتشار مقطع فيديو لشاب يعمل سائق "توك توك"، أدان فيه الأوضاع المعيشية السيئة التي ترزح تحت نيرها غالبية المصريين، في ظل حكمه.

وهاجم المحامي، خالد علي، السيسي. وقال في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر "تويتر": "استقلالنا سيتحقق برحيلك أنت ونظامك، بسياساتكم وانحيازاتكم الفاسدة والمجحفة والفاشلة، فلم يعد في قوس الصبر منزع.. ارحل".

ومن جهته، طالب الناشط السياسي، ممدوح حمزة، السيسي بأن يقابل سائق "التوك توك".

وقال حمزة في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "أقترح على السيسي أن يحاول يقابل السواق خريج "التوك توك"؛ ليعلم منه قدر الأذية والبلاء اللذين سببتهما رئاسته لشعب مصر".


ماذا قال السيسي؟

وكان نشطاء اعتبروا أن سائق "التوك توك"، المشار إليه، لخص حال مصر في ثلاث دقائق، عبّر فيها عن حزنه الشديد لما آلت إليه مصر الآن، بعد أن كانت تمنح بريطانيا القروض.



وفي المقابل، قال السيسي في كلمته، الخميس: "الدول اللي قرارها مستقل بتعاني.. بس ساعات بقعد وأقول يا خسارة.. كل أملنا شوية سكر وأرز؟".


 وتابع: "اللي عاوز يبقى عنده إرادة حرة لازم يستحمل.. فيا رب نقدر نستحمل".


وتابع: "هناك محاولات للضغط علينا، ومصر لن تركع إلا لله"، وفق قوله.


وخاطب الشعب المصري، قائلا: "يا مصريين لو عاوزين استقلال بجد، ماتاكلوش ولا تناموش".