ربطت صحيفة "يديعوت أحرنوت"
الإسرائيلية في مقال افتتاحي لها، بين معركة
الموصل وغزة التي شن عليها الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة حروب.
وتحت عنوان "الحرب القادمة بين داعش- حماس وليبرمان"، قال الخبير الأمني الإسرائيلي أليكس فيشمان، في افتتاحية الصحيفة، إن "القتال في الموصل هو نموذج واقعي للجيش الإسرائيلي إذا كان يريد أو يخطط لاحتلال مدينة بحجم
غزة، يتمترس فيها آلاف حملة السلاح المفعمين بالأيديولوجيا الجهادية".
وأوضحت الصحيفة أن الموصل هي "مثال لمدينة غزة، فهي ميدان تجربة للتكنولوجيات، والتكتيكات والسلاح الغربي حيال مقاومة جسم متزمت من مقاتلي العصابات، ممن يقاتلون في سبيل حياتهم في منطقة مدنية كبيرة ومكتظة، فكيف يمكن لقوة ما أن تهزمهم، وألا تبقى عالقة في الوحل لسنوات طويلة؟".
ودعا المحلل الإسرائيلي الخميس، في المقال، إلى مراقبة المعركة التي تجري في الموصل، إذ طالب رجال الاستخبارات والعمليات الإسرائيليين بأن تكون عيونهم مركزة على المعارك حول الموصل في
العراق.
وقال: "يوجد غير قليل من الشبه بين فكرة الدفاع لدى "حماس" في غزة وتلك لدى داعش في الموصل. ففي الحالتين، فإن المقصود هو إيقاع خسائر غير معقولة في الطرف المهاجم. وفي الحالتين كذلك، فإن نقاط الضعف فيهما هي في المواجهة مع السلاح الموجه الدقيق، والهجمات الجوية".
وأشار إلى تصريح وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لصحيفة "القدس"، بأن المواجهة التالية مع حماس ستكون الأخيرة، موضحا أنه يسعى إلى "تصفية الحكم في غزة".
وقال: "من أجل إسقاط حماس، يحتاج الجيش إلى أن يعرض خططا لاحتلال مدينة غزة -القلب النابض للقطاع ولحماس- والبقاء فيها إلى حين تغيير الحكم، والموصل هي النموذج الواقعي للتعلم منه"، على حد قوله.
وأضاف أنه خلف معركة الموصل ينبغي أن تكون هناك خطة عسكرية، نستفيد منها لإنهاء حماس في غزة.
وحاول الكاتب الإسرائيلي الربط بين حماس وتنظيم الدولة كثيرا، وقال: "صحيح أن الجيش الإسرائيلي احتل من جديد مدنا فلسطينية في الضفة في 2002، في حملة السور الواقي، وراكم تجربة في القتال حيال منظمات شبه عسكرية وجهادية، ولكنه لم يواجه احتلال مدينة بحجم غزة بينما يتمترس في داخلها الآلاف من حملة السلاح المفعمين بالأيديولوجيا الجهادية، مع منظومات دفاعية أعدت على مدى سنين بموجب مفاهيم المقاومة القتالية التي يستخدمها داعش في الموصل"، وفق قوله.
وأضاف أن "فكرة المقاومة، التي تتحدث عن التضحية الشاملة في الصراع ضد الكفار والمتعاونين معهم، تطورت في إيران الخمينية، وسيطرت ليس فقط على الشيعة المتطرفين، بل على حركات سنية متطرفة مثل داعش وحماس أيضا"، على حد وصفه.
ولفت فيشمان وهو الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت"، إلى أن القتال البري لإسرائيل في غزة تركز في العقد الأخير في هوامش المنطقة المدنية، ما أوضح للجيش الإسرائيلي بأن الأفخاخ الاستراتيجية ومناطق القتل التي تعدها حماس ليست بالذات الأنفاق الهجومية بل المدن الكبرى، لا سيما المدن التحت أرضية التي أقيمت أسفلها".
وقال: "في كل المواجهات الكبرى، توقعت حماس بأن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المدن الكبرى، ولكن وزراء الدفاع مثل باراك ويعلون، ورؤساء الأركان تحتهم، لم يسمحوا لهذا بأن يحصل، رغم الضغوط السياسية".
وربط ذلك كله بما يجري في معارك الموصل، إذ قال: "في ضواحي الموصل اصطدمت القوات المقاتلة منذ الآن بالأنفاق على أنواعها المختلفة من أنفاق للتفجير، وللاختطاف وللهجوم وحتى أنفاق "الاقتراب" لأغراض الاستخبارات، إلى جانب السيارات المفخخة، والعبوات الجانبية، والألغام، التفعيل من بعيد والقناصة الذين يطلقون النار من المساجد".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي إذا كان بالفعل يستعد لاحتلال غزة، فإنه ملزم بأن يطلع بفاعلية على هذه الوسائل التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة أمريكا في الموصل.
وقال: "لقد أعد الأمريكيون القوات العراقية لهذه المعركة لسنتين تقريبا، ولديهم الوقت. صحيح أنهم كانوا يفضلون أن ينتهي احتلال الموصل عشية الانتخابات في الولايات المتحدة، ولكن هذا لن يحصل".
وختم بالقول إن "لحم المدافع في القتال هي قوات البيشمركة الكردية وألوية الجيش العراقي، وهذا يفعل كل الفرق بين غزة والموصل. ليس لدى إسرائيل أكراد وعراقيين ترسلهم إلى غزة. إنما لحم المدافع هو لحمنا"، على حد قوله.