ذكرت مصادر محلية في مدينة
المعضمية المحاصرة، غرب دمشق، أن النظام السوري يسعى لتهجير ما يقارب 1000 مقاتل من الثوار مع عائلاتهم من أبناء مدينة معضمية الشام، إلى إدلب شمالا.
ويشمل
التهجير أيضا عشرات المقاتلين في المدينة من أبناء حيي المزة وكفرسوسة الدمشقيين، ممن كانوا يرابطون على جبهات المعضمية، فضلا عن النازحين إلى المدينة المحاصرة من أهالي داريا المجاورة التي تم تهجير من تبقى من سكانها ومقاتليها في آب/ أغسطس الماضي.
وذكر قائد عسكري ميداني من معضمية الشام، لـ"
عربي21"، أن ممثل القوات الروسية للمدينة، أكرم جميلة، أبلغ فصائل الثوار في المدينة بالتحضر للخروج منها الشام نحو الشمال السوري، "ضمن مساعي النظام الحثيثة لإفراغ معضمية الشام من كل مظاهر التسليح والقتال، إضافة إلى إخراج أي شخص يتحدر من المناطق المجاورة لها، وتأمينها لتكون منطقة آمنة بالنسبة لأركان النظام السوري، كما مدينة داريا وبلدتي الهامة وقدسيا".
ونشر قائد لواء الفجر، علي خلفة، وهو أحد مسؤولي لجنة المصالحة، على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك"؛ توضيحا حول الاجتماع الذي عقد يوم الأحد، مؤكدا أن الاجتماع ضم مع النظام السوري كلا من المذيعة كنانة حويجة، ابنة مدير المخابرات الجوية الأسبق إبراهيم حويجة، والمقدم ياسر، مندوب ماهر الأسد في ملف مدينة معضمية الشام.
كما حضرت لجنة المصالحة الخارجية، التي تمثل النظام وتضم مندوب روسيا من قاعدة حميميم، أكرم جميلي، وهو رجل أعمال سوري حاصل على الجنسية الروسية، ومحمد نعيم رجب، وهو موال للنظام السوري من أهالي المدينة. أما من طرف الثوار؛ فقد حضرت لجنة المصالحة الداخلية وضمت قائد لواء الفجر، علي خليفة، وعضو لجنة المصالحة أنور صوان.
وضم الاجتماع أيضا شخصيات مثلت أبناء مدينتي المعضمية وداريا وحيي المزة وكفرسوسة، وهم حمزة أبو زيد، قائد عمليات لواء الفتح التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، كممثل عن شبان المعضمية والمزة، والناشط الإعلامي مهند أبو زين، عن شبان داريا وكفرسوسة.
وتمحور الاجتماع خلال أربع ساعات، بحسب ما نشره قائد لواء الفجر، حول تحديد عدد المقاتلين ممن يودون الخروج إلى إدلب، بحيث يكون مفتوحا أمام رافضي التسوية مع النظام السوري ضمن عدة شروط، أهمها تسليم النظام السوري خمسة رشاشات متوسطة "ب.ك.س" وقاذفي "أر بي جي"، ورشاش ثقيل مضاد للطيران، والعربة المدرعة الوحيدة التي تمتلكها فصائل الثوار في المدينة، فضلا عن تسليم كافة الآليات المعطوبة للنظام السوري.
وبحسب مصادر عسكرية من الفصائل، فإنه تم الاتفاق على عدد قطع الأسلحة التي سوف تخرج مع المقاتلين المهجرين، وتم تحديدها بنسبة 75 في المئة بما يتناسب مع أعداد الراغبين بالخروج.
وبيّن خليفة، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن كنانة حويجة اجتمعت مع كل من "أبو زيد" و"أبو الزين" على انفراد في سيارتها لمدة نصف ساعة، وبعدها دخل أبو زيد إلى المدينة واجتمع مع الشبان، من أجل وضعهم في صورة الاجتماع قبل تصريحه بالموافقة العلنية.
وقال ناشط إعلامي لـ"
عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته، بسبب الوضع الذي وصفه بـ"الدقيق والحساس"، إنه من المتوقع أن تفوق أعداد المقاتلين الألف مقاتل إضافة لعائلاتهم، فضلا عن عشرات المدنيين الرافضين للتسوية مع النظام، حيث سيتم إعداد قوائم السلاح والأسماء حتى يوم الأربعاء المقبل، وهو اليوم الذي يتوقع فيه خروج من يريد الخروج نهائيا من أرضهم إلى غير عودة.