تباينت ردود الفعل حيال تصريحات الأمين العام لمنظمة
التعاون الإسلامي إياد مدني عن "
ثلاجة السيسي"، ولاسيما في أوساط سياسية (سعودية-
مصرية)، ففيما عدها البعض لا تتعدى السخرية، فقد فسرها آخرون على أنها تصعيد سعودي متعمد عبر عنه مدني.
وسخر مدني من السيسي أثناء تداركه لخطأ وقع فيه في كلمته، خلال مؤتمر "الإيسيسكو" عقد بتونس الجمعة، إذ قال عن الرئيس التونسي، باجي قايد "السيسي"، ليعود ويوضح بأن اسمه "السبسي"، وأنه بذلك وقع بخطأ "فاحش".
وقال مدني وهو وزير سعودي سابق لوزارة الحج ووزارة الثقافة والإعلام، موجها حديثه للسبسي ساخرا: "أنا متأكد بأن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس".
وبحسب ما تابعته "عربي21"، فإنه رغم اعتذار إياد مدني في بيان أصدره الجمعة أوضح فيه أن ما قاله كان على سبيل المزاح والدعابة ولم يقصد من خلاله توجيه أي شكل من أشكال الإساءة للقيادة المصرية ممثلة بالسيسي، إلا أن ذلك لم يمنع التفسيرات عن قصد سخرية مدني من عدمها.
وعلى الجانب السعودي فقد فسر الكاتب والصحفي جمال خاشقجي حديث مدني في تغريدة له بالقول: "لا يلام مدني، جاءته القفشة جاهزة فلم يستطع بطبعه الساخر أن يقاومها، الحل يرجع برنامج البرنامج (للإعلامي الساخر باسم يوسف) قبل حصول أزمات دبلوماسية".
أما الناشط السعودي صالح الطريقي فقد كتب تغريدة قال فيها إن "أقل ما يقال عن دعابة إياد مدني أنها طريفة وأخرجته من الحرج. إن كان هناك ما يعيب هو أن تكذب على الشعب بدل أن تجد لأزماته الاقتصادية حلا" .
بينما وصف د. خالد آل سعودي وهو أمير سعودي حديث مدني بـ"زلة اللسان المرفوضة وجدها بعض المنتمين للإعلام المصري فرصةً للتنفيس مجددا عن أحقادهم تجاه بلادنا وقيادتنا. الله يشفيكم".
إلا أن الناشط السعودي "تركي" رأى في تغريدة له عبر "تويتر" أن تصريحات مدني كانت "ضربة من تحت الحزام وأعتقد أنه كان قاصد يخطئ بالاسم عشان يضربها صح من مخرجات الدبلوماسية السعودية الجبارة بلا شك".
وتوترت العلاقة بين السعودية ومصر عقب تصويت الأخيرة في مجلس الأمن منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري لصالح مشروع القرار روسي، المتعلق بمدينة حلب السورية، الذي كانت تعارضه دول الخليج بشدة.
وفي المقابل فقد رصدت "عربي21" ما ذهب إليه سياسيون مصريون في تفسيراتهم لتصريحات مدني على أنها كانت مقصودة وتنم عن "قلة أدب وسخف وعدم اللياقة"، فضلا عن اتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وفق تعبيرهم.
وقال أسامة الغزالي حرب، في حديث مع برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة "الحياة"، إن "ما قاله مدني في حق الرئيس المصري كان مقصودا"، مضيفا: "مدني ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين".
ولاقت تصريحات حرب تأييدا من سعد الزنط مدير مركز الدراسات الإستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، فقد قال إن "تصريحات مدني مقصودة 100 بالمائة، وليست وليدة اللحظة لكن تم الإعداد لها".
وأوضح الزنط في تصريح له عبر فضائية "أون تي في لايف" المصرية السبت، أن أي شخص يحلل لغة جسد إياد مدني، خلال الكلمة يستنتج أن الأمر لم يكن سهوا على الإطلاق، وليس زلة لسان، كما قيل.
وأشار إلى أن منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي، منصب كبير ويقع عليه التزامات بروتوكولية، وعليه أن يدافع عن مصالح الدول الأعضاء، فما بالك بأنه يتناول رئيس أكبر وأقوى دولة بالمجموعة بهذه الطريقة، واصفا ما حدث بـ"الأمر المستفز".
وتواصل مصر جهودها الرامية إلى التعجيل بالإطاحة بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، من منصبه، على خلفية تصريحه حول "ثلاجة السيسي"، على مستوى تصريحات جديدة أدلى بها وزير خارجيتها، سامح شكري.
وقال شكري الأحد، إن ما قاله مدني، بمنزلة "مساس بالقيادة المصرية، وبالشعب المصري أجمع"، فيما اتفقت الحكومة مع البرلمان على مخاطبة دول "التعاون الإسلامي" للإطاحة بمدني، حسبما ذكرت صحف مصرية.