سياسة عربية

مقاطعة واتهامات بالسفه لمؤتمر السيسي للشباب بشرم الشيخ

المؤتمر يأتي قبل أيام من الدعوة التي أطلقها معارضون تحت شعار "ثورة الغلابة"- أرشيفية
تشهد مدينة شرم الشيخ، شمال شرقي مصر؛ غدا الثلاثاء، إقامة "المؤتمر الوطني الأول للشباب"، لمدة ثلاثة أيام؛ لمناقشة عدد من القضايا الاقتصادية والسياسية، تحت رعاية رئيس النظام، عبد الفتاح السيسي، في ظل انتقادات، من قبل مؤيديه، لسفه الإنفاق عليه، واتهامه، من قبل معارضيه، بأنه "ديكور سياسي، وتتويج لعام من التنكيل بالشباب، واستكمال لحوارات شكلية معهم، لم تسفر عن شيء".

وأعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، في بيان، انطلاق المؤتمر، اعتبارا من 25 أكتوبر، في إطار تنفيذ دعوة رئيس الجمهورية، لعقد مؤتمر وطني للشباب، التي أطلقها خلال احتفالية يوم الشباب المصري في التاسع من يناير الماضي. 

ويأتي المؤتمر قبل أيام من الدعوة التي أطلقها معارضون تحت شعار "ثورة الغلابة"، للتظاهر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. 

وكان البرلمان المصري نظم حفلا ضخما برعاية السيسي أيضا، في التاسع من أكتوبر الحالي، بمدينة شرم الشيخ كذلك، وشمل دعوة أكثر من 1500 من النواب والمسؤولين المحليين والوفود العربية والأفريقية، بتكلفة تخطت الثلاثة ملايين دولار، في وقت تعصف فيه الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
مجدي طنطاوي: "افتكاسة وإهدار للمال".

وهاجم الإعلامي الموالي للسلطات، مجدي طنطاوي، الحكومة، بسبب المؤتمر، وسفه الإنفاق عليه، واصفا إياه بأنه "افتكاسة".

وقال، في برنامجه "كلام جرايد"، عبر فضائية "العاصمة"، مساء الأحد، إنه ضد أي مؤتمر يتم عقده في هذه الفترة الاقتصادية العصيبة.

وتابع: "عايزين نوقف البلد على رجليها، وازاي نقول للمواطن: اصبر، وإحنا عاملين مؤتمرات ملهاش لازمة، وكان ممكن نوفر الفلوس دي، ونعمل مشاريع نشغل بيها الشباب أحسن"، بحسب قوله.


صفعة مبكرة للمؤتمر

وفي السياق نفسه، تلقى المؤتمر صفعة قوية من أحزاب "تحالف التيار الديمقراطي"، التي أعلنت رفضها الدعوة الموجهة لها لحضور المؤتمر، بسبب "إهدار أحلام الشباب وطموحهم في دولة العدل والكرامة والحرية، بسبب سياسات الحكم الحالي، وإصراره على استمرار حبس العشرات من شباب ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 في قضايا تظاهر سلمي، أو لدفاعهم عن أرضهم".

وأضافت أحزاب التحالف، في بيان أصدرته، أن "القرار راجع أيضا إلى نكوث النظام بوعود عديدة سابقة بالنظر في الإفراج عن الشباب المحبوسين، إضافة إلى أن سياسات الحكم الحالي أغلقت الأفق أمام حق الشباب في التعبير السلمي عن الرأي".

وتابعت "لن نشارك في مناسبات كل هدفها التقاط الصور التذكارية والتعمية على المشاكل الحقيقية من تزايد لمعدلات الفقر، وغلاء في الأسعار، وغياب الخدمات الأساسية من صحة وتعليم، وكذلك التدهور الحاد في الحقوق والحريات الأساسية".

ويذكر أن أحزاب التحالف هي: "الكرامة"، و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"الدستور"، و"مصر الحرية"، و"التيار الشعبي" (تحت التأسيس).

نشطاء: تزيين لعروة السلطة بالشباب

ومن جابنهم، أعلن مائة وخمسون شابا من النشطاء المنتمين لمختلف الاتجاهات السياسية، في بيان جماعي، رفضهم للمؤتمر، مؤكدين أنّ "ممارسات السلطة تؤكد عدم إيمانها في الأساس بالحوار الديمقراطي الجاد"، وأن المؤتمر يعد محاولة "لتزيين عروة هذه السلطة بالشباب"، وفق بيان أصدروه.

وشدد النشطاء على عدم وجود حد أدنى من الثقة بأن مخرجات هذا المؤتمر قد تكون محل اعتبار أو نظر من السلطة، معلنين إطلاقهم حملة توقيعات واسعة على مدار هذه الأيام لرفضه.

