كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"
الإسرائيلية في تحقيق صحفي طويل لها، أن جهاز المخابرات السوفيتي السابق "KGB" استطاع اختراق "إسرائيل" على مستويات أمنية وعسكرية حساسة عدة، على مدار عقود طويلة.
ويأتي هذا التحقيق ضمن سلسلة تحقيقات نشرت الصحيفة الإسرائيلية الجزء الأول منها.
وبحسب الصحيفة، فقد قام الضابط السوفيتي السابق فاسيلي متروكين، بنسخ آلاف الوثائق خلال سنوات طويلة من عمله في جهاز المخابرات، وقام بأخذ هذه الوثائق معه بعد انشقاقه وهربه إلى لندن عام 1993، حيث قام بتسليم هذه الوثائق لجهاز المخابرات البريطانية، ولكنها لم تنشر سابقا.
الاختراق بدأ عام 1970
وتُظهر الوثائق التي تقوم بعرضها الصحيفة الإسرائيلية، أن "فلاديميروفيتش اندروبوف" وهو رئيس المخابرات السوفيتية حينها، أصدر تعليماته للقيام بشن عملية في غاية السرية تهدف لإعداد جواسيس لإرسالهم إلى "إسرائيل" عام 1970.
وبالفعل، تم إرسال مجموعة من المجندين عام 1971، يرأسهم شخص يتحدث ثماني لغات، إذ قاموا بإعادة الاتصال بعدد من المخبرين من بينهم ضباط في الجيش، وأعضاء في "الكنيست" الإسرائيلي، وموظفي سفارات أجنبية.
وتفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية، منعا على نشر اسم أحد الضباط رفيعي المستوى، الذين عملوا على نقل معلومات لموسكو، بسبب ما قيل إنه "كبر سنه، واستمرار تأثيره داخل إسرائيل".
ومن ضمن من تم تجنيدهم، مسؤول "الموساد" الإسرائيلي في السفارة البلجيكية، الذي زوّد الروس بشيفرات التواصل بين إسرائيل وسفاراتها في الخارج، بحسب الصحيفة.
وبعد وصول الوثائق لإسرائيل، ورد اسم لأحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، إذ تمت مواجهته بالأمر، فاعترف بذلك، ولكن تحاشيا لحرج الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، ولكبر سن الجنرال ومرضه، لم تتم محاكمته.
روايات نجاح مفبركة
من جهته، علّق المختص بالشأن الإسرائيلي، الصحفي أنس أبو عرقوب، في حديث لـ "عربي21"، على هذا التحقيق، بالقول إن المخابرات الإسرائيلية سعت منذ اليوم الأول لإنشائها على نشر الروايات المفبركة للنجاحات الكبرى ضد العرب، وذلك لمنح العرب مبررات بعدم العمل ضدها، وبأنها قادرة على كل شيء.
وأوضح أبو عرقوب، أن الاختراق السوفيتي ضد إسرائيل كان قبل عام 1948، عندما كانت عبارة عن عصابات من "هاغانا" و"أرغون".
وأضاف أبو عرقوب، أن حجم الاختراق الروسي للمستويات الإسرائيلية السياسية والأمنية "خلق صدمة كبيرة على مستوى دولة الاحتلال".
ولم يستبعد أبو عرقوب، وجود دول أخرى شاركت في زرع الجواسيس في دولة الاحتلال، "لأن التجسس يتم على الصديق قبل العدو"، بحسب قوله.
وأشار أبو عرقوب إلى أن المخابرات البريطانية رفضت كشف جميع الوثائق المسربة لها، بسبب خطورتها وارتباطها بشخصيات ما زالت حية إلى اليوم، وقد تكون تلعب أدوارا مهمة سياسية، في مستويات عدة.
وختم أبو عرقوب حديثه، قائلا: "إن الإسرائيلي تعود على أن المخابرات الإسرائيلية وجيشها هو الحصن المنيع للدولة، ولكن هذه الصورة انهارت بعد نجاحات الروس في اختراق إسرائيل على جميع المستويات".