ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هناك إشارات تنبئ بأن هناك معركة صعبة تواجه القوات العراقية والمتحالفة معها في التقدم نحو معقل
تنظيم الدولة في
الموصل.
ويشير التقرير، الذي أعده كريم فهيم ولفدي موريس من الشاقولي في العراق، إلى أن التنظيم لم يوفر أي جهد للدفاع عن حتى أميال قليلة في طريق غير ملحوظ، تحيط به مزرعة، وقام بتحميل سيارة فولكس فاغن بالقنابل والمتفجرات، وفجرها عن بعد، وقام بحرق الإطارات، وحفر أنفاقا عميقة لإخفاء مواقعه، ونصب قاذفات قنابل هاون بدائية على جانب الطرق، مصوبة باتجاه أي عربة متقدمة.
ويبين الكاتبان في تقريرهما، الذي ترجمته "
عربي21"، أن التحضيرات لم تكن كافية لمنع تقدم قوات
البيشمركة، التي تدفقت بالآلاف نحو الشارع يوم الاثنين، مستدركين بأنه رغم ذلك، فإنها كانت كافية لإبطاء تقدم المقاتلين الأكراد، وقضت القوات العراقية يوم الثلاثاء وهي تنظف الشوارع من المفخخات، ولا يزال أمامها 12 ميلا للوصول إلى نواحي المدينة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "معركة الموصل تعد، حتى الآن، الأكبر والأكثر تعقيدا في المعارك التي تخوضها الطائرات الأمريكية وقوات متعددة على الأرض في الكفاح ضد تنظيم الدولة، الذي كان يحضر للمعركة منذ أكثر من سنتين".
وينقل التقرير عن مواطنين فروا من المدينة، قولهم إن التنظيم كان مشغولا بنصب الحواجز، وملء الخنادق بالنفط التي تشتعل؛ لإبطاء تقدم القوات.
ويورد الكاتبان نقلا عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعليقه على مجريات المعركة، بالقول: "سيكون قتالا صعبا وقاسيا"، وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أن "العراقيين هم من يقومون بالقتال، ويقاتلون بفعالية وشجاعة، وتكبدوا خسائر كبيرة، وستكون هناك معوقات في الطريق، لكنها في النهاية ستكون عملية ناجحة".
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم التحديات التي تلوح في الأفق، إلا أن القوات العراقية والكردية حققت في اليوم الأول نجاحا، مشيرة إلى أن هذه هي أول مرة يتعاون فيها الطرفان، خاصة أن حكومتي بغداد وأربيل دائما على تناقض وعداء، وقالت القوات العراقية يوم الثلاثاء إنها تقدمت نحو منطقة الحمدانية، وحاصرت بلدة قراقوش المسيحية، وقال الجنرال قاسم المالكي: "سنداهمها في أي لحظة".
ويلفت التقرير إلى أن
الجيش العراقي والشرطة الفيدرالية يتقدمان من قاعدة القيارة، وقال المتحدث باسم الشرطة الفيدرالية عبد الرحمن الخزعلي، إن الشرطة الفيدرالية وصلت إلى بلدة الشورة، التي لا تبعد سوى 20 ميلا عن الموصل، مستدركا بأن القوات الكردية قالت إنها أخرت الهجوم على بلدة بعشيقة في شمال شرق الموصل؛ لأسباب لا تزال غير واضحة.
ويفيد الكاتبان بأن عددا من القادة لاموا الجيش العراقي، الذي فشل في اتخاذ مواقع دفاعية في المناطق التي تمت السيطرة عليها يوم الاثنين، وقال قائد القوات الخاصة الجنرال حيدر العبيدي، إن القوات العراقية كانت تنتظر البيشمركة لتنهي مهمتها، وأضاف: "كنا ننتظرهم حتى يصلوا إلى المناطق التي كان عليهم الوصول إليها، بناء على الخطة العسكرية".
وينوه التقرير إلى أنه مهما كانت التداعيات، فإن السبب في التأخير هو إطلاق قنابل الهاون، لافتا إلى أن تنظيم الدولة أعلن عن تنفيذ 12 عملية انتحارية في اليوم الأول من العملية، بحسب ما أوردته وكالة "أعماق" التابعة له.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم البيشمركة جبار ياور، إن ثمانية من المقاتلين الأكراد قتلوا في اليوم الأول.