أعلنت مليشيات الحشد الشعبي، السبت، عن استعادة 10 قرى في الساعات الأولى من انطلاق عملياتها العسكرية لاستعادة قضاء "تلعفر" غربي الموصل، فيما أحكمت القوات النظامية العراقية بلدة الشورة جنوبي الموصل.
وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد، إن "قوات الحشد الشعبي تمكنت في الساعات الأولى من انطلاق عملياتها في نينوى تحرير عشرة قرى"، مبينا أن "هذا المحور يضم عدة مدن وكهوف وأودية ما تزال قواعد للعصابات الإرهابية".
وأضاف أن "القطعات باشرت بعد تحرير كل قرية بتطهير المنطقة ورفع العبوات وإبقاء سكنها في منازلهم وتوفير كل ما يحتاجونه".
من جهتها أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة العراقية (جيش وشرطة اتحادية) إحكام السيطرة على بلدة الشورة جنوب الموصل من قبضة تنظيم الدولة.
وذكر بيان للخلية، أن القوات حررت كامل الشورة، ورفعت العلم العراقي على جميع المراكز الحكومية فيها، لافتة إلى أن القوات العراقية أصبحت بالتقاء من أربعة محاور جنوب الموصل.
وكانت مليشيات الحشد الشعبي في العراق أعلنت، السبت، انطلاق عمليات العسكرية باتجاه المحور الغربي لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى لـ"تحرير مساحات شاسعة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة".
وقال أحمد الأسدي، الناطق باسم الحشد، في بيان له اطلعت عليه "عربي21": "انطلقت صباح اليوم الصفحة الثانية من العمليات الكبرى على المحور الغربي لمدينة الموصل، حيث تكفل أبناؤكم وإخوانكم في الحشد الشعبي باستعادة كل المناطق المغتصبة والمحتلة بعد سنتين من إذلال الاحتلال".
وأضاف: "الآن وفي هذه اللحظة تتحرك السواعد الأبية والبنادق العراقية الحشدية إلى سوح القتال لتنال من الدواعش وتضرب المثل الأعظم في البسالة والشجاعة، وستكون تلعفر المدينة الجريحة والضحية وباقي المدن في مدى المناطق التي ستحررها السواعد المقدسة والبنادق المقاتلة، وسيرتد الباغي الداعشي إلى مواقعه التي أتى منها وربما سيكون مقتله هنا على هذه الأرض، لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
ولفت الأسدي إلى أن "في المحور الغربي الآن بنادق عراقية ورايات وطنية تتجه إلى أهدافها الإستراتيجية المحددة لها، وستبلغ تلك البنادق والسواعد نصرها التاريخي الكبير بعزيمة الرجال وشجاعة الحشود"، مضيفا أن "ما هو مطلوب من أهلنا وشعبنا وإخوتنا في كل مكان الدعاء لإخوتنا ومقاتلينا بالنصر المؤزر على أعدائنا الدواعش، والوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات المحيطة بنا".
وكان نائب محافظ نينوى حسن العلاف، قال في حديث سابق لـ"عربي21": "وصلتنا أنباء عن تجمع الحشد الشعبي في قضاء القيارة بأعداد كبيرة، تمهيدا لدخول قضاء الحضر وصولا إلى قضاء تلعفر من دون علم الحكومة المحلية للمحافظة".
وأوضح العلاف أن "تحرك الحشد الشعبي يأتي دون علم وتنسيق مسبق مع السلطات المحلية للمحافظة، ولا سيما بعدما تم الاتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، بضرورة إبعاد الحشد عن معارك الموصل".
وتساءل: "نتمنى على رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، أن يكون هناك تنسيق عالي المستوى مع السلطات المحلية لمحافظة نينوى حتى نطمئن جمهور الموصل بعدم وجود انتهاكات قد ترتكب بحق المدنيين".
وكانت مصادر خاصة قد أفادت لـ"عربي21"، بأن قوة أمنية عراقية بزي الشرطة الاتحادية، نفذت عمليات إعدام ميدانية بحق ستة من المدنيين في قرية النعناعة التابعة لناحية الشورة جنوبي الموصل.
وكانت جهات حقوقية قد حذرت من ارتكاب مليشيات الحشد الشعبي "انتهاكات" ضد أهالي الموصل؛ وقدى سبق أن واجهت الأخيرة اتهامات بارتكاب "انتهاكات" ضد أهالي مدن سنية أثناء استعادتها من "داعش"، وهي الاتهامات التي يرفضها الحشد.
توقف معارك الموصل
من جهته نفى الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد محور عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في معركة تحرير الموصل توقف المعارك لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.
وقال الساعدي في تصريح له، السبت، إن المعارك مستمرة، وما جرى هو إعادة تنظيم الصفوف للقوات المشتركة بعد تسليم عدد من المناطق المحررة التي تم تطهيرها إلى القطعات المحلية الساندة لمسك الأرض فيها.
وكان متحدث باسم التحالف الدولي الجمعة قال إن القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة.
وقال الكولونيل الأمريكي جون دوريان في مؤتمر بالفيديو من بغداد: "نعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل"، موضحا أن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف.
وفي الأسبوع الماضي شنت القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكية هجوم استعادة مدينة الموصل، معقل تنظيم الدولة في العراق، حيث أعلن الجهاديون "دولة الخلافة" في حزيران/ يونيو 2016.