قررت "
إسرائيل" وقف تعاونها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بسبب القرار الذي تبنته أمس لجنة الخارجية التابعة لها، الذي ينفي أي علاقة تاريخية بين
اليهود والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، في حين اعتبرت حركة "حماس" هذا القرار "انتصارا سياسيا"، كما اعتبرته حركة فتح "إنجازا دبلوماسيا".
وقوبل قرار اليونسكو بردود فعل غاضبة في "إسرائيل"، مع اتهام البعض للهيئة الأممية "بمعاداة السامية".
"دفعة للإرهاب"
وأعلن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، بصفته رئيس اللجنة الإسرائيلية لليونيسكو، تعليق عقد "الاجتماعات مع ممثلي المنظمة الأممية حتى إشعار آخر، وإلغاء مشاركة ممثلين إسرائيليين في مؤتمرات دولية لليونيسكو"، معتبرا أن مصادقة المنظمة الدولية على هذا القرار " إنكار للتاريخ ويعطي دفعة للإرهاب"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل".
كما اعتبر بينيت القرار "بمنزلة مكافأة للجهاديين"، في الوقت الذي "لقي فيه يهوديان مصرعهما في هجوم في
القدس"، في إشارة منه للعملية التي نفذها
الفلسطيني مصباح أبو صبيح بالقدس، قبل أن تقتله قوات الاحتلال، الأسبوع الماضي.
وأوضح الوزير الذي ينتمي لليمين المتطرف، أن "هذا الإذعان للروايات المتطرفة يجب أن يثير قلق العالم الغربي، وليس إسرائيل فقط"، مضيفا: "كل من يكافئ الجهاديين قد يكون هو التالي"، على حد قوله.
كما اعتبر أن "قطع القدس عن إسرائيل سينتج عنه تأثير دومينو سيضر في نهاية المطاف بالعالم الغربي".
ووصف الوزير الإسرائيلي القرار بـ"الفضائحي؛ الذي ينكر التاريخ من أجل إرضاء كارهي إسرائيل"، معتبرا أن تصريح السكرتيرة العامة لمنظمة "اليونيسكو"، إيرينا بوكوفا، المنتقد والرافض للقرار؛ في "غاية من الأهمية، إلا أنه لا يشكل بديلا للأفعال"، وفق ما جاء في "إذاعة صوت إسرائيل".
وجاء في بيان أصدرته بوكوفا الجمعة؛ أن "الخلافات من هذا القبيل تنال من طبيعة مدينة القدس ذات النزعة العالمية، فالقدس مقدسة للديانات الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلامية، ولكل ديانة الحق في الاعتراف بهذه العلاقة"، وفق قولها.
إنكار صلة المسلمين بمكة
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد وصف القرار بـ"السخيف والمهزلة"، معتبرا أن "القول إنه لا علاقة بين إسرائيل وجبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى) والحائط الغربي، مثل القول إنه لا علاقة بين الصين وجدار الصين العظيم"، وفق تشبيهه.
كما انتقدت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، القرار بشدة، وقالت هو "مخجل ومعاد للسامية"، في حين طالب وزير الزراعة أوري أريئيل، بالعمل على "زيادة الوجود اليهودي في الحرم القدسي، ردا على القرار".
أما رئيس بلدية القدس المحتلة، المتطرف نير بركات، فقد ظهر عليه "الغضب الشديد"، وتساءل: "هل ستصوت اليونيسكو لإنكار الصلة المسيحية بالفاتيكان؟ أو صلة المسلمين بمكة".
وصوت لصالح القرار 24 دولة مساء الخميس، في حين صوتت 6 دول ضده، وامتنعت 26 دولة عن التصويت.
وانتهزت عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، ميراف ميخائيلي، (عن حزب العمل)، القرار لتهاجم نتنياهو وتتهمه بأنه هو السبب في هذا القرار؛ لرفضه "تعيين وزير خارجية والاحتفاظ بالمنصب لنفسه لمكاسب سياسية".
"قرار تاريخي"
من جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، بقرار منظمة اليونسكو، معتبرا في تصريح صحفي، الجمعة، وصلت إلى "عربي21" نسخة منه، القرار "انتصارا سياسيا للقضية الفلسطينية، وتثبيتا لحقنا الديني والوطني في المسجد الأقصى".
وأكد أبو زهري، أن القرار "ينسف الرواية الإسرائيلية من أساسها التي ربطت الاحتلال الإسرائيلي بقصة الهيكل المزعوم"، مثمنا دور المنظمة الدولية و"كل الأطراف والدول التي صوتت لصالح هذا القرار التاريخي"، مطالبا مؤسسات المجتمع الدوليكافة، بـ"مواصلة هذه الخطوات المنصفة لشعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية"، بحسب تعبيره.
كما وصفت حركة فتح، على لسان أمين سر مجلسها الثوري، أمين مقبول، القرار بأنه "عظيم".
وقال مقبول لـ"عربي21"، إن القرار "يؤكد الحق الفلسطيني والعربي في مدينة القدس المحتلة، وهو إنجاز دبلوماسي فلسطيني جديد".