قال قائد قوات مكافحة الإرهاب اللواء عبد الغني الأسدي، إن القوات
العراقية اخترقت دفاعات
تنظيم الدولة من شرقي
الموصل، الاثنين، للمرة الأولى منذ بدء المعركة، فيما نزح 40 ألف مدني من المدينة منذ بداية المعارك.
وجاء القتال بعد أسبوعين من تقدم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة التي أخلت المناطق المحيطة بالموصل، من المتشددين، في المراحل المبكرة من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003.
وتقدمت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش صوب "جوجالي"، وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية، بينما أكد الأسدي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن قواته وصلت إلى مشارف حي الكرامة داخل المدينة.
وقال مصدر مخابراتي من قوات البيشمركة الكردية، إنه تلقى تقريرا يقول إن سبعة من مقاتلي الدولة قتلوا في حي عدن المقابل للكرامة، وإنه جرى تدمير مركبتين أيضا.
وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن هناك اشتباكات أيضا داخل المدينة، بين مقاتلي التنظيم وسكان المدينة الذين انتفضوا ضدهم.
وقال المصدر المخابراتي الكردي إن "عناصر المقاومة" هذه فتحت النار على وحدة شرطة تابعة للدولة، في حي الانتصار جنوب الكرامة، وإن المقاتلين المسلحين انتشروا في الشوارع عبر المدينة خوفا من انتفاضة السكان في ما يبدو.
وتأمل الحكومة وحلفاؤها الأمريكيون في أن تساعد انتفاضة داخل المدينة في تخفيف قبضة المقاتلين على المدينة التي احتلوها في 2014 وأعلنوا منها "دولة الخلافة".
والموصل أكبر بكثير من أي مدينة أخرى تحت سيطرة التنظيم، وحذرت الأمم المتحدة من أنه في أسوأ الحالات فإن مليونا من سكانها قد ينزحون بشكل مفاجئ، الأمر الذي سيستلزم أكبر عملية إغاثة إنسانية.
"يستسلمون أو يموتون"
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، من قاعدة القيارة الجوية جنوبي الموصل، إن القوات العراقية تحاول قطع كل طرق الهروب على آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة داخل الموصل.
وقال العبادي للتلفزيون الرسمي وهو يرتدي الزي العسكري: "إن شاء الله نقطع رأس الأفعى، وليس لهم مفر"، مؤكدا أنهم "إما يستسلمون أو يموتون".
وبدأت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية، ومليشيات الحشد الشعبي الشيعية، وبعض مليشيات الحشد الوطني والعشائري، الهجوم في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
وقال الميجر جنرال البريطاني روبرت جونز، وهو نائب قائد وحدة الاستراتيجية والدعم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة: "إنهم يحققون تقدما متأنيا"، مستدركا بأنهم "يسيرون وفقا لجدولهم".
ويخوض المعركة ضد تنظيم الدولة 50 ألف جندي عراقي وشرطي ومقاتل من البيشمركة، بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كما أنه انضم أيضا آلاف من المقاتلين الشيعة الذين تدعمهم إيران إلى الحملة غربي المدينة قبل يومين.
وعبر زعيم أكبر فصيل شيعي عراقي تدعمه إيران عن أمله الاثنين، في ألا يطول أمد معركة الموصل، وألا تكون للمعركة آثار مدمرة مثل المعركة التي تخوضها فصائل شيعية متحالفة في مدينة حلب السورية.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر، للصحفيين في الزرقاء جنوبي الموصل: "نخشى أن تتحول الموصل إلى حلب أخرى لكننا نأمل ألا يحدث ذلك".
"أرض محروقة"
ويرد مقاتلو تنظيم الدولة على الحملة التي بدأت قبل أسبوعين بهجمات انتحارية بسيارات مفخخة، ونشر القناصة، وإطلاق قذائف المورتر.
وقال التنظيم اليوم إنه نفذ عملية انتحارية ضد قافلة مشتركة للجيش والفصائل الشيعية جنوبي الموصل، دون أن يذكر تقديرات للخسائر.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن مسلحي التنظيم أشعلوا النار في آبار نفط لتغطية تحركاتهم ونقلوا آلاف المدنيين من القرى إلى الموصل لاستخدامهم دروعا بشرية، كما أنهم أضرموا النار في النفط ليكون ستارا من الدخان الأمر الذي تسبب في اختناق المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "سياسات الأرض المحروقة التي ينفذها أعضاء الدولة الإسلامية المتقهقرون لها تأثير صحي فوري على المدنيين، كما أنه قد يكون لها آثار بيئية وصحية على المدى البعيد".
437 قتيلا من القوات العراقية
وقال التنظيم إنه تمكن من قتل 437 عنصرا من القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية، بمعدل 62 قتيلا بشكل يومي، في حين قال التنظيم إنه تمكن من قتل 819 عنصرا من القوات العراقية والبيشمركة في الأسبوع الأول من المعركة.
وأوضحت إحصائية الأسبوع الثاني أن 18 عنصرا من التنظيم فجروا أنفسهم في تجمعات للقوات العراقية والبيشمركة، في انخفاض ملحوظ بمعدل العمليات، حيث شهد الأسبوع الأول 58 عملية.
وفي أرقام الإحصائية الأخرى، قال التنظيم إنه تمكن خلال الأسبوع الثاني من معركة الموصل من إسقاط طائرة استطلاع إيرانية، وتدمير ثماني مدرعات، إضافة إلى تدمير 28 همرا، و14 آلية، وخمس عربات أبرامز، وعربة BMB.
40 ألف نازح
تسببت المعارك الجارية في الموصل منذ انطلاقها في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بنزوح 40 ألف مدني من المدينة وهي الأكبر منذ اجتياح تنظيم الدولة، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى هاشم بريفكاني، الثلاثاء، إن "أعداد النازحين من الموصل في تزايد مستمر يوميا مع استمرار العمليات العسكرية حيث تم توثيق قرابة 40 ألف نازح من الموصل".
وتخوف عضو مجلس نينوى في حديث لشبكة "رووداو" الكردية من ازدياد العوائل النازحة من الموصل بالرغم من الاستعدادات التي تبذلها الحكومة المحلية والقوات الأمنية لاستقبال الأهالي وتوفير المخيمات والمواد الإغاثية.
وحذر بريفكاني، من كارثة بيئية وصحية إزاء اعتماد تنظيم الدولة على حرق آبار النفط في مناطق القيارة ومخمور والتي تسببت بحالات اختناق لــ 500 شخص بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
ولفت عضو مجلس المحافظة إلى أن "حالات الاختناق هذه تنذر بحدوث أمراض سرطانية لسكان مدينة الموصل".