وشملت التوقيعات على البيان نشطاء بارزين، من بينهم أحمد حرارة، وإسراء عبدالفتاح، والبرلماني السابق زياد العليمي، والمتحدث باسم حركة 6 أبريل شريف الروبي، والحقوقي مالك عدلي، والناشطة السكندرية ماهينور المصري، والباحثة وسام عطا، ونائب رئيس حزب "مصر القوية" محمد القصاص.

أحزاب وحقوقيون:  ديكور سياسي 

وعلى الصعيد ذاته، وجَّه عدد من الحقوقيين والسياسيين والحزبيين، انتقادات لاذعة إلى المؤتمر.
وخاطب المحامي الحقوقي، طارق العوضي، السيسي بالقول: "عاوز تقعد مع الشباب.. روح لهم، هاتلاقيهم عندك في السجون، شباب الثورة، وشباب الألتراس، وشباب الجامعة، والبقية في القبور، وليس في شرم الشيخ".

ومن جهته، وصف الناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، الدعوة للمؤتمر، في تصريحات صحفية، الأحد، بأنها "مجرد ديكور سياسي لإظهار الشباب حول الرئيس، بعد تدني شعبيته"، بحسب قوله.

وقال عضو المكتب السياسي بالحزب المصري الديمقراطي، محمد سالم: إنه لا توجد دعوة حوار جادة "وسط قبضة وسيطرة أمنية من الألف إلى الياء"، وحضور نحو ألف شاب للتصفيق، دون مساحة للنقاش عن الحريات أو المشاركة السياسية.

وأضاف سالم، في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك" أن: "العام الجاري لا بد أن يُسمى بعام التنكيل بالشباب، بعد حبس المئات منهم داخل السجون، ومعاملتهم بشكل غير آدمي، لمجرد مطالبتهم بالحرية للمعتقلين، أو مصرية جزيرتي تيران وصنافير".

وتابع بأنه "من غير المقبول المشاركة في مؤتمر لعدة أيام على نفقة الدولة، وإقامة أكثر من ألف مدعو في فنادق فاخرة، تكلف الموازنة العامة رقما كبيرا، ما يعد إهدارا للملايين، من أجل حوار ديكوري"، بحسب التدوينة.

البرادعي للشباب: توحيد الصف 

وكان نائب الرئيس المؤقت بعد الانقلاب، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، الدكتور محمد البرادعي، طالب الشباب، في حسابه عبر "تويتر"، الجمعة، بتوحيد صفوفهم في عمل سياسي يجسد أهداف الثورة.

وقال: "يا شباب.. النوايا الحسنة والمجهود الفردي فقط لا يصنعان مستقبلا.. توحيد الصف في عمل سياسي منظم يجسد أهداف الثورة ما زال هو الطريق.. مستقبلكم بأيديكم".

استعدادات تحت إشراف السيسي 

إلى ذلك، تجري الاستعدادات النهائية بالمركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ لاستقبال ضيوف المؤتمر، الذي وصف في الإعلام المحلي، بأنه يأتي في ختام عام الشباب المصري.

وبحسب "وكالة أنباء الشرق الأوسط": "يشرف على الاستعدادات مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لتوفير كل متطلبات الوفود المشاركة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ومحافظة جنوب سيناء".

ويشارك السيسي بجانب الشباب في ماراثون بالمدينة لتوجيه رسالة سلام لنشر الأمل من شباب مصر للعالم. كما يطلق جائزة الإبداع السنوي للشباب المتفوق في المجالات كافة، وفق الوكالة.

استنفار أمني.. وفاعليات المؤتمر

من جهتها، استنفرت أجهزة الأمن بمدينة شرم الشيخ قواتها، وفرضت خطة أمنية محكمة، وكثفت تواجدها بأرجاء المدينة ومداخلها، وفرضت كردونات أمنية، لتأمين المؤتمر. 

وقالت صحيفة "الأهرام" إن اليوم الأول للمؤتمر، يشمل سبع جلسات عامة عن تقويم تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان، والعلاقة بين ملف الحريات العامة وتلك المشاركة، أما اليوم الثانى فيتضمن أيضا سبع جلسات عامة تناقش الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب في انتخابات المحليات.

ويتضمن اليوم الثالث والأخير، ست جلسات، تناقش موضوعات الاقتصاد المصري، ورؤية شبابية لآفاق المستقبل، ودراسة التأثيرات السلبية على الشخصية المصرية، وتأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تكوين الوعي وصناعة الرأى العام.

ويختتم المؤتمر فعالياته بحفل غنائي شبابي، يتم فيه إلقاء قصائد شعر ومجموعة من الأغاني الوطنية.
ومن جهته، قال عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، محمد فريد، إن هناك ثلاث قضايا سنسعى لطرحها في المؤتمر، أولها المشاركة السياسية وتعزيزها لدى الشباب، والثانية تتعلق بتنمية التعليم وربطه بسوق العمل، وثالثها دعم خطط ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بحيث يسمح لعدد كبير من الشباب بالحصول على فرص عمل لتخفيض العبء الناشيء من مشكلات البطالة.